إن القضية الجنوبية قضية عادلة ولقد مرت وعلى مدى سنوات عديدة بإخفاقات وإرهاصات عديدة وخصوصا" بعد حرب صيف 94 التي قضت على روح الوحدة وأوصلت المجتمع اليمني الى إحتقان سياسي خصوصا" وأن النظام السابق قد غض الطرف عن المظلومية الجنوبية وتعامل مع الجنوب بروح الإستحواذ والسيطرة ولقد إحتقن الشارع السياسي في الجنوب ما أوصل الشعب الى الخروج في حراك سلمي أشعل الارض غضبا وكان في بدايته حراك مطلبي صمت عنه آذان النظام فتطور الى حراك يطالب بفك الارتباط واستمر ذلك الى ان اشتعلت البلاد بثورة 11 فبراير والتي أطاحت بنظام الاسرة ونظام الهضبة وجاء التغيير من خلال ثورة التغيير السلمية والتي كانت عنوانا لثورة شعب شب عن الطوق وخرج في ثورة عارمة أطاحت بدكتاتورية حكمت البلاد طيلة ثلاثة وثلاثين سنة وكان لابد من تدخل الأشقاء في رأب الصدع وكانت المبادرة الخليجية خارطة الطريق وجاءت بعدها إنتخابات فبراير 2012 وجاءت الانتخابات بفخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي والذي كان له الأثر البالغ في بناء الدولة الاتحادية الفيدرالية والتي أقرت الفيدرالية من خلال مؤتمر الحوار الوطني وجاء ذلك من خلال وثيقة توافقت عليها كل القوى السياسية والشعبية وكانت هي الحل الأمثل للخروج من الأزمة والخروج من الإحتقان السياسي .
لقد كانت نظرة فخامة الرئيس نظرة ثاقبة فلقد حاول جاهدا أن يعطي لكل ذي حق حقه وأن يرسي دعائم دولة العدل والمساواة دولة النظام والقانون التي يتساوى أبناء الشعب وتلغى فيها التمايزات الطبقية والمناطقية وننطلق نحو أفق رحب من العدالة والمساواة ولقد قدم الرئيس هادي للقضية الجنوبية مالك يقدمه غيره من القيادات الجنوبية التي تتشدق الْيَوْمَ بأنها من يمثل الجنوب وهي لم تقدم للقضية الجنوبية شيء يذكر بل إن الغوغاء من أؤلئك يرفعون صور من كان السبب في بؤسهم علي سالم البيض وهذا قمة السخف والإنحطاط وكان الأحرى بهم أن برفعوا صور لقائد النصر وينطلقوا نحو حل القضية الجنوبية من خلال طرح الرئيس هادي وهو الطرح العقلاني والمتوازن الذي قدم للقضية الجنوبية الكثير وأوصل الجنوب الى تحقيق إنتصارات جعلت الجنوب في أيدي أبناءه غير أن ذوي العقول الصماء تظن أنها هي التي حققت النصر في الجنوب وتناسوا أن هذه الانتصارات جاءت من خلال عاصفة الحزم والتي انطلقت شرارتها الاولى من خلال دعوة الرئيس هادي أشقاءه للتدخل لكبح جماح المد الصفوي ولقد كانت عاصفة هي التي وأدت هذا المشروع الصفوي في مهده بقيادة مملكة الحزم والعزم واليوم وبعد هذه الانتصارات التي تحققت للجنوب وقضية الجنوب يأتي من يحاول أن يجهض هذه الانتصارات التي تحققت والتي وصل الجنوب من خلالها أن يمسك أبناءه بزمام أموره
كل هذه الإنجازات كانت بقيادة هادي فلماذا الْيَوْمَ ننقلب عليه وهوالقائد الذي حقق كل هذه الإنجازات ولماذا التشرذم ونحن اكثر حاجة الى التلاحم والتماسك ورص الصفوف خلف شرعيتنا التي تسير بِنَا الى الانتصارات بخطى ثابتة
عبدالناصر العوذلي الأمين العام المساعد حزب جبهة التحرير الرياض 14 مايو 2017