في شارع الزبيري قابلني الرجل الأنيق وهو بكامل أناقته وقال لي -بدون مقدمات، ومن دون حتى أن يعرفني على نفسه: - وصلنا إلى كلامك يا رازحي قلت مستفسراً: أي كلام؟ قال الرجل الأنيق: الكلام الذي قلته عن قبيلة حاشد. قلت: ماذا قلت؟ قال: بعد موت الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر سمعت بأنك قلت إن قبيلة حاشد لن تبقى كما هي، وإنها سوف تتفكك مثلما تفكك الاتحاد السوفيتي. وهاهي حاشد تتفكك. قلت: بالمعنى الذي تقصده ليست حاشد وحدها التي تتفكك.. اليمن كله يتفكك . قال الرجل الأنيق: لكن من دون تفكيك قبيلة حاشد، ومن دون كسر شوكتها لن يكون هناك أمل في قيام دولة مدنية . قلت : تفكيك القبيلة بالمعنى الإيجابي لا يكون إلا بالعلم وبأدواته، وعندما يتم تفكيك القبيلة من داخلها وعبر التعليم والتنوير عند ذلك من حقك أن تفرح، ومن حقك أن تحلم وتأمل بدولة مدنية. أما ما يحدث اليوم في حاشد من انقسام مذهبي وحروب مذهبية فهو يزيد طين القبيلة بلّة . قال الرجل الأنيق: إن الحوثيين أصبحوا يتوغلون في قلب قبيلة حاشد وهم بذلك يعجلون بقدوم الدولة المدنية . قلت للرجل الأنيق: سواء توغلَ الحوثيون في قلب حاشد أو في قلب بكيل، في قلب صنعاء أو في قلب عدن، فالخبر اليقين هو أن هؤلاء الذين يحرمون الغناء ويكفرون الموسيقى لن يعجلوا بقدوم الدولة المدنية وإنما سيعجلون بإعدام الفنان الكبير أيوب طارش.