وسط ركام من قطع الزجاج المهشَّم وكتل الاسمنت المبعثرةوالسيارات المحترقة، أمام مديرية أمن المنصورة، جراء التفجير الذي استهدفها أمس،تجمع عشرات من أهالي المدينة وأطلقوا العنان لغضبهم من الإخوان المسلمين، فهتفبعضهم: "الشعب يريد إعدام الإخوان". وأعلنت وزارة الداخلية في مصر، أمس، حالة التأهب القصوىفي جميع المرافق الحيوية في البلاد، بعد التفجير الذي استهدف مديرية أمن الدقهليةشمال البلاد وخلف 14 قتيلاً. وقال مصدر أمني إن وزارة الداخلية دفعت بمجموعات قتاليةحول مداخل المدن على مستوى الجمهورية، لمواجهة "العمليات الإرهابية"،بالإضافة إلى تشديد الإجراءات الأمنية بمحيط مديريات الأمن والمنشآت الشرطيةوالهامة بالدولة، وانتشار أجهزة الكشف عن المفرقعات وعمل حواجز أمنية متحركة وثابتةعلى المحاور الرئيسية. كما أشار المصدر إلى أنه "تم منح تلك المجموعاتصلاحية استخدام الذخيرة الحية ضد أي شخص يقوم بالتعدي على أية منشأة". كما قررت الوزارة تكليف مجموعات عمل أمنية تجوب الطرقالزراعية والصحراوية الرابطة بين المحافظات والمدن في شكل دائم تهتم بتفتيشالسيارات وتوقيف حائزي الأسلحة والممنوعات، بحسب ذات المصدر. ووقع الانفجار في وقت مبكر من الثلاثاء بمقر مديريةالأمن في مدينة المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية، التي تبعد نحو 110 كيلومتراتشمالي القاهرة، ما أدى إلى مقتل 14 شخصاً، من بينهم ثمانية من رجال الشرطة، وإصابة134 آخرين من بينهم مدير الأمن ومساعده. من جانبها، اتهمت الحكومة المؤقتة جماعة الإخوان المسلمينبتدبير الهجوم، واصفة إياها ب"التنظيم الإرهابي". ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن رئيس الوزراء المصريالببلاوي قوله إن التفجير "عمل إرهابي بشع، الغرض منه ترويع الشعب حتى لايستكمل طريقه في تنفيذ خريطة الطريق". لكن الجماعة أدانت في بيان لها التفجير، معتبرة إياه"هجوماً مباشراً على وحدة الشعب المصري"، وطالبت بالبحث عن الجناةوتقديمهم إلى العدالة. ويعدُّ هذا أول هجوم بهذا الحجم في منطقة الدلتا شماليمصر، ما يمثل انتشاراً للعنف الذي اتسم به الوضع في مصر خلال الأشهر القليلةالماضية في منطقة جديدة ويقترب أكثر إلى القاهرة.
خبراء وأكد خبراء أمنيون أن الدوافع الانتقامية والرغبة فيتعطيل عملية الاستفتاء، ومنع إجرائه، واستدراج البلاد إلى الانفلات الأمني، والحربالأهلية، تقف وراء حادث التفجير لسيارة مفخخة، الذي طال ودمَّر مديرية أمنالدقهلية. وأشار الخبراء إلى أن جماعة الإخوان وأنصار الرئيسالمعزول، يخوضون المعركة الأخيرة، بمثل هذه التفجيرات. وقال الخبير الأمني خالد عكاشة ل"العربية. نت"،إن الدارس لتاريخ جماعة الإخوان المسلمين يدرك جيداً أن الإخوان يسعون إلى"الخلاص"، وأنه كلما اقتربت ساعة الخلاص بالنسبة لهم يزدادون عنفاًوحدّة، مفسراً بأن "الخلاص" لهم الآن هو منع إجراء الاستفتاء وتعطيله،ولذلك يسعون إلى إدخال البلاد في حالة انفلات أمني واسعة، بمثل هذا التفجير الذياستهدف مديرية أمن الدقهلية، وأوقع هذا الكمّ من القتلى والمصابين. وأضاف عكاشة أن "الخلاص" لشعب مصر من هذهالحالة المتردية، هو إجراء الاستفتاء وإتمامه، لأن من شأنه أن يقضي على آخر أمل للإخوان،ويحرق تماماً ورقة "الشرعية" المزيفة التي يلعبون بها. من جانبه، قال الخبير الأمني اللواء عماد أبو الفتوحمساعد وزير الداخلية الأسبق، ل "العربية. نت"، إن حادث التفجير يأتي فيسياق الأعمال الانتقامية بين الإخوان أو الجماعات الموالية من ناحية، وبين أهاليالدقهلية والشرطة في الجانب الآخر، مشيراً إلى حادث ذبح الإخوان ل"سائقالمنصورة"، وإحراق سيارته، وهو ما ترتب عليه إجراءات أمنية وشرطية بالقبض علىالمتهمين، وغضب من الأهالي انعكس بأفعال غاضبة وانفعالية على الإخوان هناكومنشآتهم التجارية هناك، في ظل أجواء مسمَّمة بالتعصب، والانقسامات، وفرقة تتعمقبنفوس المصريين.