رفع جناح صقور مؤتمر الحوار تقرير العدالة الانتقالية إلى الرئيس هادي بعد أن التبس عليهم الفرق بين المفروض والمرفوض.. ولسان حال الرفض إذا سبرت حصلنا على السكين وإن اعتوجت اعتبرناها شريم.. . ظهر من رفعوا تقرير العدالة الانتقالية مشدودين في قاعة الموفنبيك بخيوط إلى مطابخ خارج الفندق، فإذا تحقق لأصحاب الخيوط ما أرادوه فأنعم وأكرم، وإن تعطلت طموحاتهم عند الرئيس فقد أدوا ما عليهم وأخلوا العهدة.. قائلين: ما نفعل.. إنها إرادة الرئيس. . من يتأمل تصورات العدالة الانتقالية في شقها المتعلق بالعزل السياسي سيرى أفكاراً يبدو بعضها كما لو أنها عاهة تمشي على قدمين، حيث أخذ كل مكون أو أكثر الموضوع من زاويته الذاتية غير الموضوعية.. وهو ما فهمه الرئيس هادي عندما قال في رسالته الشفوية إلى الرئيس السابق وفقاً لعناوين صحيفة الميثاق الصادرة عن المؤتمر الشعبي "قولوا له إحنا إخوة، ورفاق، والعزل السياسي موضوع غير مقبول ولا يخدم الوفاق وسيتم سحبه، والشعبي حزبي وعصاي، وأنا منه وإليه". . كنت توقفت أمام تحليل صحفي ذكي ناقش مواقف الأطراف السياسية من الحصانة والعزل السياسي، فكشف الغطاء عن أحزاب نظر كلٌّ منها إلى الأمر من زاوية الذاتي وليس من باب المصلحة العامة.. . الحوثي والحراك والرشاد والمرأة والشباب قلبوا للمبادرة الخليجية والإجراءات الدستورية لقانون الحصانة ظهر المجن، حيث لا بد من إسقاط صفة السيادة عن قانون الحصانة على أساس أنهم متحررون ولم يسبق لهم وأوغلوا في السلطة. . والاشتراكي والناصري وقائمة الرئيس رأوا منع الحصانة عمَّن شملهم قانون الحصانة من التمتع بها ومن مزاولة العمل السياسي معاً، معتقدين أن في ذلك تقرباً من الرئيس زلفى. . أما الإصلاح فقد تموضع حول القول "الذي تكسب العب به"، فكل من شملته الحصانة وتأكد تورطه بارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان بعد صدور قانون الحصانة ترفع عنه الحصانة ويحاكم على انتهاكات ما قبل وما بعد الحصانة، طمعاً في مواصلة التمكين باستحضار نصف عفا الله عمَّا سبق الحصانة فقط لا غير. . رؤى لا تخالف التوافق وتتصادم مع المبادرة الخليجية فحسب، وإنما تكشف عن فجور سياسي، حيث ما هو حرام هناك حلال زلال هنا، مع أن الأحداث والأخطاء والحصانة هي نفسها. . في معرض نقاش مع زملاء حول ذات القراءة سألني أحدهم قائلاً: وأنت أين هو موقفك؟ هل أنت مع تصور الحوثي والحراك والرشاد والمرأة والشباب أم مع الاشتراكي والناصري وقائمة الرئيس أم مع رؤية الإصلاح؟ قلت له كثير من الثياب الصادرة عن مشغل الحوار تصدر من خياطين غير مهرة، وإلا كيف تكون الحصانة جماعية فيما العزل السياسي انتقائي؟! ثم غادرت المكان على القول: أنا مع أن يقوم كل طرف بإصلاح سيارته.. لأن أي عزل سياسي سيذهب بالجميع إلى السجن المركزي.