ناقش زميلنا الناقد الرياضي أحمد الظامري السؤال المهم.. ماذا قدّم الملاكم نسيم لليمن ؟.. ووضع مقارنة بينه وبين نجم الكره الليبري "جورج ويا" الذي أنفق أكثر من مليوني دولار على فقراء وأطفال بلاده.. فنسيم هو الآخر صار ثرياً وقادراً على تقديم أي صورة من صور الدعم للرياضة في بلده الأصلي . * هذا النقاش يجعلني أقف على الضفة الأخرى من النهر وأسأل: وماذا قدمت اليمن لنسيم؟ ولماذا لم يظهر نسيم وأبو بكر وأحمد فتحي وأبو الكباتن المرحوم علي محسن... وغيرهم إلا في الخارج ؟ * سؤال الظامري وسؤالي يحتاجان إلى تسوية وجدانية مفادها أنه كما أن نسيم حميد صاحب فضل في زراعة زهرة في صحراء رياضة اليمن التي تقتطع المليارات من أموال الشعب للإنفاق على الهزائم، فقد قابل الشعب اليمني إنجازات بطله القومي المولود في مدينة شيفلد البريطانية بعشق كبير طالما تابعناه في فضاءات القرى والمدن رقصاً وبرعاً وما تيسر من الأعيرة النارية الملونة الحارقة .. وهاهو نسيم يغتنم كل فرصة ليتغلب على لغته العربية الركيكة بترديد شعار "بالروح بالدم نفديك يا يمن". * ولا شك أن بطلاً مثل نسيم يمتلك ماضياً بطولياً متألقاً يستحق كل المحبة.. فطالما ساعدنا على مغادرة مناخاتنا الرياضية المواتة ولكن.. لابد من مغادرة الفكر المشوه لهؤلاء المسئولين الرياضيين الذين يدعون أنهم يحبون النقد، ثم تكتشف أن النقد هو فقط امتداح عاهاتهم .. *ولا أظن الروح الرياضية عند نسيم إلا تسمح بدعوته لمشاركة محبيه الدهشة، مما طرأ على جسمه الرياضي من التغيرات غير الرياضية، بعد أن كان البرنس يلدغ كالنحلة بجماليات الفراشة. * الفرحة باستقبال نسيم عند سلم الطائرة وبوابة صالة 22 مايو، وبهو فندق الموفنبيك، وكل الأماكن التي زارها فرحة مستحقة.. لكنها تحمله مسئولية أن يكون القدوة والنجم الذي يستحق التقليد والمحاكاة، حتى بعد أن غادر حلبات الملاكمة.. وكما لم يرق لمحبي نسيم تعريض نفسه للسجن في بريطانيا والتجريد من لقبه وحرمانه من قيادة السيارة بتهمة مغادرة حادث مروري ومحاولة التضليل للعدالة، لا يجوز أن يهمل صحته لأنه ليس ملك نفسه فقط وإنما شخصية عامة وقدوة للناشئين والشباب. *وبدون مواربة أو نفاق فإن التحية للبرنس لا تمنع إعلان الدهشة من أننا انتظرنا أن نجد نسيم.. أمير حلبات الملاكمة البريطانية والعالمية.. فإذا هو يقدم نفسه بصورة مغترب في السعودية قضى أعوامه في إدارة مطعم للكبسة ..!!