أعلن أمس في العاصمة صنعاء عن وقف إطلاق النار في عمران بناء على اتفاق رعته وزارة الدفاع بين حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين) من جهة، وجماعة الحوثي من جهة أخرى، وجاء الاتفاق بعد يوم هو الأعنف منذ بدء المواجهات نهاية الشهر الماضي تمكن خلالها الحوثيون من إحكام السيطرة على جميع مداخل المدينة وقطع الإمدادات عن اللواء 310 مدرع والسيطرة على مواقع استراتيجية مطلة على مبنى المجمع الحكومي. وقال ل«اليمن اليوم» مصدر عسكري في اللواء 310 مدرع إن قائد اللواء حميد القشيبي تواصل في وقت متأخر من مساء أمس الأول مع وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد، في وقت كان الحوثيون قد وصلوا إلى التلال المطلة على مبنى المحافظة من اتجاه صنعاء وبالتزامن مع هجوم هو الأعنف من جميع الاتجاهات الأخرى. وأضاف المصدر –اشترط عدم ذكر اسمه لكونه غير مخول بالتصريحات الصحفية- أن القشيبي وضع وزير الدفاع في صورة ما يجري وأن الأوضاع مأساوية ومعنويات قوات الجيش المشاركة في القتال منهارة ولا بد من سرعة تحريك ألوية بكامل عتادها لمساندة اللواء 310 مدرع، وفك الحصار عنه أو القيام بما من شأنه وقف القتال. وعلمت «اليمن اليوم» من مصدر رفيع في الدفاع إن وزير الدفاع أجرى اتصالات مكثفة مع قيادة جماعة الحوثي تكللت بالنجاح، حيث تم وقف القتال فجر أمس. وفي العاشرة صباحاً أشرفت اللجنة الرئاسية على توقيع اتفاق وقف الحرب، وتضمنت بنود الاتفاق المعلن عنها ما يلي: - وقف الحشود والتعزيزات والاستحداثات من كل الأطراف. - نشر مراقبين عسكريين محايدين للإشراف على وقف إطلاق النار، والتأكد من التزام كافة الأطراف بالتنفيذ. - الانسحاب من السجن المركزي ونقطة سحب، واستلام الشرطة العسكرية لها. - فتح طريق (عمران- صنعاء) وتتولى الشرطة العسكرية مسؤولية تأمينه. - بإشراف وزير الدفاع تقوم لجنة بتنفيذ هذه النقاط في محافظة عمران، وتتكون من التالية أسماؤهم: اللواء/ جلال الرويشان (رئيس جهاز الأمن السياسي) اللواء الركن/ عوض محمد بن فريد العميد د/ قائد العنسي عبدالحميد حريز عبدالواحد أبو راس (ممثلا عن الحوثيين) محمد يحيى الغولي (ممثلا عن الحوثيين) أحمد فايد الدوحمي علي صالح الأشول (إصلاح) عبدالرحمن الصعر (إصلاح) أحمد حسين البكري (إصلاح) عبدالرحيم صابر (ممثل بنعمر) وكشف ل«اليمن اليوم» مصدر في اللجنة الرئاسية عن بنود في الاتفاق غير معلنة، وتعد الأساس في التوقيع على الاتفاق وأهمها (تعيين محافظ جديد لعمران بدلاً عن محمد حسن دماج، وتعيين قائد جديد للواء 310 مدرع بدلاً عن اللواء حميد القشيبي، على أن يتم ذلك خلال أسبوعين تبدأ من أمس الأربعاء). ومن البنود غير المعلنة أيضاً بقاء مسلحي الحوثيين في مواقع معينة في محيط المدينة. ورغم التوقيع على الاتفاق وإعلانه رسمياً، إلاّ أن خروقات حدثت أمس من قبل الطرفين لواء القشيبي من جهة، والحوثيين من جهة أخرى، حيث تبادل الطرفان إطلاق النار وإن كان ذلك بشكل محدود. وفي السياق، علمت «اليمن اليوم» من مصدر قبلي مقرب من الحوثيين أن تعزيزات كبيرة للحوثيين وصلت عمران أمس قادمة من صعدة ويطلق عليها مقاتلو الحوثيين «كتائب لواء الموت». فيما كشف ل»اليمن اليوم» مصدر عسكري في اللواء 310 عن عملية نهب كبيرة يتعرض لها اللواء من قبل قيادة نافذة في حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين). وقال المصدر إن أكثر من 20 سيارة شاص (شبح) تابعة جميعها لأولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وقيادات بارزة في الإصلاح بعمران دخلت أمس مقر اللواء ونقلت كميات كبيرة من السلاح متجهة نحو منطقة الجنات شمال المدينة والتي يقع فيها المقر الرئيسي لحزب الإصلاح. وأوضح أنه تم نقل هذه الكميات من السلاح على مرأى من منتسبي اللواء وهي «رشاشات 12/7 وقنابل بمختلف أنوعها، ومدافع هاون، وآليات (كلاشينكوف) وصواريخ (لو) وكميات كبيرة من الذخائر بمختلف أنواعها وأحجامها». وأشار المصدر إلى أنه من السهل على قيادة اللواء نهب المخازن بكميات كبيرة واحتسابها ضمن ما تم الاستيلاء عليه من قبل الحوثيين. ورحب المبعوث الأممي جمال بنعمر بهذا الاتفاق مشدداً في بلاغ صحفي على أهمية التزام الأطراف بكافة بنود الاتفاق من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة. وفي السياق اعتبر الرئيس الدوري لتكتل أحزاب اللقاء المشترك أمين عام حزب الحق حسن زيد، هذا الاتفاق خيار العقل والمنطق، متمنياً أن لا يسعى أحد إلى إفشاله. وقال زيد في اتصال أجرته معه «اليمن اليوم» الاتفاق خير للجميع لما فيه من حقن للدماء، ونسأل الله أن يلهم الجميع رشدهم ويكفينا ما استنزفناه من قدراتنا وأرواحنا. وأضاف متمنياً أن لا يسعى أحد إلى إفشال الاتفاق: الحرب لا يمكن السيطرة على نتائجها وكما قلت قبل أشهر وأكرر اليوم أن من يحرض عليها معتقداً أنه سيكون بعيداً عنها فهو مخطئ، بل حتماً سيكون من ضحاياها ولن تظل بعيدة عنه. وتابع دون إفصاح: إن ما يسعى البعض إلى تحجيمها ليست تنظيمات محدودة وتنظيمات من أفراد وإنما هي تيارات. وبخصوص ما يقال عن أن الحوثيين اشترطوا توقيع رئيس الجمهورية على الاتفاق بسرعة إقالة المحافظ وقائد اللواء 310 مدرع، قال زيد: لا أعتقد أن أنصار الله سيضغطون على الرئيس بهذا الشكل، وأتوقع أنهم سيتركون الأمر للرئيس الذي لن يتردد في حال رأى أنه من الأفضل إحداث تغييرات من ضمن التغييرات المتوقعة. ونصح زيد في ختام تصريحه الأطراف المحسوب دماج والقشيبي عليهما أن يعجلوا الدفع بالتغيير.