تعرض للمرة الثانية رئيس لجنة الوساطة الرئاسية في صعدة لإطلاق نار ولكن هذه المرة من قبل جماعة السلفيين أعقبه على التوالي حصار مسلح من قبل الحوثيين، فيما تواصلت أمس المواجهات في دماج وكتاف وأسفرت عن قتلى وجرحى من الجانبين. وقال ل"اليمن اليوم" رئيس اللجنة يحيى منصور أبو أصبع "تفاجأنا بإطلاق نار كثيف باتجاه سيارتنا من قبل سلفيين رافضين نشر المراقبين في مناطقهم". وأوضح كنا اتفقنا بعد عصر أمس الأول مع رئيس مركز دار الحديث السلفي الشيخ يحيى الحجوري، على نشر الرقابة في مناطقهم كما هو الاتفاق ذاته مع الحوثيين، لكننا فوجئنا ونحن متجهون لنشر المراقبين بإطلاق النار علينا من قبل السلفيين وحاصرونا لمدة 15 دقيقة "إن حاولنا نتقدم أطلقوا النار إلى أمام السيارة وأن حاولنا نتراجع أطلقوا النار إلى الخلف". وأضاف: تواصلنا معهم وقالوا إنهم لم يبلغوا بالاتفاق والسماح لنشر المراقبين مع أننا كنا خارجين للتو من مركز دار الحديث ثم اتصل بي الشيخ الحجوري رئيس المركز، وللأسف فوجئت أنه أصبح غير موافق على ما كنا قد اتفقنا معه. وقال أبو أصبع: بعد ذلك عدنا أدراجنا إلى مقر إقامتنا في مدينة صعدة غير أن أنصار الله (الحوثيين) لم يفوتوا هذا الخطأ الذي ارتكبه السلفيون تجاه اللجنة، حيث فوجئنا ونحن في منطقة الخانق (العبدية) بأطقم رشاشة تابعة للحوثيين تحاصرنا من كل اتجاه ولسان حالهم " مافيش أحد أحسن من حد وليش السلفيين شجعان يطلقون النار على اللجنة واحنا لا". لافتاً إلى أن حصار الحوثيين لهم امتد من السادسة وخمس دقائق مساءً حتى السادسة و45. وسرد أبو أصبع أن الاتفاق أمس الأول كان على أساس نشر المراقبين (وليس الجيش) من الطرفين في موقعين (النقوع والأحرش) وهي مواقع مطلة على دماج يسيطر عليها الحوثيون، لتثبيت وقف إطلاق النار. وقال أبو أصبع إن جبل البراقة وهو الموقع الوحيد التابع للسلفيين في منطقة دماج يتمركز فيه مسلحوهم بالأسلحة الثقيلة قد تم استبعاده من أية اتفاقيات، في إشارة إلى أنه سيبقى تابع للسلفيين، وقال: "استبعدنا جبل البراقة لأنه أصبح بالنسبة للسلفيين مسألة حياة أو موت" من جانبه نقل موقع (الرشاد برس) المقرب من السلفيين أن جماعة الحوثي طردت أمس اللجنة العسكرية المكلفة من الرئيس هادي بالانتشار على المناطق التي تقع بين الحوثيين ومركز دماج. وأشار رئيس لجنة الوساطة الرئاسة إلى أن صعدة تعيش أوضاعاً صعبة جراء الحصار المفروض عليها من عمرانوحجة. وقال أبو أصبع في سياق تصريحه ل"اليمن اليوم": هذا الحصار وتحديداً في حرض أثر على الأوضاع التنموية في مدينة صعدة بشكل كبير حتى أن سعر الاسطوانة الغاز كما أبلغنا المواطنون وصلت اليوم (أمس) إلى 3 آلاف ريال. يذكر أن رئيس اللجنة كان قد نجا من موت وصفه بالمحقق عندما فوجئوا بإطلاق نار كثيف من قبل الحوثيين مطلع الأسبوع. ميدانياً تواصلت أمس المواجهات بين جماعة الحوثي والسلفيين في جبهتي دماج وكتاف بمحافظة صعدة أسفرت عن قتلى وجرحى من الطرفين. وقالت مصادر ميدانية متطابقة ل"اليمن اليوم" إن أربعة أشخاص على الأقل من السلفيين قتلوا أمس بينهم أبو إسحاق الشبامي ناطق جبهة كتاف عندما استهدفته قذيفة أطلقها مسلحو الحوثي في الاشتباكات المستمرة بينهما منذ أسابيع. وقتل أمس الأول قائد جبهة كتاف (الوائلي) وذكرت المصادر أن ثلاثة من السلفيين في دماج بينهم الطفل صالح محمد مطلق الشاعث (10 أعوام)، نبيل الحواتي، أبو حمزة الماليزي) قتلوا فيما يتحفظ الحوثيون عن ذكر ضحاياهم. وفي مديرية حرض أفادت مصادر محلية عن اندلاع مناوشات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين مسلحين سلفيين ينصبون قطاعاً لليوم الخامس على التوالي وآخرين من أنصار الحوثي يحاولون رفع القطاع بالقوة. وأشارت المصادر إلى أن انفجارات عنيفة هزت منطقة فج حرض حيث تدور المواجهات، مشيرة إلى أن المواجهات أعقبت محاولة الحوثيين إدخال مواد غذائية عن طريق الخط الترابي القديم. وتتزامن المواجهات مع وصول لجنة قبلية بقيادة رئيس فرع مؤتمر حجة الشيخ فهد دهشوش إلى وادي حرض بغية الالتقاء بطرفي النزاع. وقال مصدر في لجنة الوساطة القبلية ل"اليمن اليوم" إن شيوخ قبائل حجة المجتمعين في عبس أمس الأول أبلغوا قيادة السلفيين والحوثيين بمخرجات الاجتماع القبلي. وأشارت المصادر إلى أن أحد أعضاء لجنة الوساطة الشيخ محمد صالح الزعكري تقدم خلال اجتماع شيوخ القبائل في وادي حرض بمبادرة جديدة تقضي برفع نقاط الحوثيين من مديرية مستبأ محافظة حجة مقابل رفع السلفيين للقطاع في منطقة فج حرض. واتفق شيوخ القبائل على المبادرة على أن يتم عرضها اليوم على قيادات سلفية وحوثية في حرض. وتوقعت المصادر أن تستمر جهود لجنة الوساطة في مساعيها لمنع نقل معركة دماج إلى حجة.