نجا مدير السجن المركزي بمحافظة تعز العقيد محمد نائف محمد منصور من محاولة اغتيال وأصيب أثنين من مرافقيه في كمين نصبه مسلحون يوم السبت بمنطقة المطار القديم بمدينة تعز ، فيما شهدت المدينة اشتباكات في ساحة الاحتجاجات المقامة منذ مطلع العام الماضي بين نشطاء حزب الإصلاح –الذراع لسياسي للإخوان المسلمين في اليمن – ونشطاء اشتراكيين من حلفائهم باللقاء المشترك وشباب مستقلين أوقع عشرات الإصابات..وصعد الجناح العسكري للإخوان من استهداف المدينة وأعمال العنف ومعاودة نشر مئات المسلحين الذين أعلنوا مطالبتهم برحيل رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي من السلطة.
وطبقا للوطن اليمنية قالت مصادر أمنية بمحافظة تعز أن مدير السجن المركزي الجديد العقيد محمد نائف محمد منصور تعرض مع مرافقيه لكمين حاول من خلاله مسلحين تصفيته بعد خروجه من منزله في حي المطار القديم باتجاه حي بير باشا بعد عصر السبت.
وأكدت المصادر نجاة مدير السجن ، فيما اصيب أثنان من مرافقيه بأعيرة نارية بعد أن أمطر المسلحين سيارة المسئول الأمني بوابل من الرصاص ولاذوا بالفرار.
ومدير السجن المركزي الجديد تسلم منصبه الشهر الماضي بعد فضيحة تواطؤ المدير السابق مع مدير الأمن بتعز علي السعيدي -المحسوب على حزب الإصلاح والمقال من منصبه الأسبوع الماضي - في الانفلات الامني ودعم المسلحين لأعمال تخريب ، وكذا فرار سجناء خطيرين ومرتبطين بالقاعدة في عملية كان الغرض منها تهريب مئات السجناء وأسفرت عن مقتل وإصابة عدد من حراسة السجن ومنع كارثة الهروب الجماعي.
في الأثناء شهدت ساحة الحرية حيث الاعتصام الدائم لقوى المعارضة منذ بداية العام الماضي ، اشتباكات حول منصة الساحة بين نشطاء الإخوان من جانب ونشطاء الحزب الاشتراكي ومستقلين من جانب آخر.
واستخدم الطرفين في الاشتباكات التي اندلعت ظهر السبت واستمرت لساعات الهروات والحجارة وقضبان حديدية ، وقالت مصادر طبية أن ما يزيد عن 15 مصابا وصلوا مستشفيات قريبة مضرجين بدمائهم ، وأشارت أخرى إلى أن مراكز علاجية بالساحة استقبلت أعدادا غير معلنة في عددها.
ويحتج نشطاء على توجهات الإصلاح الاقصائية من ثنايا الساحات ، وممارسات لأعمال عنف مسلح يدفع بها مليشياته الى المدينة لإشاعة الفوضى ومحاولة إعادة تعز المعروفة بمدنيتها إلى واجهة الأحداث لاستهداف ابناءها والمحافظ الجديد شوقي هائل الذي يحضا بدعم غالبية أبناء تعز وقواه المدنية والشبابية من مختلف التوجهات حيث تمكن منذ تعيينه قبل أشهر قليلة من إزالة كثير من بؤر التوتر محققا استقرارا نسبيا للمحافظة التي شهدت مواجهات دامية العام الماضي بين القوات الحكومية ومليشيا الإصلاح والفرقة المنشقة.
وشهدت المدينة تظاهرة لحركة شبابية ، طالبت حزب الإصلاح -اكبر احزاب المشترك المتقاسمة للحكم مع المؤتمر الشعبي بمقتضى التسوية الخليجية- بإعلان اعتذار علني للجنوب وأبناءه في ذكرى حرب 94 عن الفتوى الدينية المشهورة التي أجازت استباحة الجنوب وقتل أبنائه بوصفهم شيوعيين ، وهي الحرب التي تسببت في تنامي شرخ الوحدة اليمنية.
تلك التطورات تأتي بالتزامن مع استمرار تصعيد مسلح تشهده تعز أكثر محافظات اليمن سكانا -للأسبوع الثاني على التوالي من قبل مليشيا حزب الإصلاح والمنشق على محسن الأحمر -من خلال أعمال تخريب ومعاودة نشر مئات المسلحين في أحياء المدينة لتنفيذ سلسلة هجمات وقطع طرقات رفضا لقرارات الرئيس هادي ومحافظ المحافظة في إقالة مدير الأمن السابق على السعيدي ، وفي إطار خطة واسعة تشمل اعمال عنف وتخريب للبنى التحتية ،واغتيالات واختطافات لقيادة عسكرية وأمنية وتقويض الأمن بعدد من المحافظات لإسقاط الدولة.
واصدر أمس قائد جوية الفرقة المنشقة العميد صادق سرحان المخلافي الذي يقود عمليات التصعيد الأخير كما القديم في تعز مع قائد مليشيا الإصلاح حمود المخلافي، بيانا باسم المجلس العسكري للثورة بالمحافظة ، طالب فيه رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي والحكومة بالرحيل .
وحمل البيان تهديدات جديدة بتفجير الأوضاع ،وهو ما أكدته ترتيبات إعادة انتشار العناصر القبلية الجهادية التابعة لحزب الإصلاح والفرقة المنشقة ، بقيادة سرحان والمخلافي في عديد إحياء مدينة تعز وفي حي الروضة الذي شهد الخميس الفائت مواجهات عقب الكمين المسلح الذي نصبه حمود المخلافي ومليشياته للجنة الأمنية وأفراد من جنود الحماية المنتشرة بتعز لمتابعة حمل السلاح والخارجين عن القانون ، حيث أسفر عن إصابة سبعة جنود ، أربعة منهم في حالة خطرة ، إضافة إلى امرأة من المارة وتدمير عربات تابعة للجنة الأمنية وقوات الحماية ، فيما أصيب اثنان من مسلحي المخلافي.
وقالت مصادر محلية وشهود عيان أن المليشيا التي يقودها المخلافي وسرحان شوهدوا في إعادة انتشار وتمركز بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة في منطقة عصيفرة وعلى التباب والمرتفعات المحيطة بالمدينة ، وقرب إدارة امن المحافظة في منطقة الجحملية ، كما شوهدوا يجوبون عدد من أحياء المدينةتعز واسواق بيع نبتة"القات" مدججين بالقنابل والرشاشات والقذائف "الار بي جي" وصواريخ كتف من نوع لو ، بما يتنافى مع الإجراءات التي اتخذها محافظ محافظة تعز شوقي هائل عقب مواجهات الخميس والتي منها تشكيل لجنة من قيادات أمنية وسياسية واجتماعية للتحقيق في الواقعة وتهدئة الأوضاع والحيلولة دون تكرار المواجهات.