كل شخص هو بالضرورة بطل قصة حياته كما قال جون بارث.. وبطلة هذه القصة طفلة سردت حكاية يوم دراسي يتحول فيه الفصل في المدارس الحكومية إلى حبس, والمعلم إلى اسم في كشف المعاش, ورئيس الفصل إلى شاوش حبس صغير مسؤول عن التأديب, ومن يدير إلى بائع كلام في سوق للفوضى، أول دكان فيه هو مكتب وزير التربية والتعليم الذي أتمنى عليه أن يدحض قول حكيم "لا يوجد شيء نستقبله بممانعة مثل النصيحة". *وليس للحكاية علاقة بتسييس التعليم وتسييس الصحافة ولكن..لا مفر من إهدائها لوزير التربية والتعليم الدكتور/عبد الرزاق الأشول وأطقمه المتضخمة.. لعلهم يلتفتون إلى ما هو أهم من عبث "الأخونة" للمدير والمعلم وأخيراً للطالب كما يحدث لمدرسة جمال عبدالناصر.. والحكاية بلسان تلميذة في الصف الثالث من التعليم الأساسي أخذت تشرح كيف سار يومها الدراسي.. وسأحاول الاحتفاظ بطريقة سردها ما استطعت. *تقول ملاك: في الحصص الأولى والثانية والثالثة قامت رئيسة الفصل مريم ونائبتها ريهام بتسكيت الفصل لأن الأستاذة مش موجودة ومافيش دراسة.. بس حبس داخل الفصل. *بعد الحصة الثالثة خرجونا راحة.. وبسرعة رجعونا إلى الفصل قبلما نأكل السندوتش.. السندوتش ما زال في الشنطة.. وفي الحصة الرابعة مافيش أستاذة والإزعاج كثير داخل الفصل.. رئيسة الفصل مريم بكت وبكت لأن رأسها يوجعها من الصياح والشغب. *سارت رئيسة الفصل مريم إلى الإدارة وهي تبكي وقامت نائبتها ريهام بتسكيتنا وبعدين دخلت المشرفة روجينا وقامت بخلعنا عشان نسكت.. وبعدها دخل الأستاذ فواز وقال اللي تتكلم با تخلعها روجينا..روجينا أكملت بقية الوقت بخلع أي طالبة لم تحضر الكتاب. *في الحصة الأخيرة قامت بنت من صف خامس أو سادس بإغلاق باب الفصل علينا من الخارج والبنات البعض يدق في الباب والبعض يبكين حتى جاءت المشرفة ومعها أستاذ لا يدرسنا قام بتعليمنا في آخر الدقائق عن الجمل وأيش فائدة الجمل. وبعدها قالوا لنا في حصة رياضة ففرحنا لكن بعدما نزلنا إلى الساحة جاءت المديرة وقالت "فيدوس" خلاص كل واحدة تروح بيتهم. *وتكمل ملاك حديثها البريء.. ساحة المدرسة مليانة أحجار وأشواك والحارس لايفتح الباب الكبير إلا للبنات الكبار.. زحمة وشمس وإزعاج من العيال اللي يزابطوا ويضاربوا.. وسألت ملاك.. هل درستم أي حصة؟ قالت:ولا حصة.. بس شوية كلام عن الجمل وأيش فائدة الجمل..!! حكمتك يارب