تبنت جماعة "أنصار بيت المقدس"، التي تتخذ من سيناء معقلا لها، الهجوم الذي استهدف مديرية أمن المنصورة في الدقهلية أمس. وأعلنت الجماعة في بيان بث على المواقع الجهادية عن مسؤوليتها عن استهداف مديرية أمن الدقهلية الذي وقع فجر الثلاثاء وأسفر عن مقتل 15 شخصاً وإصابة أكثر من 100 شخص، ونوه البيان بالانتحاري "أبو مريم" منفذ أحد أشد العمليات عنفا في مصر منذ عزل الرئيس مرسي مطلع يوليو الماضي. وقد تبنت جماعة أنصار بيت المقدس عدة اعتداءات استهدف أعنفها في سبتمبر الماضي موكب وزير الداخلية. وجددت الجماعة دعوتها للضباط والمجدين بترك الخدمة مع “ميليشيات السيسى ومحمد إبراهيم”، مشيرة إلى أنها تحارب وتستهدف جميع أركان النظام الحالي. ووجهت الجماعة حديثها للمصرين قائلة: “كل مسلم استجب لأمر ربك ولا ترضى بالذل والهوان، ولا ترضى بغير شرع الله دستورا وحكما، وما سلكنا سبيل الجهاد إلا دفاعا عن المسلمين وأعراضهم”. ونصحت الجماعة المصريين بعد التواجد بالقرب من المقار الأمنية العسكرية حرصا على حياتهم ودمائهم. وكانت قد اشارت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية – في سياق تقرير نشرته اليوم على موقعها الإلكتروني – إلى أن التفجير الذي استهدف مديرية الأمن بالمنصورة بمحافظة الدقهلية يأتي بعد يوم من تحذير أطلقته جماعة أنصار بيت المقدس، المرتبطة بتنظيم القاعدة، للجيش بسحب قاعدة عملياته من شبه جزيرة سيناء وإلا سيواجه تصعيدًا للعنف. ونقلت الصحف المصرية اليوم معلومات تفيد بأنه تم إلقاء القبض على مجند يشتبه في انتمائه إلى جماعة الإخوان أثناء قيامه بتصوير مبنى أمن الدقهلية، إضافة إلى شاب إخواني آخر يملك محل كومبيوتر في المنصورة. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية، نقلا عن مصادر أمنية في مطار القاهرة، أن المجند وجد هو وشاب آخر وبحوزتهما جهاز كومبيوتر محمول يضم تصويرا كاملا لأحداث العنف التي وقعت في جامعة المنصورة الشهر الماضي، إضافة إلى صور تم التقاطها بالكاميرا التي ضبطت في حوزتهما لنقاط تمركز القوات المكلفة بتأمين مديرية أمن الدقهلية، وتصوير للمبنى من عدة زوايا مختلفة. سيناريو التفجير وعن السيناريو الذي تمت به عميلة التفجير فقد نقلت "اليوم السابع" عن مصادر أنه ناتج عن خرق أمني حيث كان هناك اجتماع تعقده مديرية الأمن يضم المدير ومساعديه لبحث سبل تأمين الاستفتاء على الدستور المقرر يومي الرابع وال15 من يناير المقبل. وأضافت المصادر أن الجناة رسموا سيناريو الجريمة بناء على توصلهم إلى اجتماع المديرية ومن ثم قاموا بتفخيخ السيارة ووضعها قرب المبنى، وبحسب الصحيفة فإن الجناة كانوا يعتمدون على معلومات تصلهم عن مواعيد الاجتماعات وتجمع أكبر قدر من القيادات الأمنية لتنفيذ أعمالهم الإرهابية. كما أن المعلومات الأولية تشير إلى أن الملاحقات الأمنية للإرهاب في سيناء جعلت عددا منهم يهرب الى محافظات الدلتا. واستبق اعتداء المنصورة وضع اللبنة الأولى لخريطة الطريق في مصر ألا وهي الاستفتاء بشأن مشروع الدستور الجديد الذي أعلنت جماعة الإخوان مقاطعته. وخلفت عملية الدقهلية خسائر بشرية ومادية بالجملة، فنحو 15 قتيلا وأكثر من 100 جريح سقطوا في انفجار اتسع محيطه على نحو عشرين كيلومترا. وكانت السيارة التي استخدمت في الانفجار محملة بعشرات الكيلوغرامات من المتفجرات ما أسفر عن انهيار واجهة مبنى المديرية وانهيار جزئي في عدد من المباني القريبة، بينها مجلس مدينة المنصورة والمسرح القومي والمصرف المتحد إضافة الى تحطم أكثر من عشرين سيارة منها ما هو تابع للشرطة ومنها ما هو على ملك مواطنين. رئيس الوزراء حازم الببلاوي الذي أعلن بعيد اعتداء المنصورة جماعة الإخوان جماعة إرهابية عاد بتصريح لاحق لا يتضمن أي اتهام مباشر للجماعة بالوقوف وراء العملية التفجيرية. وقام الآلاف من أهالي المنصورة بتشييع الضحايا من مسجد النصر بالدموع والهتافات المعادية للإخوان. موكب لم يخل من صور الرجل القوي في البلاد وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي قبل أن تغرب شمس يوم كتب بالدم سطرا آخر في تاريخ مصر.