أكبر كذبة صرنا نسمعها على الدوام هي: كل عام والوطن بخير . من أين سيأتي الخير ونحن في كل يوم ننام ونصحو على أصوات "قوارح " وأخبار كوارث لا ترحم . تمر السنين في اليمن لكأنها حمولة ثقيلة. ساعات الفرح مقارنة بساعات " الضبح " تبدو يتيمة، وحتى الفرح أصبح لئيما ولم يعد يبني مع غالبية الناس حتى ولو مجرد علاقة سفري. في حين تتصدر الكآبة قائمة أهم الأخبار اليومية . إنسان اليمن في المجمل العام أصبح - خصوصا منذ 2011 وحتى 2013 - كائنا حيا ينتظر الموت. لا جديد في حياته غير ربطات عنق "بن عمر". باختصار، السعادة بالنسبة إلى إنسان اليمن المتعب من كل الجهات أصبحت واحدة من مفردات الخيال العلمي. علي صالح وعلي محسن وعيال الأحمر، يعرفون تماما أن اليمن في غيابهم ستكون أفضل، ومع هذا ستجد أنهم أتحفوا اليمنيين بمزيد من خصوماتهم ومزيد من ألاعيبهم ومزيد من الالتفاف حول آمال وتطلعات هذا الشعب الذي لم يعد يعرف طعما للسكينة وللهدوء . عبد المجيد الزنداني الذي وعد باكتشاف علاج للفقر، يزداد غنى، والشعب جاوع . والثورة التي قالت أنها ستنقل اليمنيين إلى أحلام الدولة المدنية،لم تفعل شيئا أكثر من أنها تحولت إلى سلم لعبور التافهين والانتهازيين واللصوص، كما وتحولت أحلام شباب الساحات إلى صداع مزمن.. والى قهر جديد.. قهر مضاعف، تارة باسم الدين، وأخرى باسم أهداف الثورة، وتارة ثالثة باسم اليمن الجديد! أين هو هذا الجديد؟ والله مالي علم . اليمن الجديد هو الآخر كذبة - تشبه تماما – كذبة توليد الطاقة بالنووي.. وكذبة: لو غادر علي صالح وأولاده، سأغادر، وفي المجمل العام، لا الطاقة النووية نورتنا، ولا الجنرال المُظلم غادرنا .. ولا "الزعيم" ذهب إلى إجازة طويلة يكتب فيها مذكراته، ويعيش كأي يمني أصبح جزءا من التاريخ، ولا أحزاب اللقاء المشترك قدمت أداء يغري المواطنين لركل المؤتمر الشعبي العام باعتبارهم البديل الثوري (حلوة هذه البديل الثوري) ولا المؤتمر الشعبي العام لملم صفوفه بطريقة مختلفة وخرج للناس ببرنامج له ملامح دولة مدنية واضحة. جميعنا للأسف – غارقين في حيص بيص، في وحل من الأكاذيب ومن الأمنيات العجوز.. و.. كل عام و" التُتن " بخير ...! [email protected]