أحرزت الحملة العسكرية والأمنية المشتركة في يومها الثالث أمس تقدماً ميدانياً ضد عناصر تنظيم القاعدة في أبينوشبوة، بعد وصول تعزيزات عسكرية ونجاح مفاوضات مع القبائل في مناطق المواجهات، فيما أعفى قائد المنطقة العسكرية الرابعة مقاتلي اللجان الشعبية من مهمة المشاركة في الحملة. ففي جبهة أبين تم اقتحام (منطقة المعجلة) أحد أهم معاقل القاعدة، وتبعد عن مركز مديرية المحفد 10 كيلومترات من اتجاه الجنوب الشرقي. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري رفيع مشارك في الحملة إن عناصر القاعدة تكبدوا خسائر فادحة في مواجهات أمس في المعجلة قبل أن يفروا منها الساعة الثانية بعد الظهر، سالكين أكثر من طريق، متوقعاً أن يتجه الأغلبية للالتحام بمقاتليهم في جبهة شبوة. ونفذ الطيران الحربي قصفاً عنيفاً على (المعجلة) والجبال المحيطة بها توقفت بفرار عناصر القاعدة. وقالت مصادر قبلية ل"اليمن اليوم" إن سماح قبائل آل عنبور للجيش التمركز في مناطقها سهل مهمة اقتحام المعجلة وتطهيرها من عناصر الإرهاب، وأرجعت المصادر الفضل لقبائل باكازم في إقناع آل عنبور التي رفضت أمس الأول تمركز قوات الجيش في مناطقها احتجاجاً على سقوط عدد من أبناء القبيلة في غارة أمريكية قبل عامين. وذكرت المصادر أن قائد المنطقة العسكرية الرابعة قائد الحملة العسكرية في محور أبين اللواء الركن محمود الصبيحي وجّه مقاتلي اللجان الشعبية المساندة للحملة بالعودة إلى مناطقهم. وتضاربت الأنباء حول السبب، فيقول البعض أن ذلك حرصاً منه على أرواحهم وحاجته إليهم في تأمين مناطقهم، فيما ربط آخرون إعفاء اللجان الشعبية بمحاولة اغتيال الصبيحي في أول أيام الحملة. مشيرين إلى أن التحقيقات أثبتت تورط أحد عناصر اللجان في العملية، ما دفع إلى الشكوك حول إمكانية اختراق القاعدة للجان الشعبية، وأن تكون قد نجحت في تجنيد عدد منهم. وقالت وزارة الدفاع في موقعها الرسمي إنه "تم دكّ أوكار عناصر الإرهاب والتطرف بضربات موجعة بمساندة من صقور الجو، وتم إلقاء القبض على عدد من العناصر الإرهابية بينهم المسئول الرئيس للمراقبة في المعجلة"، منوهة بأنه "تم تدمير شبكات الألغام التي زرعتها العناصر الإرهابية في الطرقات والمداخل الرئيسية المنطقة". وأعلن مصدر عسكري مسئول عن مقتل القيادي في القاعدة أبو مسلم الأوزبكي وستة آخرين من عناصر التنظيم، وتدمير آليات عسكرية. وفي الساعات الأولى من المساء أفاد ل"اليمن اليوم" مصادر عسكرية وقبلية متطابقة بدخول قوات الجيش والأمن إلى مدينة المحفد مركز المديرية بدون مواجهات، وهو ما يعزز صحة المعلومات بشأن فرار عناصر القاعدة من المعجلة باتجاه شبوة. وتبقى المواجهات المرتقبة هي الأهم إذا ما أصرت الحملة العسكرية على مواصلة تطهير مديرية المحفد من عناصر القاعدة، حيث عليها اقتحام أهم معاقل التنظيم في وادي ضيقة، الذي يبعد 5 كيلومترات شرق المدينة، وتضاريسه وعرة. إلى ذلك أفادت "اليمن اليوم" مصادر قبلية في المحفد بوفاة مسئول تنظيم القاعدة في المديرية (علي السامل) أمس متأثراً بجراح أصيب بها في غارة جوية وقعت في ال20 من أبريل المنصرم وخلفت نحو 35 قتيلاً من عناصر القاعدة وعشرات الجرحى. وفي جبهة شبوة اقتحمت قوات الجيش المشتركة من اللواء الثاني مشاة جبلي (حرس جمهوري سابقاً) واللواء ثاني مشاة بحري جولة الريدة مركز مديرية ميفعة –أحد أهم معاقل القاعدة- وتمت عملية الاقتحام من جهتين (شرق المدينة وجنوبها). وقال مصدر عسكري مشارك في الحملة ل"اليمن اليوم" إن المواجهات صباح أمس وحتى العصر وبمساندة الطيران الحربي أجبرت عناصر القاعدة على الفرار باتجاه عزان بعد تكبّدها خسائر فادحة. وتُعد منطقة عزان –الإمارة السابقة للتنظيم- وتفصلها عن الجيش 15 كيلومتراً فقط، الهدف الرئيس للحملة العسكرية. وأشار المصدر إلى أن قائد اللواء الثاني مشاة جبلي العميد أحمد صالح الحمزي نجا من محاولة اغتيال أثناء مشاركته في المعركة، وكان أركان عمليات اللواء العميد خالد الخطيب أصيب في مواجهات أول أيام الحملة. وتمكن الجيش من الاستيلاء على أطقم عسكرية وسيارات وأسلحة تابعة للقاعدة بعد فرار العناصر من ساحة القتال. نزوح أهالي ميفعة وقالت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" إن المئات من مواطني مديرية ميفعة نزحوا من منازلهم باتجاه مناطق ريفية، وكان الجيش طالب المواطنين في المناطق القريبة من عزان وجولة الريدة (مركز مديرية ميفعة) بإخلاء منازلهم حرصاً على سلامتهم.