“على الرغم من الكراهية الواسعة تجاه الإسلام، والتي تعتبر السمة المميزة لإدارة ترامب، فضلا عن أمر الحظر الذي يستهدف المسلمين لمنع دخولهم الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلا أن الرئيس ترامب أشاد مرارا وتكرارا بعدد من الدول الإسلامية”.. هكذا بدأت صحيفة “هافينغتون بوست” الأمريكية تقريرها للحديث عن تلك الدول.
وأضافت الصحيفة الأمريكية في تقرير ترجمته وطن أن الأنظمة الثلاثة المحببة لقلب ترامب من بين الدول الإسلامية هي مصر والأردنوالإمارات العربية المتحدة، الذين يعتبرون جزء من شركاء الولاياتالمتحدة التقليديين، معتبرة أن الغريب في الأمر أن ترامب وإدارته اختاروا حكومات غير ديمقراطية لتكون الأفضل لديهم من بين الدول العربية.
واستطردت الصحيفة أن عددا من قيادات الأمن القومي في إدارة ترامب يرون أن تعاليم الإسلام هي مصدر العنف، لكنهم في الوقت ذاته يعتبرون الدول الثلاث السابقة (مصر والأردنوالإمارات) شركاء في الحرب التصحيحية لفصل الإسلام عن التطرف، لذا تحاول إدارة ترامب توطيد أركان هذه الحكومات رغم أن سجلها الحقوقي يحتوي على الكثير من الجرائم والانتهاكات.
واعتبرت هافينغتون بوست أنه في أهم خطاب للأمن القومي خلال الحملة الانتخابية، انتقد ترامب فكرة أن الديمقراطية يمكن أن يتم تطبيقها في مصر، ولكن بعد شهر واحد فقط، أشاد بحاكم مصر عبد الفتاح السيسي ووصفه بأنه رجل رائع، رغم أنه وصل إلى السلطة عبر انقلاب عسكري وحملة عنيفة أزهق فيها آلاف الأرواح.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك الكثير من أعضاء المعادين للإسلام في الحزب الجمهوري، وهم يستخدمون نفوذهم لتشويه الإخوان على نطاق واسع، بشكل يوحي أنهم لعبوا دورا في هجمات 11 سبتمبر أو حاولوا فرض الشريعة الإسلامية في الولاياتالمتحدة، لذا ليس من الغريب أن يدعم الجمهوريون السيسي الذي يقاتل الإخوان دون هوادة.
وفي يناير الماضي، قرر ترامب رسميا تعيين جاريد كوشنر ليصبح أحد كبار مستشاريه حول الشرق الأوسط، وبعد أسابيع كشفت تقارير صحفية أن كوشنر اختار مستشاره الخاص وهو أحد الدبلوماسيين في الشرق الأوسط، ليتضح فيما بعد أنه سفير دولة الإمارات العربية المتحدة يوسف العتيبة، وذكرت صحيفة بوليتيكو أن كوشنر على اتصال شبه مستمر مع العتيبة.
كما أنه في الإمارات العربية المتحدة ولي العهد محمد بن زايد كان واحدا من قادة المسلمين الأوائل الذين اتصلوا بالرئيس ترامب عقب توليه مهام منصبه، وتحدث الاثنان معا في اليوم الذي أصدر فيه ترامب حظرا على الدخول إلى الولاياتالمتحدة من سبعة بلدان ذات غالبية مسلمة.
ولفتت هافينغتون بوست إلى أن علاقة الرئيس الأمريكي الجديد مع الأردن تبدو اليوم أقوى من أي وقت مضى، فالأردن حليف ذو موقع استراتيجي متميز، لكنه في نفس الوقت فقير من ناحية الموارد، وعلى الرغم من ذلك التقى ترامب مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في شهر فبراير الماضي، وصرح حينها الرئيس الأمريكي بانتقاد خفيف لسياسة الاستيطان الإسرائيلية.