- تعز - الاسرة والتنمية - الطاف الاهدل الذهب صديق المرأة وعدوها ، صديقها حِلاً وعدوُّها ترحالاً ، لأن المرأة من غيره كيان ناقص الأنوثة.. روعته ووفاؤه أمام تقلبات الزمن تجعلهن أكثر تعلقاً به من أزواجهن في كثير من الأحيان ، فهن يعشقن فيه صموده وبقاء قيمته كصفة تتبع موصوفها خفضاً ورفعاً ، وإذا كانت أُمم يقوم اقتصادها، ويستقر نقدُها على بساط التجارة بالذهب، فكيف بأسر فتحت لها الحياة أبوابها، واستقر به حالها بعد أن كان ولا زال مرشحها الوحيد للخروج من أزماتها الاقتصادية !
تميزت ( الأسرة والتنمية ) بقراءة تفاصيل الحياة الأسرية، وهاهي اليوم ببحثها عن علاقة المرأة بالذهب تضع يدها على هذه الزاوية من اهتمامات المرأة، لكن بطريقة أنيقة تشبه أناقة الذهب .. فإلى خلاصة ما قيل فيه.
تودّد وباع ورفض الإرجاع !!
تقول ( ن . ع ) : بعد الزواج بأربعة أشهر بدأ زوجي يتودد لي لبيع ذهبي في سبيل تحسين أوضاع المعيشة ، ووعدني بأنه سيعوضني، وفعلاً باعه قطعة قطعة ، وإلى الآن، وبعد مرور عشر سنوات، ورغم تحسن ظروفه، وجريان الفلوس بيده ، فهو لم يعد لي ذهبي، وكلما ذكَّرته،قال لي ( أصله حقي ) .. وتضيف : الآن لا معي ذهب يُؤمِّن صروف الدهر،ولا حتى زينة ، وجالس ألبس فالصو !!
شطّب الشقة بذهبي وتزوج الثانية فيها!!
وتقول ( أ . ق ) : حتى يكمل زوجي مشروع الشقة الثانية التي بدأ به، أعطيته ذهبي الذي أمتلكه من مهري ومن والدي ، بالإضافة إلى ما اشتريته من راتبي ، وأكد لي أنه سيقوم بتشطيب الشقة لتأجيرها وتحسين ظروفنا .. وأوضحت : رغم معارضة أمي ونصحها لي بعدم إعطائه ذهبي، أو على الأقل أعطيه النصف ، إلا أنني لم أستمع إليها ، فقد كنت واثقة منه ، ولكن بعدما انتهى من التشطيب جازاني بزواجه من أخرى، وإسكانها نفس الشقة التي بعت ذهبي لتشطيبها !! والآن أتحسر على غبائي وثقتي الزائدة به، وأتألم أكثر عندما أراها لابسة ذهبها وعلى سنجة عشرة ، بينما أنا لا ذهب ولا يحزنون !!
ذهبي سبب طلاقي !!
فيما تؤكد صفاء أن ذهبها كان سبباً لطلاقها، مشيرة إلى ذلك بالقول: أعطيته ذهبي لإنشاء مشروع خاص، بعدما حلف أيمان أنه سيعيده عندما يستقيم وضعه ، ومن جانبي صبرت حتى فتح الله عليه ، ثم قمت بمطالبته بإرجاعه، لكنه ماطل في البداية ، ثم رفض قائلاً أنه ملكه ، وهو أعطاني إياه كمهر!! وأضافت:نشبت خلافات شديدة بيننا ، وتركت له المنزل ، وتم الطلاق بسببه.. وتستطرد : بعد الطلاق رفعت دعوى ضده بالمحكمة مطالبة بذهبي ، وإلى الآن أنتظر الحكم ، ولا يمكن أتنازل عن ذهبي مهما يكون!!
الذهب .. شكل ومضمون
فتحية منصور موظفة : بين كل فترة وأخرى أجد أن من الضروري أن أنزل للسوق لمعرفة أسعار الذهب المتقلبة باستمرار ، أحياناً أشتري ، وأحياناً أبيع، فالأمر لا يتوقف على السعر فقط بل على جمال القطعة أيضاً، فأجد نفسي أدفع راتبي بأكمله وفوقه قطعة من الذهب الذي أملك مقابل الحصول على خاتم أو حلق أعجبني شكله حتى لو لم يعجبني سعره ! ففي النهاية يبقى الذهب ذهباً وسعره فيه .. وتواصل : صحيح أن ارتفاعه قد يلعب دوراً كبيراً في انخفاض قيمة العملة، لكن غالباً النساء يعتمدن على الذهب، ولا يركزن على استغلال أنواع العملة الأخرى عن طريق صفقات مالية مثلاً يتم تجميدها حتى اللحظة المناسبة ، بل إنهن يفكرن في زينتهن أكثر من المرابحة بهذه الطريقة.
بنيت به مشروعي الناجح
نوال السعدي صاحبة مشروع من المشاريع الصغيرة : في الحقيقة لولا رحمة الله ثم ذلك الذهب الذي كنت أمتلكه ما كنت استطعت أن أقف على قدمي من جديد بعد وفاة زوجي ، حيث وجدت نفسي مسؤولة عن أربعة أطفال وأم مسنة ومريضة ، هأنا اليوم أقف من جديد، وأحاول تطوير مشروعي يوماً بعد يوم، والفضل يعود لله أولاً ثم للذهب الذي طالما كنت أرى فيه أملاً يدفعني لدخول سوق العمل، فأنا امرأة إعشق التجارة حتى لو لم ألتحق بالتخصص الملائم لها جامعياً، لكنني أرى أن طموحي يتجاوز ذلك بكثير .
صمام أمان !!
أمل عبد الواحد الدغيش معلمة : الذهب بالنسبة للمرأة كنز ثمين تحافظ عليه بشتى الطرق، لأن قيمته فيه لا تتغير ولا تتبدل ، فمهما تغير البشر، سواء كانوا في محيط الأسرة أو خارجها، ووقفوا عاجزين أمام أي ظرف طارئ يصيب المرأة فإن ذهبها هو الشيء الوحيد الذي تعتمد عليه بعد الله في الخروج من أي مأزق ، سواء كان على المستوى الصحي، أو المادي ، أو الوظيفي، أو غيرها من الظروف التي يقع الجميع ضحايا لها ، ذهب المرأة بالنسبة لها صمام أمان يحميها من الحاجة للآخرين، وشخصياً أرى أن حرص المرأة على الذهب أمر طبيعي جداً، لأنه مخلوق لها، وبشكل خاص لزينتها ، ولابأس للنساء أن يتخذنه للتجارة إذا كن يؤدين زكاته كل عام .
ذهبي أحب إليّ من زوجي !
أفراح قائد الماربي ربة بيت: كنت أمتلك أكثر من 2 كيلو ذهب ، وعندما بدأ زوجي ببناء البيت قررت أن أساعده بجزء من ذهبي مادام الجميع سيكون تحت سقف واحد، أنا، وهو، والأولاد، لكنه بدأ يطمع بالمزيد ، وفي كل مرة كان يكتب لي التزاماً خطياً بإعادته لي بعد الانتهاء من بناء البيت والسفر للعمل خارج الوطن .. وتضيف: مرت الأيام ، وانتهينا من بناء البيت ، ولم أكد أشعر بالاستقلال عن بيوت الإيجار ومشاكلها التي لا تنتهي حتى صُدمت بزواج زوجي بامرأة أخرى في الغربة ، والآن يريد أن يقاسمني منزل أولادي الذي كنت بذهبي سبباً في تشييده ، الحقيقة أن الذهب عزوة المرأة ومصدر قوتها، وأنا أرى أن الذهب أهم من الزوج إذا كان الزوج من أولئك الذين لا يخجلون من السطو على ذهب المرأة ومالها.
هو .. الصديق الصدوق !
زكية الهريش ممرضة : لم يكن دخل التمريض يكفيني لإعالة أسرتي المكونة من زوج عسكري مصاب بإعاقة حركية وثلاثة أطفال صغار أيضاً، وكان بيع الذهب في مشروع تجاري مع صديقه لي هو الحل الوحيد، والحمد لله عملي الآن مستقر، وأطفالي يحصلون على رعاية واهتمام وتعليم جيد، كما استطعت أن أشتري أرضية متواضعة من أجل تأمين مستقبل أولادي ، فالذهب صديق المرأة دائماً، بل هو الصديق الصدوق الذي لا يتركك وحيداً في وجه أحداث الحياة الصعبة .
مَنْ يمنحنه للزوج مغفلات !!
( ل . س . ع ) إعلامية تحت التدريب:كما يقال في الصبر أنه مفتاح الفرج ، فأنا أرى الذهب بالنسبة للمرأة هو مفتاح الفرج ، وليس للزوج أي حق في أخذه ، لأنه في البداية والنهاية ثمن لما تؤديه من جهد كبير داخل الأسرة ومع الأبناء، لا يستطيع الزوج أن يقوم ولو بجزء بسيط منه ، ولهذا فإن قيام البعض من النساء بمساندة الرجل بما يمكن من ذهب ومجوهرات هو الغباء بعينه، فأنا على استعداد لأن أقوم بواجبي مع زوجي وأسرتي كما يجب ، أسانده، وأدعمه معنوياً وعاطفياً ، لكن مادياً لا يمكن ! الرجل هو الرجل، ولن يفقد الحجة إذا أراد أن ينكر جميلها معه في دعمه المادي من ذهبها ، بل ربما استعان بذهبها ليقترن بامرأة أخرى، فمن يأمن غدر الرجال إلا النساء المغفلات!!
للرجل حق في الذهب
خديجة الحزمي تربوية : الذهب عنوان أناقة وجمال بالنسبة للمرأة، ومن وجهة نظري يجب أن يكون الورقة الأخيرة في أي أزمة تواجهها الأسرة ، كما أرى أيضاً أن الزوج له الحق في ذهب المرأة ، لأنه هو من منحها إياه ، أما ذلك الذهب الذي تشتريه المرأة من حُرّ مالها ، كأن يكون من راتبها أو من مال حصلت عليه من والدها أو إخوتها فلا حق للرجل فيه إلاّ إذا منحته المرأة إياه عن طيب خاطر وإرادة كاملة ، ومع هذا لا أعتقد أن من بين النساء من تكون بهذه السذاجة، فذهب المرأة عزّها وهيبتها ومظهرها بين الناس ، وأي رجل يأخذ من حلال زوجته أو مالها أو ذهبها رغماً عنها فهو بكل أسف معدوم المروءة .
امرأة بلا ذهب ناقصة !!
أفراح الوجيه أكاديمية : يا غارة الله في شيء في الدنيا أجمل من الذهب ؟! العافية هي رأس المال، وبعدها مباشرة يأتي الذهب، أنا أحب ذهبي ومجوهراتي جداً أكثر حتى من زوجي ! الذهب لا يخون، ولا يخدع، ولا يراوغ، وإذا احتجت إليه في وقت الضيق كان في خدمتي ، لا أتصور أن المرأة بدون ذهب تكون امرأة كاملة، كل قطعة من ذهبي لها عندي ذكرى خاصة ، لذا لا أحب أن أبيع أو أبدل الذهب، وإنما أشتري منه ما يعجبني ، خاصة في الوقت الذي يصبح فيه سعره معقولاً .. وتواصل : من مهام الرجل أن يوفر المسكن والمأكل والمشرب، وليس هذا من شأن المرأة ، وإذا فكرت يوماً بامتلاك منزل فسأبنيه بمفردي، وإذا احتجت لذهبي في بناء منزلي فلا بأس، والمهم أنني أكون خسرته في شيء يستحق التضحية ، وتستطرد مؤكدة: أرى أن ذهب المرأة الذي تحصل عليه كمهر هو من حقها حتى لو انفصلت عن زوجها، لأنه ثمن عمرها الذي لم يعترف هو بقيمته ! كما أن أجمل ما تتركه المرأة لبناتها هو تلك القطع الأثرية من الذهب، ومهما يكن حجمها وعمر السنين التي مرت عليها فهي لا ولن تتغير أبداً كما يتغير البشر .
وللرجال نصيب
هناك ما هو أثمن من الذهب
أحمد الحذيفي تاجر ذهب : من الصعب أن أتحدث عن قيمة الذهب ومعناه بالنسبة للمرأة، لأن بعض النساء يعدلن وزنهن ذهباً! هو زينة مكملة للمرأة فقط ، وإن كان من بعض المال إلاّ أنه ليس رأس المال، فهناك ماهو أثمن منه بكثير، علاقة الإنسان مع الله ، العافية ، صلاح الأولاد .. هذه كلها كنوز أثمن من الذهب بكثير ، وهو في النهاية باب من أبواب التجارة ، ولو كان الناس كلهم تجار ذهب سيموت الناس من الجوع ، ومع هذا أقول بحسب عملي كتاجر ذهب - أن حب المرأة للذهب يتفاوت من امرأة لأخرى فبعضهن يتعاملن معه كقطعة فنية تحب أن تقتنيها، وبعضهن يرين فيه حصانة ضد صروف الدهر، بينما تزهد فيه قلة من النساء، إمّا لخوفهن من ضياعه وعدم الاستفادة من قيمته، أو لأنهن لا يجدن زكاته لفقرهن أو لجهلهن بأفضل الطرق للاستفادة منه .
جماله ( يزغلل أعينهن ) !
(ل . ف الحُصيني) صاحب محل ذهب :لاذهب من غير امرأة ، ولا امرأة من غير ذهب ، والرجل مكتمل الرجولة لا يمكن أن يضع المرأة أمام هذا الخيار الصعب، لأن المرأة تحب الذهب ، وتحب زوجها أيضاً، ومن الأنانية استخدام الرجل لتلك العواطف بهذا الشكل السلبي الذي يكسر مشاعر المرأة ويفقدها شيئاً من أعز الأشياء التي تملكها.
أنا أرى أن الذهب من ممتلكات النساء ، لأنه ما خُلق إلا لهن، وما جُعل مهراً إلا لأجل أن يتجملن به لأزواجهن ، الذهب معدن لا يُعرف جماله إلا على جسد المرأة، ولهذا هو محرم على الرجال، لما يضفيه من نعومة وأنوثة ورخاء ورفاهية على أجسادهن، ولا يجب أن يتوفر هذا في الرجال أبداً، فالذهب أجمل هدية ، وأقوى تذكار ، وأثمن عطية يمكن أن تدغدغ بها عواطف المرأة لدرجة أن في التشريع مبدأ إرضاء المرأة، أو ( الرضوة ) بالذهب، أو ببيت أو أرض إذا تزوج عليها الرجل بأخرى، والأغلب من الرجال يًُرضي زوجته بالذهب إذا أردف عليها بامرأة أخرى ، لأن له قدرة رهيبة على شراء قلوب النساء ومداواة جراحهن ! فجماله يزغلل أعين النساء !!
ذهبها حق لها
يؤيد القانون ما رمى إليه الشرع من وجوب التزام الرجل بمنح المرأة حقها الكامل في مهرها أو صداقها مالاً كان أو ذهباً، أو نحوه مما يدفع لها من استحقاق عند العقد أو بعد فسخه ، إلا إذا كانت قد عزمت خلع الرجل لأي عيب فيه يجعل الحياة بينهما مستحيلة، وقد أجاز لها الشرع أن تتنازل بحقها له تصديقاً لقوله تعالى ( فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليها فيما افتدت به ) وقوله صلى الله عليه وسلم للمرأة التي أرادت أن تخرج عن عصمة زوجها : (أتردين عليه حديقته ؟! قالت نعم ) . وما دون ذلك فإن ذهب المرأة من حقها شرعاً وعرفاً ، بل إنها في حالة الطلاق تحصل على حقوق أخرى، كنفقة العدة، ونفقة المتعة .. وعدم معرفة هذه الحقوق يرجع إلى قلة الوعي القانوني لدى الكثير من النساء .
رؤية الشرع في ذهب المرأة
يقول فضيلة الشيخ أحمد مقبل - إمام وخطيب جامع القرشي - :
الذهب زينة المرأة ولا شك ، ومن حقها أن تتزين به كيفما تشاء ، شريطة أن لا يخالط تلك الزينة كبر أو تبرج أمام الناس ، وطالما هي تؤدي زكاته كاملة فلا حرج عليها .. أما بالنسبة للاستحقاق الشرعي للذهب ، فإذا كان هذا الذهب من مهر المرأة أو كان هدية أو عطية أو كرامة من الرجل للمرأة فهو ملك لها، وإذا حدث الطلاق بينها وبين الرجل وقد أخذ شيئاً منه، فمن حقها أن تطالب بذلك الذهب ، وهو شرع الله ، إذ يقول تعالى في محكم التنزيل ( ولا تأخذوا مما آتيتموهن قنطاراً ) صدق الله العظيم.. أما إذا جاء الرجل لزوجته ببعض الذهب وقال : هذا الذهب لي فتزيني به، ومتى ما كنت بحاجة إليه سأخذه ، فهو بلا شك من حق الرجل، وليس من حق المرأة .. والله تعالى أجلّ وأعلى وأعلم .