أدت الهزائم التي لحقت التجمع اليمني للإصلاح إلى إعادة النظر في الحملة الإعلامية العدائية ضد الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، في مؤشر اعتبره مراقبون البحث عن طوق نجاة. وقال الشيخ عبدالمجيد الزنداني إن للرئيس السابق علي عبدالله صالح بصمات تاريخية بيضاء في خدمة الوطن، ومن المستحيل تجاهل ذلك، حتى وإن أراد البعض، وبأنه يمتلك ثقلاً شعبياً لا يُستهان به.. بينما دعا رئيس الكتلة البرلمانية للإصلاح إلى إعادة النظر في تحميل الرئيس السابق أسباب كل ما يحدث اليوم، داعياً إلى فتح حوار مع المؤتمر لتجاوز الخلافات. كما دعا الشيخ أمين العليمي، أحد قادة حزب الإصلاح، إلى تحالف يضم علي عبدالله صالح وعلي محسن الأحمر وكافة آل الأحمر لفتح صفحة جديدة لمواجهة الزحف الحوثي. ونقلت مصادر مطلعة عن الشيخ عبدالمجيد الزنداني قوله: نحن لم نتحارب مع الرئيس علي عبدالله صالح ولا المؤتمر الشعبي العام، وهناك أطراف تسعى لإشعال الفتنة في اليمن، ويسعون جاهدين لتدمير اليمن وتدمير وحدته وتهديد أمنه واستقراره. وأشار الزنداني إلى أن بعض الأخطاء حدثت أثناء الأزمة الماضية بين الأحزاب السياسية، مستدركاً: ونحن بحمد الله على وشك حلها بين المؤتمر والإصلاح، ولن نسمح لأي طرف باستغلال الخلاف الأخوي بين الرئيس علي عبدالله صالح وأحزاب اللقاء المشترك، وجميعنا يعلم أن الرئيس له بصمات بيضاء تاريخية في خدمة الوطن، ومن المستحيل تجاهل ذلك حتى وإن أراد البعض. ووجَّه الزنداني نصيحة جديدة لكل أبناء الوطن بأ يتَّحدوا وينسوا الماضي، وأن نبتدئ صفحة جديدة مع الأخ الرئيس وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يملك ثقلاً شعبياً لا يستهان به، خاتماً حديثه بالنصح لكافة وسائل الإعلام بتوخي الحذر والمصداقية في نشر ما تكتب، وعدم الانجرار وراء الفتنة المقصودة. الشيخ العكيمي يوجه دعوة ل(صالح ومحسن وآل الأحمر) في السياق وجه الشيخ أمين العكيمي دعوة للرئيس السابق، علي عبدالله صالح، ومستشار رئيس الجمهورية، اللواء علي محسن صالح، وآل الأحمر لفتح صفحة جديدة. وقال الشيخ أمين العكيمي ل"مأرب برس": أدعو الرئيس السابق علي عبدالله صالح، واللواء علي محسن صالح، وكافة آل الأحمر لفتح صفحة جديدة يسودها التعاون والإخاء، مشدداً على ضرورة بدء تحالف جديد بين هذه القوى لمواجهة الزحف الحوثي المخيف. ودعا العكيمي فرقاء العملية السياسية في اليمن لإدراك المؤامرة الخطيرة التي تحاك ضد اليمن واليمنيين، والتي ستؤول إلى تمزيقه وإدخاله في حرب طائفية لا نهاية لها، مشدداً على ضرورة أن لا يجعلوا خلافاتهم طريقاً وجسراً يمتطيها الحوثي للتوسع في مناطق جديدة. كما طالب العكيمي من كل أحرار المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح الوقوف صفاً واحداً لمواجهة الحوثيين ووقف تمددهم. كما حذر العكيمي من خطورة الفكر الحوثي وهذه الطائفة التي تدعو إلى الطائفية والمذهبية، وتسعى لتمزيق اليمن باسم الدين والطائفية. السامعي: من الطبيعي أن يعود تحالف بين حزبي المؤتمر والاشتراكي النائب البرلماني الاشتراكي، سلطان السامعي، بدوره قال في منشور له على الفيسبوك إنه من الطبيعي أن يعود تحالف بين حزبي المؤتمر والاشتراكي. وكان عضو الكتلة البرلمانية لحزب الإصلاح، عبدالله أحمد علي، قد قال في خطبة الجمعة الماضية، إن حزب المؤتمر الشعبي العام حكم اليمن بحنكة ويجب التحالف معه. زيد الشامي: يجب إعادة النظر في الحديث عن الرئيس صالح وكان رئيس كتلة الإصلاح في البرلمان، زيد الشامي، قد دعا قادة الإصلاح وقواعده إلى ضرورة المراجعة والتقييم لمواقفهم وعلاقاتهم بغيرهم في ضوء الأحداث المتسارعة، والتي كان آخرها ما حدث في عمران، موضحاً بأنه في العمل السياسي ليس هناك عداوة دائمة ولا صداقة دائمة. واقترح الشامي على حزبه "الإصلاح" أن يفتح مع المؤتمر الشعبي العام حواراً من أجل الحفاظ على الثوابت التي يتفق عليها الحزبان، رغم أن هناك في المؤتمر من يقف متشفياً مما يحدث اليوم، نتيجة الخلاف الذي حدث عقب الثورة. وأكد على ضرورة إعادة النظر في استمرار الحديث عن الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، وتحميله أسباب كل ما يحدث اليوم، وكذا إعادة تقويم انشغال وسائل الإعلام بذلك. وقال إن "الوقت قد حان لتجاوز الخلافات حول الجزئيات بين الجماعات الإسلامية العاملة في اليمن، والتي تمثل العُمق الإيماني للشعب اليمني"، مشيراً إلى ضرورة القبول بتعدد الاجتهادات، "فعقيدتنا وشعائرنا ومساجدنا جميعاً اليوم مهددة، وعلينا أن نتعاون للحفاظ على بيضة الإسلام من المتربصين بها". وقال إن "الإصلاح وضع ثقته وسلَّم قراره السياسي لتكتُّل اللقاء المشترك، ومع هذا لم يجد موقفاً متعاطفاً من أحزاب المشترك إزاء الهمجية التي طالت مقراته وأفراده ومؤسساته، وغلبت البراجماتية وقصر النظر على هذه الأحزاب، وهذا يفرض مكاشفة وتحديداً أكثر وضوحاً لهذه العلاقة". وأشار إلى أن الإصلاح لا يزال متهماً من قبل الكثير من الدول الشقيقة والصديقة، وعلى رأسها أمريكا، رغم أنه قدَّم نفسه حزباً مدنياً يتخذ من العمل السياسي نهجاً لتحقيق أهدافه بعيداً عن العنف، لافتاً إلى أن أمريكا يسيطر عليها الخوف من الحركات الإسلامية، ومنها الإصلاح، وظلت مواقفها رمادية أو تميل إلى الاتهام، وفي أحسن الأحوال تميل إلى المجاملة البروتوكولية. وأكد أن هذه الدول مع أي توجُّه يضعف الإصلاح، مشيراً إلى تأييدها سعي الحوثي لتقويض الدولة طالما أن الإصلاح متضرر من ذلك. ولفت إلى دفاع الولاياتالمتحدةالأمريكية عن جماعة الحوثي في مجلس الأمن وتعطيلها قرار إدراجه ضمن معرقلي التسوية السياسية، مشدداً بأن على الإصلاح ألَّا يتوقع غير هذه المواقف المنحازة ضده من هؤلاء. الجندي يستبعد تحالف المؤتمر والإصلاح في المقابل، استبعد عبده الجندي، المتحدث باسم حزب المؤتمر الشعبي العام، تكرار قيام تحالف بين "المؤتمر" وحزب "الإصلاح". ونقلت صحيفة ل"السياسة" الكويتية عن الجندي قوله "إن اللجنة العامة للمؤتمر سبق أن دعت إلى مصالحة وطنية برعاية الرئيس عبدربه منصور هادي، تستوعب كل القوى السياسية وتكون لصالح اليمن وألَّا تكون موجهة ضد أحد، ولا من باب الدعوات الثأرية أو الانتقامية، لأن اليمن لم يعد يتسع لمثل هذه الصدامات والمناكفات والمزايدات التي يتضرر منها الجميع". ووصف دعوة رئيس كتلة حزب "الإصلاح" في مجلس النواب، زيد الشامي، لإعادة التحالف مع المؤتمر ب"العقلانية"، مضيفاً "لكننا نريد أن تتحول هذه الانفعالات إلى واقع وتغيير الخطاب الإعلامي للإصلاح، ولا نريد من هذه الدعوات أن تستهدف قوى سياسية معينة". واعتبر "هذه الدعوة ردة فعل على ما حدث في عمران الذي كان خطأ، ونحن لا نريد التحالف مع الإصلاح ضد الحوثيين، في وقت لا نحمل الحوثيين وحدهم مسؤولية ما حدث بل ونحمل الإصلاح كذلك المسؤولية، وسبق لنا أن تحالفنا مع الإصلاح ضد الحزب الاشتراكي ولا نريد تكرار تحالف كهذا ضد أي قوى سياسية". ودعا الجندي الحوثيين إلى التزام تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وتسليم أسلحتهم للدولة، مطالباً "الإصلاح" بالقيام بالخطوة نفسها وتسليم الأسلحة التي نهبوها من معسكرات الجيش في العام 2011.
