نفذ ممثلون عن حزب الإصلاح والرشاد السلفي في مؤتمر الحوار الوطني، أمس وقفة احتجاجية أثناء انعقاد الجلسة الختامية الثالثة لمؤتمر الحوار في صنعاء، تنديداً بما وصفوه ب"جرائم الحوثي" في دماج. تمخض عن الوقفة بيان يعبر عن قلق جراء تصاعد أعمال العنف والمواجهات المسلحة في المحافظات، خصوصا منطقة دماج في محافظة صعدة، داعيا جميع الأطراف إلى نبذ العنف والاحتكام للعقل في حل كافة القضايا العالقة. تزامنت الوقفة الاحتجاجية مع حشد السلفيين لمقاتليهم مسنودين من القبائل لفتح 3 جبهات قتال ضد الحوثي، كما أدلى بذلك الناطق الرسمي السابق للجماعة، واجتماع حسين الأحمر بقادة سلفيين في خمر يحثهم فيها على مواصلة القتال ضد جماعة الحوثي التي وصفها ب"الرافضة". توتر ميداني ويخيم التوتر على دماج مع عودة الاشتباكات المتقطعة وتبادل إطلاق قذائف الهاون على تجمعات سكنية تابعة لطرفي النزاع، حيث قال المتحدث السابق للسلفيين أبو إسماعيل الوادعي، في تصريح صحفي، إن جماعة الحوثي قصفت خلال اليومين الماضيين عددا من المناطق الخاضعة لسيطرتهم بالكاتيوشا، مما تسبب بسقوط قتلى وجرحى. لكن القيادي الميداني في جماعة الحوثي صابر الشرجي، أشار إلى أن الوضع يبدوا شبه هادئ ويشوبه تبادل متقطع لإطلاق النار من أسلحة خفيفة ومتوسطة على الجبهات المتقدمة للطرفين، خصوصا في جبل البراقة ونقطة الخانق. يؤكد ذلك عضو لجنة الوساطة الرئاسية يحيى أبو أصبع، الذي قال في تصريح ل"اليمن اليوم" إن اللجنة قررت الاستراحة في القصر الجمهوري يوم أمس بعد "إرهاقها من قبل الطرفين" مشيرا إلى أنهم سوف يستأنفون اليوم مهامهم في محاولة لاحتواء الوضع رغم التبادل المتقطع لإطلاق النار.
تسويق إخواني.. وتجهيز قبلي وكان القيادي في جماعة السلفيين أبو إسماعيل الوادعي، قد أعلن خلال اليومين الماضيين اعتزام جماعته المدعومة قبليا من قبائل الأحمر عن فتح ثلاث جبهات قتال في كتاف صعدة وحجور حجة والعصيمات، مشيرا في تصريح تناقلته وسائل إعلام تابعة للإخوان إلى أنهم بصدد ملاحقة كل الحوثيين واعتقالهم. تصريح الوادعي جاء بعد يوم واحد على نشر قناة المسيرة التابعة للحوثيين مقطع فيديو يجمع حسين الأحمر بقادة سلفيين وعدد من مقاتلي قبائل المحافظة الموالين له في منزل والده بمنطقة خمر عمران . برز حسين في المقطع وهو يتحدث عن تعهدات تتمثل في تكثيف النقاط القبلية في عمرانوحجة، والزحف برجال القبائل على صعدة لمجابهة الحوثي، الأمر الذي شجع السلفيين على رفض اتفاق التهدئة مع الحوثيين كما يقول ل"اليمن اليوم" صابر الشرجي الذي أشار إلى أن أسباب اعتراض الحجوري أمس الأول على قرار اللجنة تسليم موقع البراقة إلى وحدات الجيش التي كانت تعتزم الانتشار قبل يومين في الجبهات المتقدمة للطرفين هو التعهدات التي يبديها لهم "أمراء الحرب الأجانب وتجار الحروب من أولاد الأحمر". كما اعتبر الشرجي ما تتناوله "وسائل إعلام الإخوان" بأنه تسويق لتفجير الوضع، نافيا في الوقت ذاته أن تكون الجماعة قد قصفت دماج بالكاتيوشا "رغم وجود تبادل متقطع لإطلاق النار".
اللجنة الرئاسية محبطة.. وبوادر حرب طائفية في هذه الأجواء بدا صوت عضو اللجنة الرئاسية يحيى أبو أصبع محبطا وهو يتحدث عبر الهاتف للصحيفة عن الإرهاق الذي مر به أعضاء اللجنة التي تستريح حاليا في القصر الجمهوري بصعدة. كثفت اللجنة الرئاسية ومعها قيادات السلطة المحلية واللجنة الأمنية خلال الأيام القليلة الماضية من لقاءاتها بقيادات من الطرفين، بغية إيجاد حل للصراع الدائر منذ أعوام لكن كما يبدو من المؤشرات الأولية دون جدوى. فاللجنة كما تقول مصادر فيها اتفقت مع الطرفين خلال اليومين الماضيين على نشر الوحدة العسكرية المتفق عليها لكنها فوجئت باختلاف قيادات الطرفين على المواقع التي يجب أن تنتشر فيها الوحدة "يريدون الجيش يقع فقط مراقب على المواجهات بينهما ولا يريدونه يقف حائلا بينهما" كما يقول المصدر. يؤكد إحباط اللجنة الأنباء التي تحدثت عن اعتزام أحد أعضاء اللجنة الرئاسية (علوي باشا بن زبع) الانسحاب منها، لكن يحيى أبو أصبع أشار في حديثه إلى أن بن زبع أخذ إجازة من اللجنة، كون حدث عائلي طارئ استدعى سفره إلى مأرب لمعالجته، ومن المتوقع أن يلتحق باللجنة مجددا. ولا يزال أبو أصبع كما يقول متفائلاً، لكن القيادي في جماعة الحوثي صابر الشرجي قال بأن الوضع الآن ينذر في الغالب بحرب طائفية، مشيرا في تصريحه للصحيفة إلى أن المسار في دماج يسير باتجاهين، الأول يكمن في التعايش السلمي وهذا التوجه للسلفيين اليمنيين لكن صداهم ضئيل، والمسار الثاني لدى قادة الجماعة الأجانب أولاد الأحمر والذي يتجه نحو إشعال "حرب طائفية" "والحجوري لا يملك سلطة حقيقة على الأرض وقد سبق له وان أبلغ لجنة الوساطة بأن الأمر خرج من يده وصار في أيدي شيوخ القبائل التي تقاتل إلى جانبه، وثمة نوايا لدى تلك القبائل لقطع الخطوط التي تربط صعدة وحرض بصنعاء، تمهيدا لمواجهات محتدمة يتزعمها حميد وحسين الأحمر".
معركة سياسية لتتويه الحوار ويوافقه في ذلك عضو مؤتمر الحوار عن جماعة الحوثي علي البخيتي، الذي يعتبر ما يدور حاليا في دماج محاولة من قوى يقودها "حميد الأحمر" لنقل المعركة السياسية من موفنبيك إلى خارج صنعاء، ولا يستبعد نشوب حرب هناك. ويضيف البخيتي في تصريح ل"اليمن اليوم" أن تلك القوى صارت تدرك أن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ليست في صالح مشاريعها الخاصة، لذا تسعى حاليا إلى عرقلة مخرجاته من خلال إشعال حرب طائفية في الشمال "ولو كان حميد الأحمر يدرك أن مخرجات الحوار ستلبي طموحاته كان شارك فيه على الأقل"، مشيرا إلى أن صمت اللجنة الرئاسية تجاه ما يدور "مريب جدا". يضيف البخيتي "ثمة تصعيد من قبل بعض الأطراف والقوى والتي كان آخرها الوقفة الاحتجاجية في فندق موفنبيك، لكن أنصار الله هم في حالة دفاع عن النفس.