تواصلت، أمس، حرب الشوارع في مدينة عمران لليوم الثاني على التوالي وسط توغل للحوثيين في أحياء المدينة وقصف عنيف بالطيران الحربي وراجمات الصواريخ والمدفعية من مواقع قوات لواء القشيبي وتزايد أعداد القتلى والجرحى والنازحين، فيما حذّرت اللجنة الرئاسية الطرفين، مشددة على ضرورة الالتزام بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في صنعاء أواخر يونيو الفائت. وقالت مصادر محلية وعسكرية متطابقة ل"اليمن اليوم" إن مسلحي الحوثيين الذين سيطروا أمس الأول على أحياء منطقة بيت الفقيه وبيت بادي وشارع الأربعين؛ توغلوا أمس وصولاً إلى وسط المدينة (الحدب الشرقية والوسطية والجنوبية) المعروفة بكثافتها السكانية. وأضافت المصادر أن الحوثيين تمركزوا في كلية التربية ومبنى إدارة المرور على بعد أمتار من مقر قيادة اللواء 310 مدرع الذي يقوده اللواء حميد القشيبي المشارك إلى جانب جماعة الإخوان (الإصلاح) في الحرب. وبحسب المصادر فإن الحوثيين استفادوا من سيطرتهم على بيت الفقيه وشبيل والأربعين في تأمين منفذ للتعزيزات التي تصلهم من خارج المدينة. وأضاف ل"اليمن اليوم" مصدر قبلي محايد إن الحوثيين حاولوا أمس بعد سيطرتهم على وسط المدينة التوغل شمالاً واقتحامهم حي الجنات، حيث المقر الرئيس لحزب الإصلاح وفرع جامعة الإيمان وشركة سبأفون، إلا أن مقاتلي الإخوان بمساندة من لواء القشيبي تصدوا للحوثيين مستفيدين من الكم الكبير للأسلحة الثقيلة والمتوسطة وأعداد المقاتلين الذين تم نشرهم لتأمين الحي. ولفت إلى أن الحوثيين يحاولون أيضاً التوغل جنوباً حيث المعقل الثاني والأخير للإخوان (منطقة الحجز)، غير أن تمركز مواقع عسكرية في الجبال والتباب المطلة على الحي حالت دون ذلك، مشيراً إلى أن قصفاً عنيفاً تلقاه مسلحو الحوثيين من موقع المرحة –جنوبالمدينة، وتتمركز فيه قوات مشتركة من الإخوان ولواء القشيبي 310 مدرع. وعن الضحايا توافقت جميع مصادر الصحيفة على سقوط العشرات بين قتيل وجريح من كافة الأطراف (الحوثيين، الإخوان، لواء القشيبي، الأبرياء) كما شوهدت مئات بل آلاف الأسر تنزح بشكل جماعي من أكبر الأحياء كثافة سكانية (الحدبة الشمالية والوسطية والجنوبية). وقال مراسل "اليمن اليوم" إن جثث قتلى شوهدت مرمية بالمنطقة المجاورة لديوان عام المحافظة، متوقعاً أن تكون للحوثيين الذين حاولوا السيطرة على موقع سودة عدان المطل على مبنى المحافظة، كما شوهدت جثث بالعشرات في الشوارع التي تدور فيها المواجهات ويسهل رؤيتها من أسطح ونوافذ المنازل. إلى ذلك عقدت اللجنة الرئاسية المكلفة بإنهاء التوتر في محافظة عمران والمناطق المحيطة بها اجتماعاً طارئاً صباح أمس للوقوف أمام تطورات الأحداث في محافظة عمران والمناطق المجاورة لها بحضور ممثلي الحوثيين، وعبدالرحيم صابر - كبير مستشاري مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن. وقالت وكالة (سبأ) الحكومية الرسمية إن عضو اللجنة الرئاسية وكيل محافظة عمران عن حزب الإصلاح أحمد حسين البكري رفض الجلوس مع اللجنة، وانسحب بعد حضوره مباشرة دون إبداء الأسباب. ودعت اللجنة الرئاسية في اجتماعها الطارئ، كافة الأطراف في عمران إلى ضبط النفس ووقف التدهور الأمني وعدم الاعتداء على مؤسسات ومنشآت الدولة الرسمية والمواطنين الأبرياء في مدينة عمران، معتبرة تجاوز أو محاولات لاستهداف المدينة أو ترويع أهلها خطاً أحمر لا يمكن السكوت عنه. كما دعت اللجنة – حسب وكالة سبأ - إلى الالتزام بما تم التوقيع عليه من اتفاقيات بما يحقق الأمن والاستقرار وحقن الدماء وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.