تقودنا الأوضاع الاقتصادية المتردية في البلاد والأقوى على مر التاريخ اليمني المعاصر نحو حالة من الموت البطيء، فالمواطن صايم أساساً طوال العام جوع وعطش وجهل ومرض يفتك بالملايين، الإحصائيات تؤكد انتحار"292" يمنياً خلال عام، إن اليمن البلد الطارد لسكانه يقود المواطن إلى الموت، هل تتوقع الحكومة السكوت على هذه الأوضاع، ألا تأتي فكرة انتفاضة جديدة للجياع على هامش الإنذارات المرتقبة التي يجب على المعنيين الحذر منها، تحذيرات من كارثة إنسانية وأمنية إذا استمرت الحكومة بتجاهل مطالب الجمهور، فاليمن لم يعش من قبل أزمات مستمرة ومتواصلة بهذه الطريقة التي يعيشها اليوم، تقتلنا السياسة ويطغى عنفوان الحروب الساخنة والمستمرة والمتجذرة في أرجاء البلاد، فهل سيصوم كل هؤلاء ويتركون لنا العيش في سلام حتى حين انتهاء الشهر الفضيل؟! المواطن المسكين لا فرق لديه بين شهر رمضان وباقي شهور السنة لأن متطلبات هذا الشهر التي تختلف عند كل الشعوب ليست متوفرة لتلبيتها فعلى الكفاف سيفطر وعلى التقشف وربط الحزام تستمر مأساته الممتدة باقي الأشهر، شهر واحد فيه القليل من امتيازات تخفيف الخناق المتأزم عليه والمحيق من كافة الجهات هو أجمل مطالبنا الحالية للعيش بكرامة وشعور بإنسانيتنا المهدورة والبعيدة المنال بسبب كل تلك الصراعات السياسية التي طغت فيها المصلحة الحزبية والذاتية على مصلحة البلد عامة ورقيه الاقتصادي ،ولأن الحكومة تتوقع من المواطن أن يصوم ويفطر على بصلة، وعلى مبدأ "صوموا تصحوا" يواصل الفرد صيامه ليلاً ونهاراً إرضاء للحكومة وكبتاً لمشاعر الغضب العارم من العيش المخزي الذي نعيشه، وحتى ينعم كل مسئوليها وجهابذتها بالرفاهية والنعيم والأجر والثواب لأنهم نخبة المجتمع، وليس بعيداً عنا أن نسمع أن دول الجوار تصرف راتب شهر وشهرين بمناسبة حلول الشهر الكريم وأخرى تعفو عن الضرائب وعن الأقساط على مواطنيها تخفيفاً منها ومساعدة على الأجر والثواب وإحساساً منها بأهمية هذا المواطن وامتصاصاً لغضبه واستجلاباً لمحبته، أما نحن هنا باليمن فكل ما نرجوه أن "يسكهونا" من تزايد الأزمات ولا نفاجأ بأزمة جديدة مفاجئة خلال هذا الشهر!، في حين يعيد هادي تداعيات الأزمة الاقتصادية والسياسية والأمنية إلى الأزمة الحادة عام2011م، على حد قوله، والسؤال لماذا إلى الآن لم تعمل لنا حكومتك أياً من الحلول الإصلاحية التي تراعي فيها مصالح الشعب، وماذا حسنت من تلك التداعيات وماذا قدمت لنا من حلول لمسناها لأزمة واحدة من الكم الهائل للأزمات؟!