بدأ العد العكسي لانطلاق جولة حرب أخيرة بين جماعة الحوثي وجماعة الإخوان، تأجلت بفعل وساطات رئاسية وأخرى قبلية. وفي مؤشر على خوض جولة حاسمة، أرسل زعيم جماعة أنصار الله (الحوثيين) يوم أمس إلى محافظة عمران نحو ألف مقاتل من كتائبه (الحسينية) الأكثر تدريباً. وقالت مصادر "اليمن اليوم" إن المقاتلين الذين قدموا من محافظة صعدة، مزودين بمختلف الأسلحة، في مهمة حسم لقضية المحافظ الإخواني "دماج" وكذلك "القشيبي" قائد اللواء 310 مدرع. تأتي هذه التطورات عقب لقاء دعا إليه حميد الأحمر في مأدبة غداء ومقيل في منزله بصنعاء ضم عدداً من مشائخ حزبه وخُصص لبحث مكامن التمدد الحوثي، غير أن رد الحوثيين لم يتأخر كثيراً. وقالت مصادر محلية متطابقة ل"اليمن اليوم" إن مسلحي الحوثيين حطوا رحالهم بأسلحتهم الشخصية في مخيم يعتصم فيه أنصارهم بمنطقة قهال مديرية عيال سريح، غرب مركز المحافظة، فيما أبقوا على آلياتهم العسكرية من السلاح الثقيل والمتوسط في موقع تابع لهم بمنطقة ريدة شمال مركز المحافظة. واعتبرت المصادر هذه الخطوة من قبل الحوثيين (رداً عملياً سريعاً) على تحركات أولاد الأحمر وحزب الإصلاح (تنظيم الإخوان المسلمين). ولفت مصدر قبلي في عمران، مقرَّب من جماعة الحوثي، إلى أن مسلحي الحوثيين الواصلين عمران أمس هم من الأكثر تدريباً وتأهيلاً، ومعظمهم ممن شاركوا في اقتحام مدينة حوث وقرية الخمري- معاقل أولاد الأحمر- مطلع فبراير الماضي.. ويطلق عليهم كتائب الحسينية. وقال مراسل "اليمن اليوم"، الذي تواجد في مخيم الاعتصام لحظة وصول المسلحين، إنهم أكدوا في أحاديثهم البقاء في عمران حتى تعيين محافظ جديد بدلاً عن محمد حسن دماج المقال من قبل المجلس المحلي، وإقالة قائد اللواء 310 مدرع اللواء حميد القشيبي. وأضاف بأن الحوثيين استحدثوا أمس نقاط تفتيش في مختلف المناطق التي يعتصم فيها أنصارهم (بير عائض، المأخذ، قهال والحائط). وكان حميد الأحمر أقام في منزله بصنعاء، السبت، مأدبة غداء ومقيلاً حضره عدد من أنصارهم من الشخصيات الاجتماعية في عمران، وعدد أكبر من مشايخ الإصلاح من خارج عمران، لمكافحة ما أسموه (المد الحوثي) وإعادة ترتيب صفوف قبائل حاشد. وأشار الاجتماع إلى أن اقتحام الحوثيين لحاشد ما كان له أن يحدث لولا الخلافات بين مشايخها. من جهته قلَّل الشيخ ياسر الأحمر- أحد أبرز القادة الميدانيين لجماعة الحوثي في عمران، وتربطه علاقات أسرية مع أولاد الأحمر- من أهمية الاجتماع المنعقد في منزل حميد الأحمر. وقال في اتصال أجرته معه "اليمن اليوم": أية اجتماعات باسم قبائل حاشد تعقد خارج حاشد لا قيمة ولا وزن لها، ناهيك عن أن معظم الحضور في اجتماع حميد الأحمر المشار إليه من غير أبناء عمران. وخاض الطرفان مواجهات متقطعة في محافظة عمران، أسفرت عن انحسار جماعة الإخوان في المحافظة وتهجير وتشريد أبرز حلفائهم، بمقدمتهم أبناء الشيخ عبدالله الأحمر، الذين تم تدمير منزل أبيهم في منطقة الخمري وخلعهم من مشيخ قبيلة حاشد، وهي سلطة ظلت متوارثة خلال قرنين من الزمان. ويطالب الحوثيون سرعة تعيين محافظ لعمران بدلاً من "دماج" المقال من محلي المحافظة، ومعه قائد اللواء (310) حميد القشيبي، فيما يضغط (الإخوان) على رئاسة الدولة من أجل إبقائهما رغم انكماش سلطاتهما. ويسيطر الحوثيون حالياً على أغلب مناطق عمران ومكاتبها التنفيذية في عاصمة المحافظة ومديرياتها، فيما تنحصر سلطة المحافظ على ديوان المحافظة وحسب.. وبالنسبة إلى قائد اللواء حميد القشيبي، تقول المصادر إن جماعة الحوثي أجرت استقطاباً واسعاً لعدد كبير من ضباط اللواء وكذلك الأفراد، وأن سلطته على اللواء أضحت صورية، ومن المتوقع الإطاحة به من قبل قادته وجنوده في الوقت الذي يحدده الحوثيون. وفي مؤشر إلى حجم الاختراق الذي حققه الحوثيون داخل اللواء (310)، قالت مصادر خاصة ل"اليمن اليوم" إن حميد القشيبي فوجئ، الأسبوع الماضي، بوجود ملصق لشعار الجماعة على جدار إحدى غرف منزله، ومنذ ذلك الحين التزم القشيبي الصمت عن إطلاق التصريحات والتهديدات التي ظل يرددها ضد الجماعة، خلال الفترة الماضية.