سلطت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم السبت الضوء على التظاهرات الاحتجاجية التي تشهدها البرازيل، وارتفاع نسبة الضريبة على القيمة المضافة في ايطاليا، وتسجيل رقم قياسي لطلبيات الطائرات خلال الدورة الخمسين للمعرض الدولي للطيران بباريس بورجي، إلى جانب إصلاح الإدارة في اسبانيا .ففي بلجيكا، كتبت صحيفة (لوسوار)، في مقال بعنوان "صمت ديما روسوف"، أن الرئيسة البرازيلية التزمت الصمت في أعقاب اجتماع الأزمة الذي عقدته يوم الجمعة مع مستشاريها لدراسة الخطوات الواجب اتخاذها لمواجهة الثورة الشعبية التي تجتاح البلاد. وأشارت الصحيفة إلى عدم تسرب أي معلومات بخصوص الاجتماع، وهو ما يبدو أنه يعكس حيرة الرئيسة حيال تنامي حركة الاحتجاجات الاجتماعية، مبرزة أن التظاهرات التي انطلقت قبل أسبوعين مازالت في عنفوانها في وقت بدا فيه حزب العمال الحاكم فاقدا للقدرة على رد الفعل إزاءها.ومن جانبها، كتبت صحيفة (لو ليبر بلجيكا) أن حركة الاحتجاجات تزداد اتساعا يوما بعد آخر في شوارع البرازيل من دون أن يتخذ أي سياسي أو نقابي خطوة واحدة في مواجهتها، مما يعكس اتساع الهوة التي تفصل الشعب بقيادته.
وأوضحت الصحيفة أن رد الفعل المتأخر للحكومة في مواجهة الاحتجاجات الشعبية يكشف تفاجئها بحجم التظاهرات وشكلها، مؤكدة أن غياب ممثل عن هذه الحركة التي تظل خارجة عن نطاق السيطرة يزيد في تعقيد مهمة الجهاز التنفيذي.
ومن جهتها، ركزت الصحف الفرنسية اهتمامها، على الرقم القياسي الذي تم تسجيله بخصوص الطلبيات لشراء الطائرات خلال الدورة الخمسين للمعرض الدولي للطيران بباريس - بورجي، والذي عزز ريادة شركة (إيرباص) الأوروبية في مواجهة غريمتها الأمريكية (بوينغ).
وكتبت صحيفة (لوموند) في مقال بعنوان "ببورجي، إيرباص تكرس ريادتها في مجال الطلبيات في مواجهة بوينغ الأمريكية"، أن الشركة الأوروبية التي حصلت على نحو 500 طلبية، حققت "الفوز في صراعها مع غريمتها الأمريكية".
وأشارت الصحيفة إلى أن (إيرباص) تمكنت خلال معرض بورجي من الحصول على 241 طلبية أكيدة بقيمة إجمالية تبلغ 3ر39 مليار دولار، لتنتزع بذلك الريادة من شركة (بوينغ) التي حصلت على طلبيات بقيمة 38 مليار دولار.
أما صحيفة (لوباريزيان)، فأبرزت من جانبها، أن حصول الشركتين الأوروبية والأمريكية على أكثر من نصف العقود التي تم إبرامها في معرض بورجي لا يحمل في طياته أي مفاجأة تذكر، كما أن تقدم إيرباص على نظيرتها بوينغ كان متوقعا.
وأشارت الصحيفة إلى أن المعرض شهد التوقيع على طلبيات بقيمة إجمالية تفوق 100 مليار يورو وهو ما يعد "رقما قياسيا" جديدا لمعرض بورجيه الذي بلغ دورته الخمسين، وأضحى من أكبر التظاهرات العالمية.
وأضافت (لوباريزيان) أنه في انتظار تدقيق هذه الأرقام وتأكيدها بشكل نهائي، فإنها تعكس مع ذلك الوضعية الجيدة لقطاع صناعة الطيران بالرغم من الظرفية التي تتسم بالأزمة الاقتصادية العالمية، مشيرة إلى أن شركات صناعة الطائرات استفادت من نهضة قطاع النقل الجوي في آسيا وأمريكا الوسطى واللاتينية، وكذا تجديد الشركات لأساطيلها الجوية.
وفي اسبانيا، سلطت الصحف الصادرة اليوم الضوء على تفاصيل مشروع إصلاح الإدارة التي تمت المصادقة عليه أمس في إطار مجلس الحكومة، وقدمت نائبة رئيس الوزراء سوريا ساينز دو سانتا ماريا خطوطه العريضة للصحافة.
وكتبت صحيفة (أ بي سي) أن "إصلاح الإدارة سيمكن البلاد من توفير نحو 7ر37 مليار يورو في أفق سنة 2015"، موضحة أن تحديث هياكل القطاع العام سيتيح للمواطنين اقتصاد 3ر16 مليار يورو من النفقات.
وأبرزت الصحيفة أن المشروع الذي يتضمن 217 إجراء ، يتضمن إلغاء عدد من المراصد والوكالات الحكومية مشددة على أهمية دور الأقاليم الاسبانية المتمتعة بالاستقلال الذاتي في إنجاح تطبيق هذا المخطط.
وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة (إل باييس)، عن رفض عدد من الأقاليم مثل كاطالونيا والأندلس وبلاد الباسك وجزر الكناري للمخطط الإصلاحي الذي يقترحه رئيس الحكومة ماريانو راخوي، مشيرة إلى أن العديد من الإدارات العمومية الكائنة بهذه الجهات معنية بهذه الاستراتيجية.
أما صحيفة (إل موندو)، فأشارت إلى إعلان الأقاليم الحرب على مخطط إصلاح الإدارة، مضيفة أن العديد من الأقاليم تعتبر المشروع يقوم على "جهل" بين بطبيعة تدبير الشؤون المحلية.
ومن جهتها، واصلت الصحف البرتغالية، تسليط الضوء على حركة الاحتجاجات الاجتماعية في البرازيل، التي تعصف بالبلاد منذ أيام، والتي تحولت إلى اصطدامات بين المحتجين والشرطة وعمليات نهب وسرقة.
وكتبت صحيفة (ديارو دو نوتيسياس) أن الحركة الاحتجاجية، التي تضاعف حجمها خلال عشرة أيام، أسفرت عن مقتل شخصين وجرح العشرات، مشيرة إلى أن عشرات الآلاف من المحتجين نزلوا للشوارع للتعبير عن رفضهم العميق لهشاشة الخدمات العمومية وتفشي الرشوة في أوساط الطبقة السياسية وكذا المبالغ المالية الضخمة التي تم إنفاقها من أجل تنظيم كأس العالم لكرة القدم لسنة 2014.
أما صحيفة (بيبليكو) فكتبت من جهتها عن تطور حركة الاحتجاجات من تظاهرات صغيرة ضد ارتفاع أسعار وسائل النقل العمومي في مدينة ساو باولو، إلى تظاهرات ضخمة وحاشدة تنتقد غلاء المعيشة والرشوة والفساد وإنفاق ملايير الدولارات من أجل تنظيم كاس العالم لكرة القدم على حساب المشاريع الصحية والتعليمية في البلاد.
وأشارت الصحيفة من جهة أخرى إلى أنه بالرغم من موجة التظاهرات العارمة التي تجتاح البلاد، فإن الاتحاد الدولي لكرة القدم لا يفكر في إلغاء منافسات كأس القارات التي تحتضنها البرازيل حاليا ولا نهائيات كأس العالم 2014.
كما تطرقت الصحف البرتغالية إلى البعثة المشتركة لخبراء الترويكا (الاتحاد الأوروبي، صندوق النقد الدولي، البنك المركزي الأوروبي) التي تمثل الدول الدائنة، والتي ستزور لشبونة، الاثنين المقبل، للتحضير للتقييم الفصلي لمخطط التقشف والإصلاحات والذي سيتم القيام به ابتداء من 15 يوليوز القادم.
وعلى غرار أسبوعية (إكسبريسو)، كتبت العديد من الصحف أن الحكومة ستجد نفسها مضطرة، في ضوء تردي الوضعية الاقتصادية، إلى التفاوض مع المانحين من أجل مراجعة جديدة لأهدافها الخاصة بتقليص عجز الميزانية خلال سنة 2014 وتحويلها من أربعة بالمائة إلى 5ر4 بالمائة أو خمسة بالمائة.
أما الصحف الهولندية، فقد سلطت الضوء من جانبها على العريضة التي وقعها أساتذة مرموقون متخصصون في المجال البيئي، ولعبة شد الحبل بين هيئة السكك الحديدية والمقاولة التي تتولى إنجاز مشروع خط القطار فائق السرعة.
وكتبت يومية (تروو) في مقال بعنوان "الاساتذة: الغاز الصخري غير مناسب لهولندا"، عن قيام أساتذة مرموقين بتوقيع عريضة لحث الحكومة على التخلي عن برامجها لاستخراج الغاز الصخري بعد أن كشفت الدراسات بخصوص مزايا وسلبيات هذه الوسيلة الطاقية أنها غير مناسبة وغير ذات قيمة مضافة للبلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن نشر العريضة يتزامن مع قرب صدور تقرير حول انعكاسات استخراج الغاز الصخري، والذي تم إنجازه بطلب من وزير الشؤون الاقتصادية الهولندي.
وسلطت صحف هولندية أخرى الضوء على الحديث الذي خص به الرئيس المدير العام لمقاولة (أنسالدو بريدا) الإيطالية التي تتولى إنجاز مشروع القطار الفائق السرعة (فيرا)، الذي كان يتوقع أن يربط أمستردام ببروكسيل، والذي قامت هيئتي السكك الحديدية في بلجيكا وهولندا بإلغائه في أعقاب الصعوبات والمشاكل التقنية التي اعترضت إطلاقه.
ونقلت الصحف عن المقاول الإيطالي تأكيده على أن مشروع القطار لا يتضمن أي خلل أو نقص، وأنه يستجيب للمعايير الدولية متهما هيئة السكك الحديدية الهولندية بالافتقار للكفاءة.
ومن جانبها، ركزت الصحف السويسرية اهتمامها على الحركة الاحتجاجية "غير المسبوقة" التي تشهدها البرازيل، وانعكاساتها المحتملة على تنظيم البلاد تظاهرة كأس العالم لكرة القدم خلال السنة المقبلة.
وكتبت صحيفة (لوماتان) أن "حرية تعبير الأفراد أضحت تهدد بشكل مباشر تنظيم كأس العالم 2014"، مؤكدة أن "مسار اكتساب وتعلم الديمقراطية في البرازيل لا يحظى بإعجاب قادة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، والسلطات السياسية، التي تعد في نظر المحتجين رمزا للرشوة والفساد يجب محاربته".
وأبرزت الصحيفة أن الاتحاد الدولي لكرة القدم، الذي أبدى قلقه الشديد حيال الوضع، قد يضطر إلى اللجوء إلى خيار متطرف بخصوص سحب تنظيم كأس العالم من البرازيل.
وأشارت صحيفة (لاتريبين دو جنيف) من جهتها إلى أن (الفيفا) "اكتشف مؤخرا أن أكبر تظاهرة عالمية في كرة القدم قد تشكل مناسبة لإبراز المطالب الاجتماعية للبرازيليين الغاضبين". ولاحظ كاتب الافتتاحية أن "المواطنين الغاضبين في البرازيل، وتركيا واسبانيا أيضا، خرجوا للشارع للاحتجاج ضد السلطة القائمة وتوجهاتها الاقتصادية وطرق إدارتها للبلاد ونزاهة مسؤوليها السياسيين".
وكتبت صحيفة (لوتون) من جانبها عن تزايد حدة حركة الاحتجاجات في وقت اختارت فيه السلطات التزام الصمت المطبق، مضيفة أن التعبئة الشعبية في البرازيل قد تشكل إرهاصات لبداية تفتت وانقسام الحزب العمالي الحاكم.
وسلطت الصحف الإيطالية من جهتها الضوء على الخلافات القائمة حاليا داخل أروقة الحكومة، بخصوص رفع الضريبة على القيمة المضافة بنقطة واحدة، والمخاطر التي يمكن أن يشكلها هذا القرار على التماسك والانسجام الحكومي.
وكشفت صحيفة (لا ستامبا) في هذا الخصوص عن التوتر "الشديد" الذي تعيشه الحكومة الائتلافية التي يقودها إنريكو إنريكو ليتا (الحزب الديمقراطي)، بخصوص رفع نسبة الضريبة على القيمة المضافة، من 21 إلى 22 بالمائة، ابتداء من فاتح يوليوز المقبل، وذلك بسبب تصلب وتشدد موقف حزب الشعب والحرية (يمين) الذي يقوده سيلفيو بيرلوسكوني الذي يطالب بتأجيل تنفيذ القرار.
وأشارت الصحيفة إلى أن إنجيللينو ألفانو، نائب رئيس الحكومة وأمين حزب الشعب الحرية، حذر رئيس الحكومة من أجل عدم تأجيل تنفيذ قرار رفع الضريبة إلى غاية شهر دجنبر على الاقل يهدد تماسك الائتلاف الحكومي.
ولاحظت صحيفة (لاريبوبليكا) من جانبها أن تعليق اعتماد رفع نسبة الضريبة ستنجم عنه تبعات مالية تتحملها الميزانية بقيمة ملياري يورو، وهو المبلغ الذي لا تتوفر عليه الحكومة حاليا، مشيرة إلى أن حزب الشعب والحرية يطالب أيضا بإلغاء الضريبة على السكن الأول والتي لا تحظى بتأييد شعبي.
وكتبت صحيفة (يونيتا) أن توفير هذا المبلغ، في خضم منتصف السنة المالية يبدو أمرا بعيد المنال، ولاسيما عشية انعقاد القمة الأوروبية في نهاية شهر يونيو، والتي تعول إيطاليا على أن تشكل مناسبة للخروج من الإجراء المفروض عليها الخاص بخرق قواعد العجز المالي الكبير.