كانت القاعة الكبرى والواقعة على شارع الخمسين جنوب غرب العاصمة صنعاء تعج بحشود المعزين في وفاة والد وزير الداخلية في صفوف الانقلاب جلال الرويشان، قيادات من الصف الأول للحوثيين، وحزب صالح، وجمع غفير من أهل صنعاء وآل الرويشان. كانت الأجواء طبيعية جداً، مع تحليق معتاد لطيران التحالف في العاصمة، ثم فجأة وقع الانفجار. • الاستهداف هز انفجار قوي جنبات صنعاء مع ارتفاع دخان كثيف من الجهة الجنوبية للعاصمة. بدأت الأنباء تتوالى بأن غارة قد أستهدفت صالة عزاء آل الرويشان. ثم فجأة يهز انفجار ثان الصالة ذاتها. هذه المرة كانت الكاميرا حاضرة لتوثيق المشهد، فالمعزون الناجون من الضربة الأولى بدأوا بالتدافع والخروج من الصالة، قبل أن تقضي الضربة الثانية على عدد كبير منهم.
هرعت سيارات الاسعاف الى المكان، وبدأ ناشطون ينشرون دعوات للتبرع بالدم الى المستشفيات التي امتلأت بالجرحى والمصابين.
توالت الصور ومقاطع الفيديو تباعاً على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الإلكتروني، كانت المناظر القادمة من هناك بشعة وكارثية. في ذات الوقت نشرت وكالة سبأ التابعة لسلطة الحوثيين حصيلة أولية لضحايا الضربات الصاروخية، حيث أعلنت على لسان متحدث بوزارة الصحة سقوط أكثر من 100 شخص بين قتيل وجريح، ثم ارتفعت الحصيلة على لسان وكيل الوزارة التابعة لسلطة المليشيا في نهاية اليوم الى حوالي 450 شخصاً لم توضح كم نسبة عدد القتلى أو الجرحى منهم.
في هذه اللحظات بدأت أسراب الشائعات بالانتشار وبشكل كبير عن مقتل قيادات من الوزن الثقيل في صفوف الانقلاب، منها المداني وجلال الرويشان والمروني والحباري وهلال ودويد والجائفي، بالإضافة الى خالد نجل الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، كما تساءل كثيرون عن مصير عدد آخر من الحضور، من بينهم الدكتور عبدالعزيز المقالح ووزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان.
الدخان لم ينقشع بعد من المكان، ولا أحد يعلم حقيقة التكهنات التي تفيد بمصرع هؤلاء، وبعد حوالي ساعتين من الانفجار أكدت قناة اليمن اليوم نبأ مقتل أمين العاصمة عبدالقادر هلال، بينما ظل مصير الأسماء السابقة غامضاً، وهل كانت موجودة في القاعة أثناء القصف أم لا.
كذلك نشر نجل الوزير الأسبق للثقافة خالد الرويشان منشوراً يتحدث فيه عن سلامة والده حيث كان برفقة الدكتور عبدالعزيز المقالح الذي لم يصب هو الآخر بأي مكروه.
• إدانات واسعة الصور التي وثقتها وكالات الأنباء وعدسات المصورين للضحايا الذين خلفتهم الغارات كانت مرّوعة وصادمة جداً. عشرات الجثث التي انتشلها المسعفون وقد تفحّمت تماماً وأصبح من الصعوبة بمكان تحديد هوية صاحبها، بالإضافة الى قتلى أو جرحى قطّعت شظايا الصاروخ أوصالهم.
كل ذلك أنتج حالة استنكار وغضب مجتمعي واسع، وبدأت منصات التواصل الاجتماعي تضجّ بالكم الهائل من المواقف التي تعبر عن إدانتها للقصف الذي طال "مجلس عزاء"، واصفين الفعل بأنه انتهاك جسيم لحقوق الإنسان يرقى الى جريمة حرب، مطالبين في ذات الوقت بمحاسبة المتسبب – أياً كان – في هذه الكارثة.
كانت كل الشرائح على اختلافها بين الشرعية والانقلاب متفقة تماماً على أن ما حدث هو "كارثة إنسانية" لا بد أن يحاسب مرتكبها، وهو ذات الموقف التي اتخذته الحكومة اليمنية الشرعية على لسان وزير خارجيتها عبدالملك المخلافي، والذي أعلن بدوره إدانة الحكومة والسلطة الشرعية لهذه الجريمة التي لا تختلف عن الجرائم والانتهاكات التي تقوم بها المليشيا في حق المدنيين.
في ذات الأثناء أصدر الحوثيون على لسان المتحدث باسم زعيمهم عبدالملك الحوثي بيان نعي، يتهمون فيه قيادة التحالف العربي بالضلوع في الجريمة، قبل أن يعلن التحالف العربي – بحسب رويترز – خلو مسئوليته عن الحادث، موضحاً أن الطيران العربي لم يشن أية غارات على الصالة، تلا ذلك بساعات بيان أصدره التحالف العربي يدعو فيه الى تحقيق شامل في الحادثة، معرباً عن تعازيه الشديدة لأسر الضحايا، ومعلناً اعتزامه اجراء تحقيق فوري في الحادث بمشاركة خبراء دوليين.
• أبرز القتلى عبدالقادر هلال – أمين العاصمة (مؤكد) علي الحمزي – قائد اللواء 63 حرس جمهوري (غير مؤكد) بن حليس اليافعي – ئيس دائرة التوجيه المعنوي بوزارة الداخليه بصنعاء احمد ناجي الجحافي – رئيس هيئة التدريب القتالي بوزارة الدفاع