لم تتوقف الحرب في صعدة بين السلفيين والحوثيين إن لم تزد شراسة حيث يقوم كل من الطرفين بمواصلة حشد مناصريه في محاولة للتقدم والسيطرة على مزيد من التباب والجبال بغرض حسم المعركة. وفي إطار تدخل الأطراف لنصرة دماج ومواجهة الحوثيين، وهو مالا يدل على أن موقفهم على الأرض قوي، اعتبر أن هذه الهجمة كشفت عن مدى الإجرام الذي تمارسه جماعة الحوثي باسم آل البيت، وقال إن آل البيت منهم براء. وفي كلمة مرئية للقيادي البارز في تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب حارث بن غازي النظاري، شبه حصار دماج من قبل الحوثين بحصار غزة وحمص وحصار ذرية الحسين في وقعة كربلاء. وعبر النظاري عن تضامن القاعدة التام مع أهالي دماج وغيرها في كتاف وعمرانوحجة التي قال إن جماعة الحوثي بغت عليها. ودعا النظاري في كلمته إلى الاتحاد والتعاون والتعاضد ونبذ الخلافات من أجل مواجهة العدو الواحد حد وصفه، وأضاف أنهم لن يخذلوا أهالي دماج وبشرهم بالنصرة والمدد، وفي حديثه فقد وصف الحكومة بالعميلة وأضاف أنها باعت شعبها ليقتلهم القريب والبعيد. وأشار النظاري إلى عدم تدخل الجيش من أجل إنقاذ أهالي دماج من بطش الحوثي، وفي المقابل ملاحقة ما سماهم "أنصار الشريعة في حضرموت وأبين والمحفد". ووجهة رسالة إلى جماعة الحوثي قائلاً: إن استهتاركم بدين المسلمين؛ بالقدح والسب لرموز الإسلام؛ من الصحابة الأطهار، وما يتبع ذلك من حرب إبادة؛ تشن على أهل السنة؛ سيجركم إلى مصير من بغى وظلم قبلكم، من الفاطميين الباطنيين، الذين اعتدوا على المسلمين في مصر، حتى أنقذها الله بصلاح الدين، وغيرُ بعيد عنكم ما جرى في اليمن لدولة علي ابن الفضل الإسماعيلية الباطنية التي تسيرون على خطاها في الظلم والبغي واستباحة الدماء. وقال النظاري إن جرائم الحوثي ضد أهل السنة لن تمر دون عقاب أو تأديب. من جهته وفيما مازالت جبهة عمران هادئة وفي إطار التحضير والحشد، قال الشيخ حسين الأحمر إن الإعتداء على دماج من قبل الحوثيين ليس بالاعتداء الأول وإنه الاعتداء الخامس. وأضاف الأحمر في مداخلة له على قناة «صفا» إن «مايقوم به الحوثيون من اعتداء وحصار وقتل وتشريد وتنكيل لإخواننا في دماج أكثر ممايقوم به اليهود في فلسطين». وأكد أن القبائل لن تظل مكتوفة الأيدي وعلى الحوثي أن يعلم علم اليقين أن نهايته ستكون في دماج وأنه يحفر قبره بيده ، مشيرا إلى أنه إذا كان يعتقد أن أبناء القبائل يخشون الموت فهو كاذب. وتابع الأحمر: «نحن أبناء القبائل نعاهد الله أن نقف مع أبناء دماج وواجب علينا نحن القبائل أن نقف مع أهل السنة في دماج وأن نكون يدا واحدة لنصرتهم» ؛ لافتا أنه إذا استمر الحوثي في بغيه فسوف تفتح عدة جبهات لمناصرة أبناء دماج. ووعد أنه «سيحشد وسيبذل ماله وما يمتلك من رجال وأنه مستعد أن يبذل دمه من أجل نصرة أبناء دماج». وإذ عادت اللجنة الرئاسية التي يرأسها يحيى منصور أبو أصبع إلى القصر الجمهوري في مدينة صعدة بعد أن احتجزهم الحوثيون لحوالي الساعة بحجة إنزالهم مراقبين في مواقعهم واستثناء مواقع السلفيين، تشتد وتيرة المعارك في جبهة كتاف حيث تأكد مقتل القيادي السلفي أبو اسحاق الشبامي الناطق الرسمي للسلفيين في جبهة كتاف أثناء مشاركته القتال، وبحسب بيان عن أهالي دماج فإن ثلاثة من أبناء دماج بينهم طفل قتلوا يوم أمس الثلاثاء في ظل استمرار قصف الحوثيين على منطقة دماج، وأوضح البيان أن القصف بالأسلحة الثقيلة ما زال مستمرا وبشكل كثيف وأن تكتيكا جديدا بدأ الحوثيون في استخدامه وهو استهداف الأطفال وقصف البيوت بشكل مروع. وقال القيادي في دماج أبو إسماعيل الوادعي إن الحوثيين كثفوا من عملية القنص المحترف مركزين على كافة مداخل المساكن ودار الحديث. مشيرا إلى أن معارك شديدة تشهدها كتاف منذ الاثنين بصورة مستمرة، لافتا إلى أن السلفيين عملوا على تشكيل حزام أمني للجبهة وتحجيم تواجد الحوثيين. وأوضح أن الحوثيين يحاولون قطع الطريق الرئيسي البقع - كتاف لمنع امداد السلفيين. وذكر أن هجوما عنيفا شنه الحوثيون على قبيلة العوالق وقبائل يافع المساندة لهم بجبهة كتاف وبالتحديد بمنطقتي «الفحلوين» و «شملل». وفيما تتوالي الوساطات لمنع استمرار قتال صعدة حيث تحدثت مصادر إعلامية عن وساطة كبيرة من الرئيس السابق علي عبدالله صالح وصلت إلى منطقة دماج محافظة صعدة لوقف نزيف الدم بين الحوثيين والسلفيين في صعدة. وإذ نفى الشيخ الحجوري وصول اللجنة إلى دماج فقد أكد ترحيبه بأية وساطة من أيٍ كان تهدف إلى وقف القتال أثناء تلقيه اتصالا من صالح. وعلى ذات السياق منعت مجاميع سلفية مسلحة موكبا قبليا شارك فيه برلمانيون و أعضاء في السلطة المحلية و عدد من المشايخ و الوجهاء في محافظة حجة، من الوصول إلى منطقة المواجهات بين السلفيين و الحوثيين التي تدور بينهما في منطقة الفج على بعد "3" كم شمال مدينة حرض. بعد أن كان هؤلاء أقروا في اجتماع لهم قبل يوم أمس التحرك صباح أمس بموكب كبير لمنطقة الفج لوقف المواجهات، ورفع المسلحين من المنطقة، وبحسب موقع يمنات فقد نصب السلفيون بقيادة توفيق القدمي شقيق أمين عام محافظة حجة، الموقوف من قبل وزير الإدارة المحلية على ذمة قضايا فساد نقطة تقطع على بعد حوالي "13" كيلو من مدينة حرض باتجاه مدينة عبس منعت البرلمانيين و الوجهاء و المشايخ من المرور وعاد الموكب المكون من قرابة "300" سيارة ظهر اليوم إلى مدينة شفر، لعقد اجتماع لتدارس الأمر. و قال ل"يمنات" مصدر مقرب من كبار المشايخ إن من ضمن الأمور المطروحة فرض حصار على المجاميع السلفية، سواء تلك التي استحدثت قطاعا مسلحا على بعد 13 كيلو من حرض، أو تلك المتمركزة في جبل النار.