سادت حالة من التوتر بين الحملة العسكرية والأمنية ومسلحين قبليين قاموا بتفجير أنبوب النفط في الكيلو 104 الأحد الماضي بمنطقة حباب مديرية صرواح محافظة مأرب. وقال مصدر عسكري رفيع ل"اليمن اليوم" إن الحملة المكونة من أفراد اللواء 312، والقوات الخاصة، وقوات الأمن العام، وقوات الأمن الخاص (الأمن المركزي سابقاً)، أُمرت بالتقدم نحو الأنبوب، الذي يتمركز بالقرب منه العناصر المفجرة من آل الردماني بقيادة صالح الردماني، والتي تمنع الفريق الهندسي من إصلاح الأنبوب حتى يتم تنفيذ مطالبهم. وأضاف المصدر أن رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، تواصل مع قيادات الحملة، ووجّههم شخصياً بعدم التفاوض والرضوخ إلى مطالب مفجري الأنبوب، وأمرهم بالقبض عليهم وتسليمهم للجيش، والسماح للفريق الهندسي بإصلاح أنبوب النفط، وإخراج المواطنين من منازلهم أثناء عملية القصف على العناصر في حال رفضهم مرور الفريق الهندسي. وأكد المصدر أن الأسر خرجت من منازلها بعد الإنذار بعملية القصف، وأمهلت قوات الجيش العناصر أقل من 24 ساعة للسماح للفريق الهندسي بإصلاح الأنبوب. فيما أكد صالح الردماني منفذ التفجير ل"اليمن اليوم" أن العناصر من قبيلة الردماني وبقيادته مستعدين بكامل أسلحتهم ومعداتهم للتصدي لأي هجوم قد تشنه قوات الجيش عليهم، وأضاف الردماني "إننا لن نسمح للفريق الهندسي بإصلاح الأنبوب حتى يتم تنفيذ مطالبنا بصرف التعويضات عن الأضرار التي لحقت بمنازلنا عقب قصف الجيش في 2012 على العناصر المخربة، وأن السيناريو يعود مرة أخرى باستعداد الجيش لقصف المنطقة رغم أن مطالبنا مشروعه" حسب تعبيره.. مضيفاً "هناك عناصر أخرى ستطالب بتنفيذ مطالبنا عقب القصف علينا من قبل الجيش وستقوم بأعمال تخريبية".. وأن على الحكومة والمحافظ صرف التعويضات، ومن ثم فإنهم سيقومون بالسماح بإصلاح الأنبوب. وكان رئيس الجمهورية وجّه الأسبوع الماضي الشيخ عبدالقوي شريف والمحافظ سلطان العرادة بصرف التعويضات عن الأضرار، وصرفت الحكومة (100) مليون للمتضررين إلا أن المحافظ تلاعب بالأوراق وقام بصرف مبالغ لعناصر مخربة تنتمي إلى حزب الإصلاح وأدخلها في اللجنة رغم عدم تضرر منازلهم. وأوضحت تقارير اقتصادية سابقة أن اليمن يتكبد خسائر كبيرة أثرت على الاقتصاد الوطني، جراء عمليات التفجير المتكررة لأنابيب النفط، التي تقوم بتنفيذها عناصر مسلحة قبلية تحت مبرر مطالب لدى الحكومة. وتشير التقارير إلى تكبد خزينة الدولة ما يقارب 15 مليون دولار كل يوم يتوقف فيه تصدير النفط من حقول مأرب، بالإضافة إلى التكاليف الباهظة لعمليات إصلاح أنابيب النفط. وتعتمد اليمن على الصادرات الخام لدعم احتياطات النقد الأجنبي وتمويل ما يصل إلى 70% من الإنفاق، وينتج اليمن نحو 300 ألف برميل من النفط يومياً، ويتم تصدير معظمه إلى الخارج.