خلال تدشينه مشروع التحول الإلكتروني لصندوق التقاعد الأمني .. اللواء المرتضى: المتقاعدون يستحقون الاهتمام فقد أفنوا سنوات طويلة في خدمة الوطن    صحيفة بريطانية: توترات حضرموت تنذر بانفجار صراع جديد يهدد مسار التهدئة في اليمن    المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام ينفذ عمليات واسعة لإتلاف مخلفات العدوان بمحافظة الجوف    هل يهزم ابن زايد بن سلمان ويتسبب بقسمة تركة الرجل المريض؟    قوات دولية في غزة لماذا.. وهل ستستمد شرعيتها من مجلس الأمن ؟!    هل جاء اعتراف إسرائيل بدويلة "ارض الصومال" اول تطبيق رسمي لمخطط التفتيت للدول العربية؟    إيمان الهوية وهوية الإيمان    تكريم البروفيسور محمد الشرجبي في ختام المؤتمر العالمي الرابع عشر لجراحة التجميل بموسكو    مرض الفشل الكلوي (34)    حين يكون الإيمان هوية يكون اليمن نموذجا    الهوية والوعي في مواجهة الاستكبار    الدكتور هادي دلول أستاذ العلاقات الدولية والمستشار في الفيزياء النووية في طهران:نبارك اتفاق إطلاق الأسرى في اليمن وتنفيذه متوقف على مصداقية الطرف الآخر والتزامه    الطبيب الخزان يشكو ما تعرض له في مبنى قضائي بصنعاء للنائب العام    فلسطين الوطن البشارة    حضرموت.. قنابل ضوئية على محيط مطار سيئون واتهامات متبادلة بشأن اشتباكات الشحر وحدتها تتصاعد    العليمي يشن الحروب على الجنوب لحماية سرقاته لنفط شبوة وحضرموت    المكلا حضرموت ينفرد بصدارة المجموعة الثالثة بدوري الدرجة الثانية لكرة القدم    قوات النجدة بأمانة العاصمة تستعيد 3 دراجات نارية مسروقة    وكيل وزارة الخارجية يشيد بدورالصليب الأحمر في ملف الأسرى    العرادة يدشن حزمة مشاريع خدمية وتنموية لتعزيز البنية التحتية في مأرب    الشؤون الخارجية بالانتقالي تبحث التعاون مع المفوضية السامية وتؤكد احترام المجلس لحقوق الإنسان    تشييع جثمان الشهيد المقدم توفيق العسيقي في التعزية    جوائز غلوب سوكر: باريس والبرتغال ويامال الأفضل    اغتيال جار الله عمر.. اللحظة التي دخل فيها ملف الإرهاب في اليمن دائرة التوظيف السياسي    الأرصاد: سحب منخفضة كثيفة على سقطرى والسواحل والمرتفعات المحاذية    منذ أكثر من شهر.. مليشيا الحوثي تمنع دخول عشرات الشاحنات المحملة بمادة الأخشاب    عاجل: أهم نقاط البيان.. سيئون تجدد العهد لاستعادة دولة الجنوب وتفوض الانتقالي خيارًا نهائيًا بلا تراجع أو مساومة    ميلان يقسو على فيرونا بثلاثية ويعتلي صدارة "الكالتشيو" مؤقتاً    مجلس الأمن الدولي يعقد جلسة طارئة غدا لبحث الاعتراف الإسرائيلي ب"أرض الصومال"    ورشة حول الصحة والسلامة المهنية بصنعاء    أمين العاصمة يتفقد أعمال صيانة شارع سبأ بمشاركة مجتمعية    خفر السواحل تحذر من السباحة قبالة سواحل عدن وأبين وشبوة    المحرّمي يطّلع على سير العمل في المؤسسة العامة للاتصالات وخططها المستقبلية    الصين: تأسيس أكثر من مليون شركة جديدة في 11 شهرا    هل بات قادة اوروبا يخشون "سلام ترامب" في أوكرانيا؟!    نيجيريا تسقط تونس في مباراة مثيرة وتبلغ ثمن نهائي كأس أمم إفريقيا    هروب    الاعتراف الإسرائيلي بالصومال خطر يهدد الجنوب العربي وخليج عدن    وفاة المخرج المصري الكبير داوود عبد السيد    رشاد العليمي يسهل لنجله عبدالحافظ سرقة نفط حضرموت    محمد صلاح يواصل تحطيم الأرقام القياسية في «كأس أمم إفريقيا»    في صنعاء.. هل ابتلعنا "الثقب الأسود" جميعًا؟    الصحفي المهتم بقضايا الناس وانشطة الصحافة الثقافية عبدالعزيز الويز    قراءة تحليلية لنص «صدمة استقبلتها بقهقهة» ل"أحمد سيف حاشد"    دوري روشن السعودي: اتحاد جدة يهزم الشباب بثنائية نظيفة    اكتشاف آثار حضارة متطورة في باكستان    ضربة بداية منافسات بطولة كأس العالم للشطرنج السريع والخاطف قطر 2025    اتحاد حضرموت بحافظ على صدارة المجموعة الثانية بدوري الدرجة الثانية    مأرب تحتفي بتخريج 1301 حافظًا وحافظة في مهرجان العطاء القرآني    القيادة التنفيذية العُليا تناقش الجهود المبذولة لتأمين الخدمات للمواطنين ومراقبة أسعار الصرف    ما علاقة ضوء الشمس بداء السكري.. نصيحة للمصابين    العطاس: نخب اليمن واللطميات المبالغ فيها بشأن حضرموت"    الكشف عن عدد باصات النساء في صنعاء    الكتابُ.. ذلكَ المجهول    صدور كتاب جديد يكشف تحولات اليمن الإقليمية بين التكامل والتبعية    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"اليمن السعيد" ينشر "تفاصيل " اوكار مهربي البشر وقصص للفضائع التي ترتكب ضد الافارقة على الحدود السعودية
نشر في اليمن السعيد يوم 10 - 04 - 2013

زرت قيادة حرس الحدود اليمني بحرض يوم الاثنين، بعد أن أيقضني من نومي قبيل الفجر اتصال من قبل قائد حرس الحدود العميد ركن علي عمر يسلم، طلب مني الحضور وعلى وجه السرعة لتغطية مهاجمتهم أحد الأحواش وتحرير باكستانيين و158 أفريقيا بينهم 7 نساء و3 أطفال ومن ضمنهم طفل ولد قبل خمسة أيام، ولا تزال أمه تعاني آلام الولادة.
صليت الفجر بحجة، وغادرت صوب حرض، وما هي إلا ساعات حتى وصلت لمقر قيادة الحرس وكان في استقبالي قائد الحرس، ودخلت بمعيته لباحة القيادة حيث يقبع العدد الكبير من الأفارقة ولأقف على مشاهد مؤلمة لا يكاد يصدقها عاقل.



وفي الجانب الآخر وجدت سبع نساء يبدو عليهن الإعياء والإرهاق والجوع، وبينهن امرأة حديثة الولادة لا تزال تشكو الآلام ، وتخشى على ابنها الذي لم يبلغ ستة أيام من أن يهلك من شدة حرارة الشمس في حوش القيادة.



تحدثت مع قائد حرس الحدود طالبا منه النظر في حالتها فتفضل مشكوراً بالتوجيه لبعض الأفراد يإدخالها إلى إحدى الصالات بمبنى القيادة حيث الكهرباء والمراوح التي تبعث لها ولرضيعها قليلا من السكينة والراحة.



الأمر لم يكن غريبا علي، حيث مأساة الأفارقة تتضاعف كل يوم في هذه المديرية بالذات كونها المنفذ الذي لابد لهم كرهاً أو طوعاً أن يمروا سواء كانوا في طريقهم "مهربين" إلى السعودية أو "مزفرين" منها.



وعند زيارة الخط الدولي الرابط بين اليمن والسعودية بإمكانك مشاهدة آلاف الأفارقة وهم يسيرون مئات الكيلومترات على الأقدام، في مشهد خيالي و في إصرار أسطوري لمجاميع تمتلك عزيمة وإصراراً أقرب للخيال منه إلى الواقع.



يقطعون كل تلك المسافات محفوفين بالمخاطر، مهددين بالموت في أي لحظة سواء بالجوع أو العطش أو القتل من قبل قطاع الطرق والمهربين وذلك ما جرى للكثير منهم، قضوا نحبهم جراء الجوع والعطش والإعياء من حيث كانوا يريدون الحياة.



وكثير ممن مات منهم يتم دفنه حيث يموت ومن قبل زملائه المرافقين له ومن ثم يستأنفون رحلتهم تلك، حيث يصبح شبح الموت مألوفاً ومعتادا حدوثه، فقد هلك الكثير والكثير منهم خلال السير الشاق والطويل فمنهم من أصابه المرض ومنهم من أدركه العطش وكثير منهم قضى جوعا ولا عزاء لأي منهم فهم يدركون من أول خطوة يخطونها نحو السعودية أن الموت أقرب في رحلتهم هذه من النجاة.



يقول أحدهم عندما يسافر الواحد منا يتم توديعه وداع من لا ترتجى عودته أو وصوله لبغيته.



وكل من قدر له النجاة من الغرق في الشواطئ والسواحل الطويلة الممتدة بين عدة دول وصولاً إلى شواطئنا، يحلمون بالوصول لمنطقة لا يعرفون عنها غير اسمها، بل الغالب منهم لا يجيد من العربية إلا أسماء المناطق التي يقصدونها، وبلكنتهم الأفريقية تسأل أحدهم أين تشتي يقول لك "هرز" ويقصدون بذلك مدينة حرض، هذه المدينة الفقيرة يعتبرونها بوابة الحياة .. محطة عبور رئيسية لا غنى لهم عن المرور بها.



ليست حرض هي الوجهة المقصودة من قبل القادمين من دول أفريقيا الفقيرة، فاليمن ومنها حرض لديهم لا تقل شأناً عن دولهم في مستوى فقرها وتدهور أوضاعها مع تفاوت بسيط في مستوى الاستقرار الأمني والسياسي، رغم إيمانهم ويقينهم المطلق أنه وبدون المرور بهذه المدينة لن يتسنى لهم تلبية غاياتهم وتحقيق بعضا من آمالهم.



فترى قدمي الواحد منهم بحرض الفقيرة وعيناه ترقبان المدينة السعودية التي تليها والمسماه ب "الطوال" حيث تبدو ولو في صورتها الأولية مؤشر الغنى والعيش الرغيد من وجهة نظرهم لتلك البلاد التي شدو الرحال إليها.



قلق في حرض

"الأفارقة" أو "الأحبوش" كما يحلو للبعض تسميتهم .. كلمة كثيراً ما أضحت حديث الناس في حلهم وترحالهم من وإلى مدينة حرض فالواقع الذي فرضوه كسلوك من قبلهم في أرجاء تلك المدينة ذات الموقع الاستراتيجي المحاذي للشقيقة السعودية وكثافتها السكانية ومنفذها الدولي الهام ..



تصرفات وسلوكيات مجاميع الأفارقة المتواجدين هناك، أوجدت قلقاً لدى سكان المدينة ومرتاديها بشكل يومي، وكذا الضيوف على حد سواء، فلا تجد مركزا تجاريا إلا ووجدت عددا منهم أمام بوابته ليل نهار، يثيرون الخوف ويشعرون من حولهم بالقلق، وإن طفقت تبحث عن مطعم فيستحيل أن تجد مطعماً في كل أرجاء تلك المدينة دون أن تشاهد الجموع الغفيرة منهم ومن مختلف الأعمار يتحلقون حول بواباته .. ينتظرونك بفارغ الصبر أن تدخل إلى ذلك المطعم لتناول أي من الوجبات الثلاث، حتى يهجمون على ما تبقى من المائدة في عراك يثير الشفقة والخوف معا.



وقد أصبحت هذه الظاهرة مؤرقة ومقلقة لملاك تلك المطاعم ومرتاديها على حد سواء، فكثيرا ما يحصل عراك يتطور إلى اقتتال بينهم البين، يتسبب في خسائر في أواني المطعم ومقتنياته وأدواته، بل وفي بعض من كانوا إلى جوارهم من البشر.



أعرف زملاء كثيرون كانوا يفضلون السفر للغداء بمطاعم حرض المتميزة بأكلاتها الشعبية التهامية اللذيذة، وشراء قات من نوعيات فاخرة يباع في أسواقها، ولكن مع تزايد أعداد الأفارقة بالمدينة وتوزعهم في كل أطرافها ونواحيها ومحلاتها ومطاعمها وحتى مساجدها وعوزهم وفاقتهم الشديدة التي تبرر لهم القيام بأي تصرف مقابل سد الرمق.. كل ذلك جعل الكثير من عشاق هذه المدينة يهجرونها هجر المضطر خوفا من الإصابة بأي مكروه، وعلى أقل تقدير ابتعاداً عن الإزعاج وبحثاً عن الهدوء والسكينة التي افتقدتها هذه المدنية دون أمل قريب منتظر في رجوعها إليها.



مقابل ذلك وحين تحاول التعرف على واقعهم وملامسة بعض من همومهم، تجد مأساة كارثية، فحتى منظمة الهجرة الدولية وعبر مكتبها بحرض لم يستطع الوفاء بالتزاماته على الوجه المطلوب رغم ما يبذل من جهد جبار في خدمة اللاجئين في مكتبهم بحرض، لكن الأعداد المهولة التي تعج بها المدينة خرجت عن سيطرتها تماما.



فكثير منهم ما إن تطأ قدماه حرض حتى تتلقفه عصابات التهريب وملاك (الأحواش) التي وفي حال العثور أو السطو عليهم يقومون بإدخالهم إليها، ومن ثم البدء بحلقات لا تنتهي من مسلسل الظلم لهم ابتداءً بالتعذيب الجسدي والتنكيل والقهر، ومرورا بالاغتصاب وانتهاءاً بالقتل إذا لم يجدوا من الرهينة لديهم فائدة.



عشرات الأحواش تعج بها ضواحي حرض وقراها المجاورة والتابعة لها .. أحواش تشاد غالبيتها على مرأى ومسمع بل وحماية من بعض قيادات السلطة المحلية والأمنية بالمديرية وحتى عاصمة المحافظة، وإن بدا في الظاهر حرص تلك السلطات سواء التنفيذية منها أو الأمنية على الظهور بثوب المحارب لهذه الأحواش، إلا إن الحقائق على الأرض تؤكد أن معظم تلك الأحواش التي يتم فيها كل ذلك الإجرام تحمى من قبل نافذين ومشائخ ومسؤولين ولا يستطيع أحد النيل منها.



وقد نشرت قبل أشهر في موقع (المصدر أون لاين) مادة مفصلة عن بعض طرق أساليب التعذيب الهمجي الذي يمارس بحق المتسللين الأفارقة، مدعماً ذلك بصور بعض من تم تعذيبه منهم هناك، وقد امتنع الزملاء القائمين على الموقع حينها من نشر كثير من تلك الصور نظرا لبشاعتها وفظاعتها ومراعاة لشعور القراء.

المعاناة اليوم لا تزال كما هي إن لم تكن قد ازدادت وتيرتها وعنفوانها، فتزايد أعداد الأفارقة الداخلين إلى البلاد زاد من تفنن المهربين في آليات السطو عليهم واعتقالهم وبطريقتهم الخاصة.



سحل "يوردنوسو" واغتصاب "ميمي"

يذكر احدهم معاناته ويدعى (يورد نوسو) انه تم اعتقاله من قبل المهربين بأحد الأحواش وقد قاموا بتعذيبه أشد العذاب، فعلقوه في سقف الهنجر الحديدي وضربوه ضرباً مبرحاً، وقد طلبوا منه الاتصال بذويه لإرسال مبلغ مالي كبير فدية لإخراجه، إلا أنه أكد لهم أن ذويه لا يملكون شيئاً وهذا ما جعله يخاطر بحياته لإعاشتهم، إلا أن كل ذلك لم يشفع له لديهم فقاموا بربطه في سيارة وسحلوه في فناء الحوش حتى أغمي عليه وخلعت يداه.



وأخرى من الفتيات تدعى (ميمي ) 19 عاما تقول دعاني أحدهم للمجيئ لتنظيف غرفته عنوة ولما دخلت الغرفة بقصد تنظيفها أطفأ الأنوار فجأة وقام باغتصابي بصورة بشعة ولا إنسانية.




(محمد) يذكر للمصدر أن المهربين عذبوا أحد زملائه أمامه، "وكانوا يطفئون أعقاب السجائر في صدره وكافة أنحاء جسده، حتى الأماكن الحساسة لم يراعوا حرمتها وكان يغمى عليه كثيراً وما إن يفيق حتى يعيدوا له الكره، واستمروا على ذلك إلى أن فارق الحياة"، ويضيف "ومنذ ذلك اليوم أخرجوه من الحوش ولا ادري أين ذهبوا بجثته.



قطعوا لسان "حافظ"

وجدت احدهم و يدعى ( حافظ ) قد قطع المهربون لسانه – كما توضح الصورة – التي التقطتها له بعد أن حرروه وأسعفوه فورا لمستشفى حرض العام ، وشاهدت أيضا أكثر من 25 من الأفارقة عليهم آثار التعذيب من قبل المهربين وبطريقة وحشية وفظيعة جدا، توضح كل ذلك الصور المرافقة لهذا التقرير، فيما البقية يظهر على قسمات وجوههم السمراء الضمور من شدة الجوع.



فيما أكد لي قائد الحرس وحسب ما يقول إنه أفاده بعض من تم تحريرهم أن هناك 3 قتلى وعدد كبير من المفقودين بينهم 8 أفراد من الجنسية البنجالية، ولا يعرف مصير المفقودين ولا حتى مكان من تم قتلهم.



عملية نوعية

وفي لقاء «المصدر أونلاين» مع قائد حرس الحدود بحرض العقيد الركن / علي عمر يسلم تحدث عن كثير من القضايا التي يعاني قطاع الحدود منها وخاصة ما يخص جانب الأفارقة ووضعهم القائم.



أشار في البداية إلى أن ما تم مساء الأحد الماضي كان عملاً جباراً ومشتركاً بين اللواء الثاني حرس حدود والبحث الجنائي ومنظمة أطباء بلا حدود وأمن المديرية التي خرجت لتنفيذ العملية ب11 طقماً واستطاعت تحرير 180 فردا من حوش واحد فقط. وتم القبض في هذه العملية على 11 مهرباً وعاملاً في أحواش التعذيب، إلى جانب اعتقال لشخص آخر تم اعتقاله قبل يومين من قبل دورية الحرس، وتم التعرف عليه من قبل الأفارقة، واتضح أنه أحد المهربين وقد تم إيداعه السجن.



وأكدأن هناك نساء مفقودات ورجال أيضاً، وذلك من خلال أقوال الأفارقة مساء الأحد الماضي، وقد اتهم القائد بعض من أفراد منظمة الهجرة الدولية بقيامهم ببيع الأفارقة الوافدين إليهم للمهربين، مؤكداً أنه وقبل أسبوع من الآن تم حجز مجموعة من الأفارقة بينهم ثلاثة مترجمين يتبعون المنظمة اتضح فيما بعد أنهم يعملون لحساب بعض المهربين وأصحاب الأحواش.




وأضاف "لا تزال كثير من الأحواش قائمة في المنطقة والتي يحتجز فيها الأفارقة، ونحن نعمل على محاربة هذه الأحواش وبتعاون القيادة في وزارة الدفاع وقيادة المنطقة سنقضي على هذه الأحواش قريباً بإذن الله.



وفي ما يتعلق بالأفارقة المحتجزين لديهم وكيفية التعامل معهم وخاصة الذين يظهر عليهم آثار التعذيب، أشار يسلم إلى أن قيادة الحرس تقوم بدورها في إيوائهم مؤقتاً لديهم وتوفير الأمان وكذا الغذاء والشراب المناسب لهم وبالإمكانات البسيطة والمتاحة – حسب قوله.



الهجرة والجوازات.. دور سلبي

وعبر عن استيائه من دور مصلحة الهجرة والجوازات السلبي تجاه ما يقومون به من جهود، حيث يتم التعامل مع الأفارقة الذين يتم ترحيلهم من القطاع لصنعاء ببرود ولامبالاه، ولا يتم استلامهم إلا بعد جهد ووقت يصل ما بين الست إلى العشر ساعات حيث يمكثون طيلة هذه الفترة أمام بوابة المصلحة، وهذا حسب قوله يضاعف من معاناة الأفارقة القابعين في "البوابير" والمنتظرين أن تتسلمهم المصلحة، كما أن حرس الحدود يعاني من هذه الجزئية بمزيد من التبعات المتعلقة بمصروفاتهم وتغذيتهم حينها، وكذا بدل التنقلات التي تتضاعف عند التأخر في استلام الأفارقة من قبل المصلحة، وزد على ذلك تكون علينا تبعات ثقيلة من إيجارات النقل ومصاريف الحماية.



ويعتب أيضا على المصلحة تجاهلها لتوجيهات وزير الداخلية القاضية بسرعة صرف كل الأموال التي يتم صرفها من قبل قيادة حرس الحدود بحرض بشأن الأفارقة كون مصلحة الجوازات والهجرة هي المعنية في الأساس بهذا الشأن وليست حرس الحدود، وتساءل عبر المصدر عن أسباب ودواعي تجاهل توجيهات وزير الداخلية بهذا الشأن، خاصة وأنه لا يوجد أي اعتمادات لديهم في حرس الحدود أو مخصصات لمثل هذا العمل، يقول قائد الحرس أنه قام باستدانة مبلغ مليون وخمسمائة ألف ريال من أحد تجار مدينة حرض للوفاء بالتزاماتهم الإنسانية على حد قوله في ما يتعلق بترحيل الأفارقة إلى مصلحة الجوازات بصنعاء وحمايتهم وتغذيتهم بصورة مستمرة.



وزاد بالقول "ولا أبالغ إذا قلت لك أخي محمد إن مرتبي ومرتبات 10 أفراد آخرين لشهر 3 تم صرفها لتغطية تكاليف ونفقات هذه المشكلة " .. واعتبر ذلك واجبا وطنيا في المقام الأول .



وتمنى على الجهات المسؤولة أن توجد حلولا لهذه المشكلة التي تتفاقم يوما بعد يوم، لأنه حسب قوله لا يجوز لنا من الناحية الإنسانية أن نقف مكتوفي الأيدي ونحن نشاهد الانتهاكات بحق أولئك الأفارقة.



حرس الحدود .. معارك مع المهربين

وأكد أن لدى حرس الحدود مهاماً جسيمة أخرى ومشاكل كثيرة غير مشكلة الأفارقة، ومن أهمها محاربة ظاهرة التهريب وبالذات تهريب النساء والأطفال اليمنيين، بالإضافة للمشكلة الكبرى – والحديث لقائد الحرس – وهي محاربة تهريب المخدرات، وهذا يكلفنا كثيراً من الوقت والجهد واليقظة والمتابعة والتتبع للأماكن الخطيرة والصعبة التي يسلكها مروجو المخدرات إضافة إلى الاعتداءات والمقاومة الشديدة التي يبديها المهربون.




واختتم حديثه بالقول "كثيراً ما يتم تبادل إطلاق النار بيننا وبين مهربي المخدرات وقد أصيب عدد من أفرادنا جراء تلك المطاردات كون المهربين يمتلكون إمكانات كبيرة تفوق إمكاناتنا ولكن بعزيمتنا القوية وإصرارنا الدائم سنقضي عليهم ولن نستسلم أبدا" .



هذا الإصرار من قبل قائد الحرس يواجهه في المقابل إصرار من قبل المهربين وأصحاب الأحواش في مواصلة إجرامهم وانتهاكاتهم الإنسانية مما يحتم على الحكومة ممثلة بوزارة الدفاع والداخلية تبني قضية محاولات التهريب ومحاربة هذه الأحواش ودعم حرس الحدود الدعم الكافي والمتميز والنوعي لمواصلة هذه الجهود المشكورة حتى تتمكن من مواجهة هذه الظاهرة التي تبدو بواقعها الحالي أكثر تعقيدا في توازن القوى بين الحرس والمهربين ويجب ترجيح كفة الحرس من خلال الدعم اللامحدود لهم لإنفاذ مهمتهم وإنهاء ظاهرة التهريب والتعذيب الذي يتعرض له الأفارقة .


المصدر اون لاين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.