وغُلب الإخوان في مصر، أليسوا من رفعوا شعاراً أصفر فاقعاً، عوضاً عن رفع راية الإسلام الحق عالياً والتي تدعو للمساواة في الحقوق والواجبات للناس أجمعين بدون احتكار لفئة أو جماعة دون البقية، ومن مصر الدولة السباقة دوماً سواءً في السقوط نحو الهاوية أو في اليقظة العربية والنهضوية الشاملة، نشهد حدوثها بأم أعيننا هذه الأيام عبر اجتثاث للبؤر السياسية للإخوان، فبعد تكشف نواياهم المحدودة وفقدانهم لثقة غالبية الجمهور بنسبة قدرت بما لا يقل عن 95 %، لقد أدركت الشعوب العربية بزعامة مصر العروبة أنها كانت مخدوعة بتلك السمة الدينية التي موهت وغطت تحت ستارها سواد الرؤى الإخوانية الاحتكارية، بل والكثير من الخبايا والنيات بمسح معالم التيارات الأخرى من على الخارطة، فكرة السيطرة الشاملة على مراكز القوى والنخب السياسية كانت الهاجس المحرك لمنهجهم الحزبي ولصالح فئة الجماعة لا غير، تلك الرؤية لا تمت للإسلام بأي صلة؟ لماذا؟ لأنهم يعدون أنفسهم بزعاماتهم وشيوخهم كرجال الدين في القرون الوسطى البائدة، فهم الوسيط بيننا وبين الله وبدونهم لا دين لنا ولا يصح إسلامنا ولا سَلامُنا سيتحقق، يفرضون الولاء المطلق ويتحدثون عن ديمقراطية شكلانية غير منفذة فعلياً، فليس منهم من ليس من الجماعة، فهل يعقل هذا؟، من يعتبرون أنفسهم ظل الله على الأرض والمتحدث الرسمي باسم الدين، يقومون بكل تعنت بالإقصاء ويعدون المخالف لهم مرتداً أو كافراً، لم يدرك الإخوان أنهم حفروا لنهاياتهم تاريخياً بتزعمهم ثورات الربيع العربي، لأنهم لم يتوقعوا الانكشاف السريع واتضاح الرؤية لنزعاتهم المسيطرة الفرعونية، فما معنى أن يستباح الدم غير الإخواني في سبيل إعلاء راية الحزب، لقد سقط الإخوان في مصر سقوطاً شنيعاً وهذا يدل على سقوطهم إلى الأبد في الوطن العربي، لقد استعجلوا النهاية بعد أن رفضتهم الشعوب العربية التي غُرر بها في ثورات الربيع العربي.