لا تزال القوات العسكرية والمجاميع المسلحة متمركزة في منطقة "البتارية" منذ أمس الأول, رافضة بشكل قطعي السماح لمسيرة الحقوق والكرامة بالمرور صوب مديرية حرض, حيث يقع المنفذ الحدودي, فيما أعلن الشيخ مالك ثواب, أحد مشائخ عبس, في العاشرة من مساء أمس, انضمامه للمسيرة. ونقلت " الشارع " عن ثواب : "سنعمل جاهدين على إقناع بعض المشائخ وقيادات الدولة بمرور المسيرة غداً (اليوم) وحمايتها" مؤكداً أن "هناك بعض قيادات اللواء 25 ميكا بعد التواصل معهم أبدوا استعدادهم لحماية المسيرة, شريطة ألا تتعدى منفذ الطوال, ونحن الآن قيد التواصل مع بعض المشائخ المعارضين لإقناعهم وتقديم الضمانات بعدم تعدي منفذ الطوال".
وأضاف: "تم التشاور مع بعض المشائخ والقيادات السياسية وقيادات معسكر عبس وأبلغهم إننا مع هؤلاء الشباب الذين قطعوا المسافات وتحملوا المشقات وتجرعوا العناء من اجل إيصال رسالة للعالم ليس إلا" مضيفاً: "بعد أن أطلعنا على أهداف المسيرة اتضح لنا أنه ليس هناك مبرر لمنعها, وهدفها ليس سوى حصول المواطن اليمني على العيش الكريم داخل المملكة العربية السعودية والمطالبة بعدم بناء الجدار الفاصل الذي لم يتجرأ حتى بنى إسرائيل على عمل مثله, والنظر في اتفاقية ترسيم الحدود, وليس هناك ما يمنع الشعب اليمني من أن يطالب بإلغاء الاتفاقية, كون علي عبد الله صالح لم يكن ممثلا للشعب اليمني, خاصة والانتخابات ليست قانونية فترة انتخابه للرئاسة في الفترتين الأخيرتين".
وفور إعلان الشيخ مالك ثواب انضمامه للمسيرة, لحق به العشرات من أبناء عبس والمناطق المجاورة, وأكدوا استعدادهم للخروج من المسيرة مع فجر اليوم الثلاثاء.
وكانت 10 أطقم عسكرية ومجاميع مسلحة قد منعت, أمس لليوم الثاني على التوالي, "مسيرة الحقوق والكرامة", الراجلة, من مواصلة طريقها باتجاه منفذ الطوال الحدودي للاحتجاج على بناء الجدار العازل من قبل السعودية.
وحاولت مجاميع شبابية من مديرية عبس مساندة المسيرة ومساعدتها على العبور باتجاه حرض؛ غير أن المسلحين والأطقم العسكرية والأمنية منعوا ذلك بعد أن وصل شيخ مشائخ عبس, محجب عثمان محجب, وأمين المجلس المحلي للمديرية, طالبين من شباب المسيرة التوقف حتى يعرفوا ما هي أسباب منعهم, حسب المحتجين.
وقال ل"الشارع" إبراهيم الإدريسي, مسؤول الحشد في المسيرة, إن الشيخ محجب وصل إليهم أثناء محاولتهم مع شباب عبس, الذين انضموا إليهم لمساندتهم, المرور وتجاوز الأطقم العسكرية والمسلحين, "وقال لنا: أنا معكم حتى الموت من اجل أن تعبروا عن أرائكم, لكن أعطوني مهلة أستفسر سبب هذا الحصار, وما هي أسباب كل هذه الضجة الأمنية, وأؤكد لكم أني سوف أكون في مقدمتكم".
وعن سبب المنع من قبل القيادة العسكرية, قال ل"الشارع" الشيخ دهل الطيب, أمين عام المجلس المحلي بعبس, إنه والشيخ محجب جلسا مع قائد اللواء 25 ميكا ومدير أمن عبس "لمعرفة دواعي هذا الحصار للمسيرة السلمية".
وأفاد بان "قائد اللواء شرح للشيخ محجب خطورة الموقف عند وصول المسيرة إلى حرض من خلال انضمام الأفارقة والنازحين إلى المسيرة وراح تحصل مشاكل", مؤكدا أن "مشائخ عبس مع مرور المسيرة من أراضهم حسب القانون".
وأكد ل"الشارع" الشيخ محجب أنه وصل إلى مكان حصار المسيرة بعد أن علم أن هناك شباباً من المديرية انضموا لمساعدة المسيرة على المرور مع إصرار المسلحين على منعها.
وقال محجب: "طلبت من القائمين على المسيرة فرصة من اجل أن نعرف أسباب منعهم", مؤكداً أنه تواصل مع القيادة وشرحت له خطورة هذه المسيرة من خلال انضمام الأفارقة لها.
وأكدت الصحيفة مصادر محلية أن أحد مشائخ المنطقة, "الذين لا يزالون يستلمون رواتب من السعودية (أ. ح. ك. م) زار المسيرة في مكانها وعرض على القائمين عليها مبالغ مالية؛ غير أن القائمين عليها رفضوا العرض, وأكدوا أنهم لن يتراجعوا عن الوصول إلى النقطة المحددة للمسيرة".
وفيما قال الإدريسي مسؤول الحشد, إن "هناك أكثر من 10 دينات من الحديدة سوف تلتحق بالمسيرة صباح غداً (اليوم) إضافة إلى الآلاف من أبناء تهامة وأهالي عبس سيشاركون بالزحف إلى حرض", أكدت مصادر أن "هناك الآلاف من الأفارقة , النازحين من حرب صعدة في حرض, ينتظرون على أحر من الجمر وصول المسيرة لكي يشاركوها بعد أن دفع بهم هناك شخصيات اجتماعية لهذا الغرض".
وكان مشائخ عبس والمديريات المجاورة عقدوا, عصر أمس, اجتماعا, في "فندق الأهرام" بعبس, مع قيادات عسكرية, لمناقشة أسباب منع المسيرة.
وقال مصدر إن الشيخ صبار, الذي ترأس الاجتماع, "قال للجميع: المسيرة سوف تصل لنقطتها المحددة, شئتم أم أبيتم.
واعترض عليه قائد اللواء 5 ميكا, وقال الصبار: سوف نتحمل المسؤولية الكاملة عما يترتب من أحداث".
ووفقاً للمستجدات من المتوقع أن تواصل المسيرة طريقها اليوم إلى الحدود اليمنية السعودية بحشد كبير".
وفي السياق نفسه, قالت مصادر تعمل على الشريط الحدودي, إن قوات سعودية احتشدت على الشريط الحدودي بشكل غير مسبوق وتقوم بتمشيطه, وأشارت المصادر إلى أنه لم يتمكن أحد من المتسللين إلى الأراضي السعودية, بسبب التشديد الأمني الذي تفرضه السلطات السعودية.