منذ أن صعدت حكومة الوفاق وهي تعلِّق كل إخفاقاتها وفشلها على شمَّاعة عفاش.. تُضرب الكهرباء فيقولون عفاش ضربها، ينعدم البترول والغاز فيقولون عفاش حجز القاطرات، كل شيء كان يتم إلصاقه بعفاش.. وفي الأزمة النفطية الأخيرة لم يقولوا إنه عفاش، فقد صرَّحوا أنهم يريدون رفع الدعم عن المشتقات النفطية، وأرادوا أن يضعوا المواطن بين خيارين: إما استمرار الأزمة، أو رفع الدعم، ولم يخطر في بالهم أن الشعب سيختار الثورة. وجدت حكومة الوفاق أن عفاش لم يعد عذراً مقبولاً عند الناس الذين بدأوا يرددون شعار «سلام الله على عفاش»، فلجأت الحكومة إلى اختراع شيء اسمه قوى الشر، وحين تُضرب الكهرباء يلقون باللائمة على قوى الشر، والإرهابيين، وهي عبارة مطَّاطة أصبحت سامجة لكثرة تداولها في مثل هكذا مبررات. خرج الناس، بعد أشهر من الصبر على انقطاع البنزين والغاز والديزل، والكهرباء، فقالوا إن الذي أخرجهم هو تحريض قناة اليمن اليوم، وكأن المواطن الصابر على إخفاقات الحكومة بحاجة إلى من يحرِّضه، وكأن ما يعانيه غير كافٍ لدفعه إلى القيام بثورة لا تبقي ولا تذر.. هل تعتقد الحكومة أن الشعب بليد إلى هذا الحد؟ إن كانت تعتقد ذلك فهي تجهل قدرة الشعب على قلب الطاولة.. وقد أثمر خروج الناس، وتم تغيير خمسة وزراء، وتمت إعادة الكهرباء، وبدأ الغاز والبترول يظهر في المحطات.. كان بإمكان الحكومة أن تجرِّب خروج المواطنين، لمدة أسبوع فقط، وسترى ما الذي سيحدث.. فحين يصمت الشعب فهذا لا يعني أنه موافق على ما تفعله الحكومة، وإنما ينتظر منها أن تخجل وتفهم على نفسها.