شكَّل رئيس المؤتمر الشعبي العام، الزعيم علي عبدالله صالح، لجنة وساطة من شخصيات وطنية بارزة والتوجه إلى منطقة دماج محافظة صعدة لوقف نزيف الدم جراء الحرب بين جماعة الحوثي والسلفيين بعد فشل جهود اللجنة الرئاسية. وقالت مصادر ل"اليمن اليوم" أن الوساطة التي كُلِّف الشيخ كهلان أبو شوارب بقيادتها حظيت بترحيب من قبل السلفيين، فيما لا يزال التواصل مع الحوثيين جارياً، لضمان نجاحها. وتضم الوساطة 16 شخصية من قيادات قبلية وبرلمانية بارزة. ونقلت وكالة (خبر) للأنباء أمس تصريحاً لرئيس مركز دار الحديث، رحَّب من خلاله بأية لجنة يشكِّلها المؤتمر الشعبي العام، أو أي طرف لإيقاف القتال بدماج، مشيداً بمبادرة رئيس المؤتمر الزعيم علي عبدالله صالح. وأوضح الحجوري أن للمؤتمر الشعبي العام والزعيم علي عبدالله صالح ثقله الخاص والكبير في اليمن. وعزا ذلك، لما يمتلكه الرئيس السابق "صالح" من خبرة في إدارة القضايا.. وأيضاً، لما يتمتع به من ثقل شعبي. يذكر أن جهود اللجنة الرئاسية التي شكَّلها رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي منذ أسابيع لم تلفح في الوصول بالطرفين إلى نقطة الهدنة ووقف المواجهات.. كما تعرَّض رئيس لجنة الوساطة أبو أصبع لمحاولة اغتيال أمس الأول أثناء مغادرتهم منطقة دماج، حيث تم إطلاق وابل من الرصاص تجاههم. ميدانياً استأنف الطرفان تبادل إطلاق النار بعد توقف دام لعدة ساعات.. وأفادت مصادر محلية بأن مواجهات بالأسلحة المتوسطة والثقيلة دارت رحاها في جبل النار بين قبائل موالية للسلفيين تنصب قطاعاً، كما تقول، رداً على حصار الحوثيين لدماج وأخرى موالية للحوثيين احتشدت من صعدة لرفع قطاع السلفيين.. وأشارت المصادر إلى سقوط قتلى وجرحى بين الطرفين، لكن لم تتم حتى اللحظة معرفة الرقم الحقيقي للضحايا وسط تكتُّم الطرفين. إلى ذلك كشفت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" أن قياديّيْن بارزين أحدهما سعودي مطلوب إلى حكومة بلده قُتلا عصر أمس في منطقة كتاف، إحدى جبهات القتال التي تشهدها محافظة صعدة منذ شهر إثر الصراع المذهبي والنفوذ القبلي بين مسلحين سلفيين ورجال قبائل يتبعون أبناء الأحمر من جهة، وبين مسلحي أنصار الله من جهة أخرى. وقال المصدر الأمني الذي حبذ عدم ذكر اسمه إن عبدالله بن حمود الشهري، سعودي الجنسية، وهو مطلوب أمنياً للمملكة على خلفية تهم بالانتماء لتنظيم القاعدة، قُتل عصر يوم أمس في منقطة كتاف الواقعة على بعد 90 كم شمال محافظة صعدة، وهو يقاتل في صفوف السلفيين كأحد القياديين الميدانيين في المعارك الدائرة في منقطة كتاف. وأضاف المصدر أن قيادياً آخر يدعي ناصر مسعود بن عبادة، 44 عاماً يمني الجنسية، قُتل أيضاً في نفس المعركة التي دارت يوم أمس.. وقال المصدر الأمني إن عبادة يعتبر أحد القياديين الذين كانوا يديرون المعارك في المنطقة أيضاً. وأضاف المصدر الأمني أن المواجهة التي حدثت عصر أمس أسفرت أيضاً عن جرح ثلاثة مسلحين آخرين من أتباع السلفيين، اثنان منهم سعوديا الجنسية وهم: حمود مرواس الغامدي، سعودي الجنسية، عبدالله حمد النجيري، سعودي الجنسية، وحسين محمد الوائلي، يمني الجنسية.. ووفقاً للمصدر الأمني، فقد تم إسعاف الجرحى بعد أن سمح لهم أنصار الله بناء على أحد الوساطات القبلية. ودعا شيوخ قبائل محافظة حجة- في اجتماع طارئ عقد أمس في مديرية عبس برئاسة رئيس فرع المؤتمر بالمحافظة الشيخ فهد دهشوش- طرفي النزاع في حرض إلى الوقف الفوري للقتال ورفع كافة النقاط المستحدثة. وأكد شيوخ القبائل، الذين اجتمعوا في منزل عضو البرلمان علي بن علي الطيب، على سلمية مدينة حجة واستيعابها للجميع، معبرين في بيان لهم، حصلت الصحيفة على نسخة منه، عن رفض أبناء المحافظة لأية محاولة من شأنها إثارة الفتنة الطائفية وتوسيع رقعة الصراع إلى حجة. وأشار البيان إلى أن اللجنة سوف تتوجه اليوم إلى المزرق لإقناع الأطراف هناك بضرورة رفع النقاط، وأي طرف سوف يرفض سيقف أبناء المحافظة ضده.. كما عبَّر شيوخ القبائل عن استعدادهم الذهاب إلى دماج لقيادة وساطة بين طرفي النزاع، "شريطة وقف المواجهات في حرض وبناء على رغبة الطرفين ونحن طرف محايد"، وفقاً لما ورد في البيان.