الزنداني ضد الدستور.. الزنداني مرة أخرى.. الزنداني من جديد.. ألا يا لعينة الملعونة، وكأنه لا ينقصنا وسط كل هذا الوحل الذي تغرق فيه البلاد إلا هذا الرازم ذو اللحية الحمراء، ليكون هو الآخر طرفاً في المشهد السياسي والإعلامي، حيث يظهر علينا في كل موسم وهو يجمع حوله شلَّة مجانين بأثواب قصيرة ووجوه منتفخة ولهجة فصحى، ليعلنون لنا الأسماء الجديدة لأعداء الله! بصراحة، الرجل معذور إلى حد ما، فإرهابي بحجمه يتمتع بنفس حرية التكفير والتخريف والعبث كان ليفعل مثله وأكثر، وأنا لا أبرر له.. كل ما أقصده هو أن الدولة التي تترك مجرماً كهذا يطوِّح برؤوس العباد في فتاواه، ويجنِّد الإرهابيين في جامعاته، وهي ساكتة على علم، هي أيضاً لا تقل إرهاباً وهمجية عنه.. على أية حال، ها هو الزنداني مرة أخرى- ولا شيء جديد- يرفع «الكتاب والسنة» على أسنة الرماح، متلبِّساً بذات الشخصية الدينية الانتهازية والمملَّة، ليعلن لنا مخالفة الدستور لكتاب الله وسنة نبيه، وما إلى ذلك من تخاريفه عن حاكمية الشريعة، كمقدمة لفتوى تكفير جديدة محتملة.. الأمور المخالفة للشريعة عند الزنداني وأهل بيته كثيرة بما يكفي ليظن المرء أن الله لم يحلِّل لعباده أي شيء تقريباً، واحتجاج الزنداني على الدستور ليس له أي أساس حقوقي أو قانوني.. الرجل إرهابي، ومتطرف، ومتخلف، وعصبوي.. وفوق ذلك كله يحمل انتماءً حزبياً ضيقاً ومشبوهاً.. وخليط متعفن كهذا لا يمكن أن يكون مخوَّلاً بالاعتراض ولو كان الدستور هذا وثيقة إعدام بحق الشعب بأكمله.. شخصياً، لا يهمني ما هو دافع الزنداني لعقد مؤتمر الاحتجاج على الدستور هذا، والحق أنني لم أطَّلع على الدستور يوماً.. كل ما أعرفه أنه سيعقد مؤتمره كما يفعل دائماً، وسيخرج ببيان ملحمي سيوزع على أبواب المساجد ويُلصق على جدرانها. وربما يهدر كمية لا بأس بها من الدماء، ولن يكون في مواجهة ذلك إلا سخرية المواطنين البسطاء وتنديدات الحقوقيين الذين لا حول لهم ولا قوة.. بينما الجهات الرسمية مشغولة بإغلاق القنوات الإعلامية ونهب مقراتها واتهامها بالتحريض.. نعم، التحريض بكل ما للكلمة من رعب، لأن البلد في وضع حرج جداً لا يحتمل بثّ أية صورة فوتوغرافية على شاشة التلفاز، لكنه يحتمل عقد مؤتمرات إرهابية تهاجم الدولة والدستور والقانون والشعب، بشكل مباشر ووقح!!