بين كل طرفي صراع قضية يتمحور حولها صراعهم وأهداف يسعون إلى تحقيقها بما تصل إليه أياديهم وعقولهم من الأساليب والوسائل التي تقتضيها معاركهم وهذه هي السنة التي تجري عليها معظم الصراعات منذ الأزل، ولكي لا ندعي المثالية نعترف أن الصراع سنة من سنن الحياة ولا نستطيع أن نقول أننا سنعيش يوما بسلام آمنين مادمنا على ظهر هذه البسيطة. في المقابل من هذا توجد صراعات ليس للطرف البادئ فيها قضية ولا مصلحة سوى استنزاف الخصم الذي كتبت الخصومة على جبينه ولزم عينيه أن تقرأها لصد السيف عن وجهه. هذه الصراعات لم تبدأ في الحادي عشر من سبتمبر وبروز تنظيم القاعدة الذي لا هدف له من القتل سوى التفنن في القتل ولا قضية في الحرب غير الحرب ولم تنتهِ بما يسمى بثورات الربيع العربي وبروز جماعة الإخوان المسلمين الذين لا يعرفون ماذا يريدون ولا إلى أين سيصلون. كانت الهتافات قبل ركبهم المسار تطالب بالإصلاحات وتنشد الراديكالية والتغيير إلى الأفضل فحولوا الهتافات إلى المطالبة برحيل الأنظمة وليس لهم أدنى رؤية عن ماذا بعد الرحيل لأن الرحيل هو هدفهم الوحيد حينها. رحلت الأنظمة ووصلوا إلى كرسي الحكم في مصر وحين وصلوا..?لم يعرفوا لماذا وصلوا وماذا يقتضيه الوصول إلى حكم مصر بل اعتبروا وصولهم اصطفاء من الله وقرأوا علينا آيات التمكين ثم بدأوا بالأخونة والسير على مبدأ الولاء والبراء حتى عصف بهم الشعب المصري وباتوا كأن لم يغنوا فيها. وبغض النظر عن أفعالهم فيما بعد فإن صورتهم في اليمن أكثر وضوحا وأكبر شاهد على حمقهم وصراعهم الذي لا يستند إلى قضية. عفاش وعائلته شغلهم الشاغل فلا يفشلون في شيء إلا كان عفاش سبب فشلهم. فهو الذي ترك لهم إرثا ثقيلا من الفساد وهو وراء انقطاع الكهرباء والمتسبب في أزمة المشتقات النفطية؛ ولو أنهم ساروا على خطاه لما سلّم الناس على عهده. ولو أنهم عقلوا الأمر لما اعتبروا خروج الناس انقلابا عفاشيا ونهبوا قناة اليمن اليوم بحثا عن البيان الانقلابي.?لنفترض أنه كان انقلابا لماذا تم حصار جامع الصالح ولم يحاصر منزل صالح. لماذا لم تتوفر المشتقات النفطية بعد إحباط الانقلاب ومن الذي سرب أسئلة الامتحانات باختصار (عفاش قضية من لا قضية له). الحقيقة أنهم بلا هدف ولا قضية ولا مشروع فشلوا في أداء مهامهم وتحقيق ما وعدوا به الجماهير ولذلك سيظل عفاش يشغلهم وحتى لو توفي عفاش فسيظلون يتعللون بتركته وآثاره.