يكفي الزنداني أنه صاحب اكتشافات في مجال الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، فقلت: أولاً هو مجرد ناقل عن فريد وجدي ومصطفى محمود وآخرين قبلهما، وثانياً هذا الإعجاز موهوم، وثالثاً المعجز القرآني فريد لا يتكرر، فأي معجزة لنبي أو معجز في القرآن وقع مثله في الدنيا فلا يبقى ما في القرآن معجزاً، ولو استطعت تحيي الموتى لم تعد معجزة عيسى معجزة. وما ينقله الزنداني عن الغير كله وهم، مثل قولهم إن القرآن الكريم والسنة سبقا العلم الحديث في كشف براكين في أعماق البحار، ومنهم زغلول النجار الذي زعم أن هناك صخوراً منصهرة كالحمم المتدفقة من فوهة البراكين، تقع تحت مياه البحار التي أعماقها 4- 10 كيلو مترات، ولا تستطيع المياه إطفاءها لأن حرارتها أعلى من عشرة آلاف درجة مئوية، وإن هذه الظاهرة الكونية عرفت أواخر القرن العشرين، بينما تحدث عنها القرآن قبل 1400 سنة، فقال "والبحر المسجور"، وكذلك في الحديث "لا يركب البحر إلا حاج أو معتمر أو غازٍ في سبيل الله، لأن تحت البحر ناراً، وتحت النار بحر"! استدل بآية البحر المسجور، وتجنب معاني المسجور، وتجاهل أن الكلام عن يوم القيامة، وليس عن الدنيا.. واستدل بحديث الرسول الذي قصر ركوب البحر على ثلاثة فقط، وهذا لا يعقل، كما تحاشى الوقوف عندما جاء في الحديث "تحت البحر ناراً، وتحت النار بحر"! وهذا مخالف للمعهود وقوانين الطبيعة، كما لم تلمس بحراً سخنت مياهه ببركان. في القرآن أيضاً "إذا الشمس كورت، وإذا النجوم انكدرت، وإذا الجبال سيرت، وإذا البحار سجرت".. وأيضاً "إذا السماء انفطرت، وإذا الكواكب انتثرت، وإذا البحار فجِّرت".. والتسجير والتفجير سيحدثان للبحار يوم القيامة، إلى جانب انفطار السماء وانتثار الكواكب، وتكوير الشمس، وتسيير الجبال.. إلا إذا كانوا يرون أن ظواهر القيامة تحدث اليوم، لكن هل حدث شيء اليوم مما ورد في الآيات السابقة، هل انتثرت الكواكب مثلاً؟ هذا لو جاريناهم في فهم المسجور بمعنى الحامي، ففي كلام العرب: سجر الماء فجره، والبحر المسجور أي المملوء، وقد اختلف المفسرون في سُجِّرت، فقيل اشتعلت وقيل فاضت، وقيل المسجور، هو اليابس، وقيل هو بحر تحت العرش يمطر به العباد بعد النفخة الأولى.. وحتى لو افترضنا أن البحر المسجور هو المحمي أو الموقد، فهذا يكون يوم القيامة.