في خطوة مفاجئة أعادت إرباك المشهد جنوباليمن أصدر محافظ حضرموت، اللواء أحمد سعيد بن بريك، بياناً جديداً أقل شدة وأكثر غموضا والتباساً من بيانه السابق، والصادر يوم أمس الخميس. ويبدو أن المحافظ بن بريك قد قرر التراجع خطوة للخلف بعد البيان الذي أصدره مساء الأمس، محاولاً التمسّك بمخرجات مؤتمر حضرموت الجامع والذي أقر فيه إنشاء إقليم حضرموت، كخطوة تأتي في سياق الأقلمة وتشكيل اليمن الاتحادي، وهو أمر لاقى ترحيباً محلياً واسعاً، خاصة وأنه جاء متسقاً مع ما تقرر في وثيقة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
وبينما كان حضور حضرموت لافتاً وكثيفاً في فقرات متفرقة في البيان جاء ذكر المجلس الجنوبي أقل وأكثر غموضاً، وبالرغم من تكراره للدعوة بإنشاء اقليمين (شمالي – جنوبي)، إلا أن تلك الدعوة جاءت ملغومة أيضاً، باشتراطها ضرورة إنشاء إقليم خاص ومستقل بحضرموت ضمن الإقليم الجنوبي، وهي دعوة بدت متناقضة وغير مفهومة، ولا مجال لتفسيرها.
وبدا المحافظ مرتبكاً بشكل كبير في ثنايا البيان الجديد، حيث استخدم بشكل كثيف لغة "الإيحاءات" والتلميح دون التصريح، وهذا ما ظهر جلياً من أول فقرات البيان، حين عبّر المحافظ عن "تخوفه" من أطراف لم يسمها، مبدياً قلقه من قيامها بتوجيه "طعنة" من الخلف له ولمحافظة حضرموت، هذا بالإضافة الى إعادة تأكيده على رمزية ومنزلة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، كرئيس شرعي للبلاد، ولابد أن تندرج كل التشكيلات المستحدثة عبر إطار وغطاء "الشرعية".
وجاء بيان بن بريك عقب ساعات من إصدار رئاسة الجمهورية بياناً منتصف ليلة الخميس هاجمت فيه الإعلان عن المجلس الجنوبي الانتقالي، والمنظوين فيه، والداعمين له، في خطوة فهم منها حصول قيادة الشرعية على دعم سعودي، كان جلياً من حجم الاحتفاء والتغطية في وسائل الإعلام السعودية بعد صدور البيان، قبل أن تأتي مغادرة عيدروس الزبيدي وهاني بن بريك، أهم قيادات المجلس الجنوب، الى الرياض عصر اليوم ، ما يحمل دلالات قوية بدخول السعودية بشكل فاعل وجدي في الملف العدني.