اهتمت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم السبت، بالخصوص٬ بالحركة الاحتجاجية ضد الحكومة التركية٬ والاستراتيجية الجديدة للأمن التي اعتمدتها السلطات الاسبانية وتطورات الأزمة السورية بعد قرار موسكو إرسال المزيد من الأسلحة إلى القوات النظامية. وشكلت الأحداث في تركيا والتهديد الإرهابي في الجنوب الليبي٬ أهم المواضيع التي تناولتها الصحافة الفرنسية. وتناولت صحيفة (لوموند) في افتتاحيتها الاحتجاجات التي شهدتها هذا الاسبوع الساحة المركزية في اسطنبول بالقرب من "التقسيم"٬ لإنقاذ جزء من حديقة عمومية٬ قبل أن تتحول الى حركة واسعة من الاتحاد ضد سياسة رئيس الحكومة٬ رجب طيب أردوغان. وتعتقد الصحيفة أن هذه التعبئة "ستمثل نقطة تحول في السياسة التركية"٬ حيث تساءلت إذا ما كانت هذه الاحداث تتشكل لولادة "ربيع تركي" مع أن "التقسيم" ليس هو "ميدان التحرير" باسطنبول. واهتمت صحيفة (لو فيغارو) من جانبها٬ بالتهديدات الارهابية المتزايدة في جنوب ليبيا٬ معتبرة أن عملية "سيرفال"٬ التي طردت الجماعات الجهادية من شمال مالي٬ "ربما لاقت نجاحا كبيرا على المستوى العسكري". وأضافت أنه أمام تقدم القوات الفرنسية والتشادية في مالي٬ اختفى الجهاديون٬ لكن سرعان ما تجمعوا في الجنوب الليبي٬ من أجل الذهاب الى بامكو٬ حيث اعتبر كاتب العمود انه يجري تحويل الجنوب الليبي الى ملاذ جديد للإرهابيين كما وقع في أفغانستان واليمن أو الصومال. وبخصوص الأزمة السورية ٬ اعتبرت الصحف اللندنية الكبرى وبعض المنشورات٬ أن حل هذه المشكلة يمر عبر مبادرة دبلوماسية بقيادة روسيا. واعتبرت صحيفة (الغارديان) أن مفاوضات السلام بين المعارضة ونظام بشار الأسد قد تعرف تأخرا بناء على التطورات الدبلوماسية الأخيرة٬ بما في ذلك إعلان روسيا إرسال المزيد من الأسلحة لحكومة دمشق. وقالت الصحيفة إن المفاوضات في جنيف حملت الآمال كون الولاياتالمتحدةوروسيا يعملان سوية لوضع حد للعنف الذي ساد لأكثر من سنتين في هذا البلد العربي٬ مشيرة إلى أن الدبلوماسيين أكدوا أن هذه المفاوضات لن تعقد كما كان متوقعا في بداية هذا الشهر٬ وربما في شهر يوليوز أو غشت. من جانبها٬ أشارت صحيفة (لانديباندنت) إلى أنه كان على بريطانيا وفرنسا أن تقوما بتسليح المعارضة المعتدلة منذ بدء الصراع٬ وأن قرار الاتحاد الأوروبي جاء متأخرا لتسليح الجماعات المعتدلة وغير مناسب لأن ذلك قد يزيد من العنف في بلد سقط فيه ما يقرب من 80 ألف قتيل. وحظيت استراتيجية الأمن القومي الجديدة التي تبناها مجلس الوزراء الأسباني٬ أمس الجمعة٬ باهتمام الصحف الإسبانية.
وكتبت صحيفة (إلباييس)٬ في هذا الصدد٬ أن "الحكومة أعطت الضوء الأخضر للمراقبة الوقائية على شبكات الإنترنت في إطار مكافحة التهديدات السيبرانية"٬ مبرزة أن الاستراتيجية الجديدة للأمن القومي لا تشمل منظمة الباسك الإرهابية "إيتا" كتهديد لأمن البلاد.
وأشارت اليومية إلى أن الوثيقة التي تضم 83 صفحة لم تتضمن أي إشارة للمنظمة الباسكية "إيتا" أو للميولات الانفصالية لكاتالونيا.
أما صحيفة (إلموندو) فأشارت إلى تنصيص الاستراتيجية الجديدة على إحداث مجلس للأمن القومي يرأسه رئيس الحكومة٬ ماريانو راخوي٬ مبرزة أن المخطط الجديد يعطي الأولوية للتهديدات الجديدة كالإرهاب السيبراني.
وأضافت أن المخطط الجديد٬ الذي يعدل ويحين المخطط الذي كانت الحكومة الاشتراكية بقيادة خوسيه لويس رودريغيز ثاباثيرو قد صادقت عليه في سنة 2011٬ يشكل آلية لمواجهة المخاطر والتهديدات المحتملة لإسبانيا مثل النزاعات المسلحة٬ والتهديدات السيبرانية٬ والجريمة المنظمة٬ وتدفق الهجرات غير الشرعية٬ وأسلحة الدمار الشامل٬ والتجسس٬ والكوارث الطبيعية.
ونحت صحيفة (أ بي سي) المنحى نفسه إذ أوضحت أن الاستراتيجية الجديدة لم تخصص أي بند لتحالف الحضارات كما فعلت حكومة ثاباتيرو في سنة 2011٬ والذي أولى اهتماما خاصا لهذه المبادرة.
وفي جزر الكناري٬ اهتمت الصحافة المحلية بقرار مدريد السماح لهذه المنطقة المستقلة بالحصول على قروض تصل الى 634 مليون أورو لتمويل نفقاتها. وأبرزت يومية (كناري 7) أن المناطق المستقلة بجزر الكناري وكانتابري قد سمح لها من قبل الحكومة المركزية بإجراء عمليات من أجل الاقتراض لتمويل الشطر الثاني من العجز الذي وصل 0,35 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي الجهوي٬ مضيفة أن جزر الكناري سوف تكون قادرة بحلول 30 دجنبر من إنجاز عمليات بقيمة 488 مليون أورو.
واهتمت العناوين الرئيسية للصحف بلشبونة بالارتفاع الحاد في نسبة البطالة التي تستمر في تحطيم أرقام قياسية٬ وفقا لإحصاءات الاتحاد الأوروبي (أوروستات). وقالت صحيفة (بوبليكا) إن ما يثير الفزع الارقام التي قدمها مكتب "أوروستات"٬ والتي وصلت إلى مستوى غير مسبوق( 17,8 في المائة في شهر أبريل)٬ مشيرة إلى أن 108 آلاف شخص انضافوا الى صفوف العاطلين عن العمل في ظرف سنة.
وأوضحت صحيفة (دياريو ودونوتيسياس) أن نسبة البطالة في صفوف الشباب البالغين 25 سنة وصلت حاليا الى 42,5 في المائة٬ مشيرة إلى أن الحكومة تتوقع أن يصل معدل البطالة الى 18,2 في المائة في نهاية السنة.
وفي روسيا٬ قالت صحيفة (كومرسانت) إن الرئيس السوري بشار الأسد بدأ تقدما دبلوماسيا للبقاء في السلطة٬ حيث صرح في حوار أجرته معه قناة (المنار) اللبنانية بأنه سيحضر المفاوضات في جنيف شخصيا. وبذلك لم يرسل الأسد إشارة لمعارضيه بعدم جدوى إبعاده فحسب٬ بل أيضا حاول التأكيد على حقه في إجراء المفاوضات من موقع القوة٬ وهو شرط ترفضه المعارضة.
وسيفشل حضور الأسد المؤتمر٬ تضيف الصحيفة٬ لأن المعارضة لن تقبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات معه٬ وتضع مبادرة الأسد روسياوالولاياتالمتحدة في وضع محرج٬ إذ راهنتا على مؤتمر "جنيف-2" لتسوية الأزمة السورية.
صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) تحدثت عن الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى فنلندا٬ حيث أشارت إلى أن الزيارة كانت قصيرة جدا٬ إلا أن برنامجها كان مكثفا٬ إذ أجرى شويغو مباحثات مع نظيره الفنلندي كارل كريستوفير حول مواضيع مختلفة منها الوضع في سوريا وأفغانستان٬ وتوسيع الناتو وتعزيز الأمن الأوروبي٬ والتعاون العسكري التقني بين البلدين.
وأضافت الصحيفة أن الجانب الفنلندي عرض على الوزير الروسي بعضا من أنواع الصناعات العسكرية الفنلندية٬ معتبرا في الوقت نفسه بأن الجيش الفنلندي يحتاج اليوم إلى إعادة تسليح وتحديث٬ رغم أن حصة ميزانيته من الخزينة العامة صغيرة جدا إذ لا تتجاوز 10 بالمائة٬ وقد أظهر الجانب الفنلندي اهتماما بالتعاون مع الجانب الروسي في هذا المجال.