اهتمت الصحافة الأوروبية الصادرة اليوم الجمعة بالاحتفال باليوم العالمي للمرأة٬ وإدانة رئيس الحكومة الإيطالية السابق سيلفيو برلسكوني بالسجن٬ والوضع الاقتصادي في بريطانيا٬ وقضية الفساد المزعومة داخل حزب الشعب (الحاكم) في إسبانيا وكذا الاستفتاء المحتمل في هولندا حول الاتحاد الأوروبي.
ففي فرنسا كتبت صحيفة (لوباريزيان) تحت عنوان "عدم المساواة المهنية : كفى"٬ أن شيئا لم يتغير وأن عدم المساواة المهنية "تمارس كل يوم٬ ولم يتغير شيء مع مرور السنوات".
أما صحيفة (لوفيغارو) فلاحظت أن رغم تحسن الوضعية شيئا ما مع مرور السنوات فإن " الأجر الصافي للنساء (معدل 15 ألف و600 أورو في السنة) لا يزال أقل من الأجر الذي يحصل عليه الرجال".
من جهتها اعتبرت صحيفة (لاكروا) أن المرحلة تلخص جيدا الوضعية الحالية للمناصفة٬ حيث تصطدم الجهود مع عادات راسخة للسيطرة الذكورية في معظم الأماكن الرئيسية للسلطة".
وأبرزت وزيرة حقوق المرأة الفرنسية نجاة بلقاسم في مقابلات مع صحيفتي (لوباريزيان) و( لوفيغارو) جهود الحكومة لتكريس المناصفة٬ بما في ذلك على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ٬ مهددة بفرض عقوبات على الشركات التي تشغل أكثر من 50 مستخدما ولا تطبق مبدأ المساواة المهنية.
وفي سويسرا تساءلت صحيفة (كوريي) حول أهمية الاحتفال باليوم العالمي للمرأة٬ حيث كتبت في ملف أعدته بالمناسبة أن المعادلة " بسيطة٬ إن المساواة في الحقوق تمر عبر وضوح الرؤية ".
أما صحيفة (لاتربين دي جنيف)٬ فاعتبرت أن " النسوية ليست كلمة قذرة " وأن " تخصيص أربع وعشرين ساعة لهذه الإشكالية٬ على غرار يوم ضد السرطان أمر مثير للسخرية رغم أن المطالب مشروعة ".
من جانبها أعربت صحيفة (24 أور) عن قلقها من "الضغط الضريبي للاتحاد الأوروبي الذي سيكلف سويسرا٬ مليار فرنك سويسري في حين ذكرت صحيفة (لاليبرتي) أن تأثير الأزمة دفع العاطلين في جنوب أوروبا لإبداء الاستعداد لقبول ظروف عمل أقرب إلى الاستغلال ٬ مشيرة إلى أن وضعية المهاجرين الصعبة تهدد نظام الرعاية الاجتماعية.
وبدورها اهتمت الصحافة في البرتغال بالاحتفال باليوم العالمي للمرأة حيث جاء في صحيفة (بيبليكو) استنادا إلى بيانات أصدرها المعهد البرتغالي للاحصاء أن "النساء يشغلن بالكاد نسبة 30 في المائة من مناصب المسؤولية في البرتغال٬ وهن في الأغلبية أكثر تأهيلا وشبابا٬ عازبات أو مطلقات ".
أما صحيفة (أنفومارساو) فنقلت عن تقرير صدر خلال الأسبوع الجاري في بروكسل٬ أن النساء يعانين بشكل أكبر من الأزمة الاقتصادية في العديد من الدول الأوروبية مقارنة مع الرجال وهن أكثر عرضة للفقر٬ مضيفة أنه من شأن إجراءات التقشف الجاري تطبيقها أن تزيد من أوجه عدم المساواة القائمة بين الرجل والمرأة في سوق العمل.
وفي إيطاليا٬ ركزت الصحافة على الحكم الصادر بسجن رئيس الوزراء السابق وزعيم يمين الوسط برلسكوني في ظل التجاذبات لتكوين حكومة منتخبة.
واعتبرت صحيفة (لاستامبا) أن هذه الإدانة تشكل "ضربة قوية " لبرلسكوني التي صدرت في حقه أحكام قضائية للمرة الثانية في غضون ثلاثة أشهر حتى لو كان الأمر يتعلق فقط بحكم ابتدائي.
وعلقت صحيفة (كورييري ديلا سيرا ) على الحدث بقولها إن برلسكوني مهدد بمحاكمات وأحكام في المستقبل وأنه تم الشروع في تحقيقات في وقت يتحدث فيه قادة حزب الشعب من أجل الحرية (حزب الرئيس السابق للحكومة الإيطالية) عن "اضطهاد لا يطاق".
وأشارت الصحيفة إلى لقاء عقده قادة من يمين الوسط " لمواجهة محاولات عزل تحالفهم تحسبا للمفاوضات المعقدة لتشكيل الحكومة".
وفي هذا الصدد ذكرت صحيفة (إيل ميساجرو) أن هؤلاء القادة " غيروا استراتيجيتهم٬ ويريدون العودة الفورية إلى صناديق الاقتراع ٬ قبل شهر يونيو".
وتروم هذه الاستراتيجية - حسب الصحيفة - تجنب عدم أهلية محتملة لبرلسكوني في حال تأكيد محكمة النقض في أكتوبر المقبل ٬ الحكم الصادر ضده في قضية ميدياست (أربع سنوات سجنا)٬ وفقا لقانون صودق عليه مؤخرا.
أما الصحف البريطانية فركزت اهتماماتها على الخطاب الذي ألقاه رئيس الوزراء ديفيد كاميرون أمس بخصوص الوضع الاقتصادي٬ والذي أعلن من خلال رفضه إدراج أي تغيير على مستوى السياسة الاقتصادية لحكومته.
وانتقدت عدة صحف إصرار ديفيد كاميرون على التأكيد على عدم وجود بدائل أخرى للاستراتيجية الاقتصادية للحكومة.
وحذرت صحيفة (الغارديان) في هذا السياق من اختلاف الآراء والتوجهات على مستوى الحكومة التي تتشكل من ائتلاف حزبي المحافظين والليبراليين الديمقراطيين٬ مشيرة إلى أن الفريق الذي يقوده كاميرون يتوفر على رؤيتين وسياستين اقتصاديتين مختلفتين.
وألمحت الصحيفة إلى في هذا السياق إلى المقاربة التي يتبناها الوزير المكلف بالمقاولات فينس كيبل (حزب الليبراليين الديمقراطيين)٬ والقائمة على اللجوء إلى الاستدانة من أجل تمويل مشاريع ضخمة للبنيات التحتية بهدف تنشيط الاقتصاد٬ وهو ما يرفضه كاميرون جملة وتفصيلا حيث يشدد على تمسكه بمخطط التقشف الذي اعتمدته الحكومة منذ يونيو 2010.
وعزت الصحيفة استمرار الأزمة الاقتصادية في المملكة المتحدة إلى الضعف المستمر حجم الاستثمارات والتمويلات المرصودة للشركات والمقاولات.
ومن جانبها٬ عبرت صحيفة (الأندبندنت) عن تأييدها لمواقف كاميرون٬ الرامية إلى الاستمرار في تطبيق مخطط التقشف٬ مؤكدة على أن سعيه للجوء إلى الديون في هذه المرحلة من أجل البحث عن مخرج للأزمة الاقتصادية سيزيد من تعميق الأزمة ويؤجل بداية انفراجها.
وانتقدت صحيفة (الديلي تلغراف) من جانبها٬ مضامين خطاب رئيس الحكومة معتبرة أنه جاء مخيبا للآمال.
وأشارت في هذا السياق إلى حالة الارتباك التي تسود التدبير الحكومي للوضعية الاقتصادية٬ مبرزة أن الميزانية القادمة ستشهد تخفيضا في حجم الضرائب والتي سيتم تعويضها بالتقليص من الاعتمادات المخصصة للصحة والمساعدات الدولية وامتيازات الرعاية الاجتماعية الممنوحة للمتقاعدين.
وتساءلت الصحيفة حول دوافع اختيار كاميرون لهذا التوقيت لإلقاء خطابه خاصة وأنه يأتي قبل أسبوعين فقط من إعلان الحكومة عن ميزانية سنة 2013/2014٬ وكذا في وقت تلقى فيه حزب المحافظين الحاكم قبل أيام قليلة هزيمة نكراء في الانتخابات البرلمانية الجزئية٬ وفي ظل شائعات بخصوص مصير مظلم لكاميرون على رأس الحزب.
ودعت صحيفة (الفاينانشال تايمز)٬ المقربة من أوساط المال والأعمال٬ رئيس الوزراء في هذا السياق إلى إبداء مرونة أكبر في مقاربته للمجال الاقتصادي٬ مشيرة إلى أن مخطط التقشف الحكومي الذي تم اعتماده في يونيو 2010 أضحى غير ملائم في الظرفية الحالية بالنظر للعديد من المستجدات التي تعيشها البلاد.
وأكدت الصحيفة على أن اقتصاد المملكة المتحدة يوجد في أضعف مستوياته٬ بالمقارنة مع وضعه قبل ست سنوات٬ منتقدة في هذا الصدد اللجوء إلى وصفات جاهزة للعلاج من دون اعتبار الوضعية المتغيرة للمريض.
وفي ألمانيا اهتمت الصحف بالعقوبات التي فرضها مجلس الأمن على كوريا الشمالية٬ والحكم الجديد الصادر في حق برلسكوني٬ وزيارة وزير الدفاع الألماني لباكستان التي عبرت عن سعيها الحصول على مروحيات ألمانية.
وأبرزت صحيفة (ديرشبيغل) تحت عنوان " كوريا الشمالية تهدد بإلغاء اتفاق الهدنة" أن بيونغ يانغ هددت كرد على قرار العقوبات الأممي بإلغاء اتفاق الهدنة الذي أبرمته مع كوريا الجنوبية وجميع الاتفاقيات الأخرى المتعلقة باتخاذ إجراءات ثنائية وواصلت تصعيدها اللفظي خاصة ضد الولاياتالمتحدة وبشن حرب وقائية ضدها.
وأشارت إلى أن هذه العقوبات تشمل بالخصوص فرض قيود مالية مشددة٬ وتفتيش البضائع٬ وحظر مشدد على صادرات اليخوت ومركبات السباقات وهو ما اعتبرته ضربة لمصادر التمويل التي تلجأ إليها بيونغ يانغ لتحقيق طموحاتها العسكرية.
ومن جهة أخرى ركزت الصحف على الحكم الذي أصدرته محكمة في ميلانو الإيطالية بالسجن لمدة سنة في حق برلسكوني بعد إدانته بتسريب معلومات عن تحقيق قضائي تم بسرية.
وتحت عنوان " السجن لبرلسكوني .. فضائحه تعيده للواجهة " كتبت (دير شبيغل) أن هذا الحكم "أضعف موقف برلسكوني في لعبة البوكر في فضاء السلطة في روما " مبرزة أنه أكثر من ذلك دعا أنصاره للدفاع عنه من خلال "التمرد" ضد السلطة القضائية٬ واعتبر أن الحكم له دوافع سياسية ملاحظة أنه رغم الفضائح التي تلاحق برلسكوني إلا أنه تمكن من الحصول على أصوات كثيرة في الانتخابات العامة الأخيرة.
وفي إسبانيا تطرقت الصحافة إلى آخر تطوارت قضية أمين المال السابق للحزب الشعبي (الحاكم) لويس براسيناس.
وفي هذا الصدد كتبت صحيفة (إلموندو) أن " القاضي بابلو روث٬ من المحكمة الوطنية٬ قرر فتح تحقيق حول حساب سري للحزب الشعبي كان يديره لويس بارسيناس٬ أمين المال السابق للحزب".
وأضافت أن القاضي أكد وجود "صلة " بين الاختلاسات التي هي موضوع تحقيق منذ أزيد من أربع سنوات في إطار قضية "غورتيل" والمبالغ التي قد تكون أخرجت من صناديق الحزب الشعبي.
وخلصت (إلموندو) إلى أن "القاضي بابلو روث اتخذا قرارا كان الحزب الشعبي يرغب في تجنبه منذ أن تفجرت هذه القضية "٬ مشيرة إلى أنه بهذا القرار الجديد جعل القاضي فضيحة الفساد داخل الحزب الشعبي تأخذ بعدا آخر.
وبدورها نقلت يومية (إيل باييس) تأكيد الشرطة " وجود علاقة بين قضية لويس بارسيناس وبين قضية الفساد المعروفة ب "غورتيل"٬ التي تفجرت سنة 2009"٬ مذكرة في هذا الصدد بقرار قاضي المحكمة الوطنية فتح تحقيق حول "وثائق خطها بارسيناس وتفيد باحتمال وجود حسابات غير قانونية للحزب الشعبي".
وأضافت الصحيفة أن المدعي العام المكلف بمكافحة الفساد طالب من جهته٬ بمثول المقاولين المتهمين في هذه القضية.
وفي روسيا اهتمت الصحف بالاحتفال باليوم العالمي للمرأة الذي تحول في روسيا لتظاهرة للرجال للتعبير عن تقديرهم لدور المرأة في المجتمع.
وكتبت صحيفة (اركومنتي إي فاكتي) أن تخليد هذا اليوم يعني بالنسبة للكثيرين٬ مناسبة لتهنئة المرأة ٬ في حين اعتاد آخرون أن يكون يوم التضامن مع النساء العاملات من أجل التحرر والمساواة في الحقوق مع الرجل.
من جانبها ذكرت صحيفة (كمسمولسكيا برافدا)٬ أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هنأ الروس بالاحتفال باليوم العالمي للمرأة الذي يحظى بالكثير من الاهتمام من طرف المجتمع الروسي ويعتبرعطلة وطنية ٬ موضحة أن المرأة انتزعت حق الاحتفال بعيدها منذ 150 سنة مضت عندما خرجت آلاف النساء العاملات للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللاإنسانية لعملهن٬ حيث كانت النسوة تعملن بأجور زهيدة لمدة 16 ساعة يوميا.
وفي الشأن الاقتصادي اهتمت صحيفة (كوميرسانت) بتخلي قطر عن "غزو" القطب الشمالي ٬ موضحة أن شركة "نوفاتيك" الروسية فقدت شريكا محتملا في مشروع "يامال" الذي يتضمن استخراج الغاز في منطقة القطب الشمالي وتحويله إلى سوائل٬ بعد أن انسحبت شركة " قطر بتروليوم إنترناشنل" التي لها موقع وطيد في سوق العالم للغاز المسال٬ من مفاوضات المشاركة في هذا المشروع الذي تقدر قيمته بíœ 20 مليار دولار.
وفي هولندا ركزت الصحف على النقاش الذي جرى أمس الخميس في الغرفة الثانية بخصوص احتمال إجراء استفتاء في البلاد حول الاتحاد الأوروبي عقب عريضة قدمها حوالي 40 ألف مواطن.
وتطرقت صحيفة (تروو) تحت عنوان " الاستفتاء على الاتحاد الأوروبي٬ ليس على الفور"٬ إلى الاختلافات في وجهات النظر بين كلا الطرفين في الحكومة الائتلافية المكونة من حزبي العمل والليبرالي حول الموضوع .
وكتبت الصحيفة أنه في الوقت الذي أكد فيه حزب العمل على ضرورة تعزيز الطابع الاجتماعي للاتحاد ٬ يرغب الحزب الليبرالي٬ القيام بمجهود أكبر لمكافحة الفساد في حين أن حزب أقصى اليمين يدعو إلى "التخلي عن الاتحاد الأوروبي قبل فوات الأوان".
وأوردت صحيفة (فولكس كرانت) تحت عنوان " رؤية حكومية للاتحاد الأوروبي : قضايا عالقة " مختلف تصريحات نواب البرلمان الأوروبي وأعضاء من الحكومة خلال نقاش أمس الخميس٬ مشيرة إلى أن الحكومة تتعرض لضغوط منذ تشكيلها لتغيير رؤيتها وعلاقتها اتجاه أوروبا.
وأضافت أن التحالف يعتمد " موقفا براغماتيا" من خلال إشارته إلى أنه " ليس هناك من منطق للحديث عن هدف سياسي٬ فالاتحاد الأوروبي ليس هدفا في حد ذاته٬ بل وسيلة لتحقيق الأمن وإرساء العدالة وجلب الرخاء لجميع مواطنيه ".
واهتمت الصحف الألمانية بزيارة وزير الدفاع الألماني توماس دى ميزيير٬ إلى منطقة وادي سوات الحدودية الباكستانية ليطلع على المنطقة التي كانت مجالا لمعارك حامية الوطيس بين الجيش ومقاتلي طالبان خلال الأعوام الماضية.
وأشارت الصحف إلى أن المسؤولين السياسيين في باكستان عبروا عن سعيهم الحصول على مروحيات عسكرية ألمانية لاستخدامها في إنقاذ الجنود المصابين إلا أن الوزير الألماني أشار بهذا الخصوص إلى أن بلاده " قررت الاستغناء عن طائرات عمودية بالجيش الألماني وستدرس ما إذا كان من الممكن تلبية الطلب الباكستاني".
وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة أفردت الصحف الألمانية لهذا الاحتفال عددا من المواضيع التي تخلد المناسبة وبوتريهات لنساء تميزن في عملهن في حقول تحدين فيها كل الصعوبات خاصة في قطاعات تتطلب مجهودا كبيرا.