دارت، أمس، معارك بالسلاح الثقيل بين الإخوان والحوثيين في الجوف على (3) جبهات، الصفراء (مجزر) الغيل، المصلوب، عقب تصريحات لمحافظ المحافظة القيادي في حزب الإصلاح محمد سالم بن عبود كشف فيها عن تشكيل جيش شعبي لمقاتلة الحوثيين بتوجيهات من رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي. ففي مديرية مجزر -التابعة إدارياً لمحافظة مأرب وعسكرياً لمحافظة الجوف- شن مسلحو الحوثيين المتمركزين في موقع الصفراء الاستراتيجي هجوماً عنيفاً بالسلاح الثقيل لاستعادة نقطة الحجر التي كان مسلحو الإخوان سيطروا عليها مطلع يوليو الفائت. وقالت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" إن الحوثيين تقدموا من موقع الصفراء ومناطق قبلية موالية لهم تسمى مناطق الأشراف، وتمكنوا من استعادة نقطة الحجر وسط عشرات القتلى والجرحى من الطرفين. وذكر المصادر أن 15 مسلحاً من الإخوان قتلوا في مواجهات أمس وأصيب آخرون فيما يتحفظ الحوثيون على أعداد الضحايا في صفوفهم. وفي مديرية الغيل، التي كان الحوثيون قد سيطروا اليومين الماضيين على مركزها، تمكن مسلحو الإخوان من صد هجوم للحوثيين استهدف اقتحام عزلة الرايسة آخر معاقل الإخوان في المديرية. وكانت تعزيزات كبيرة من اللواء 115 مشاة وعشرات المسلحين المنتمين لحزب الإصلاح وصلوا من بعض مديريات الجوف ومن مأرب إلى عزلة الرايسة مسقط رأس رئيس شورى حزب الإصلاح في المحافظة الشيخ الحسن أبكر. وسيطر الإصلاح على مقر اللواء 115 المتمركز في عاصمة المحافظة أثناء أزمة 2011م. وقالت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" إن الحوثيين حاولوا أمس اقتحام عزلة الرايسة ولكن دون جدوى حتى ساعة كتابة الخبر منتصف ليل أمس، مشيرة إلى أن مقاتلي الإخوان استخدموا في الدفاع عن آخر معاقلهم في الغيل الدبابات والمدافع بكثافة. وفي جبهة المصلوب تبادل الطرفان في منطقة الساقية القصف كل من مواقع تمركزه ولكن دون وقوع ضحايا. وكان محافظ الجوف القيادي في حزب الإصلاح محمد سالم بن عبود قال إن الرئيس عبدربه منصور هادي أمر بتشكيل جيش شعبي لقتال المتمردين الحوثيين في محافظة الجوف، متهما الحوثيين ب«تفجير الوضع في مديرية الغيل» وأنهم من خرق قرار وقف إطلاق النار المعلن يوم السبت الماضي. وأضاف في تصريح ل(الاتحاد) الإماراتية :«تم تشكيل لواء عسكري من مقاتلين قبليين ينتمون إلى محافظتي الجوفومأرب بأوامر من الرئيس عبدربه منصور هادي»، مضيفا أن الهدف من تشكيل هذا اللواء طرد من وصفه ب«المحتل الغازي» في إشارة إلى جماعة الحوثيين. وذكر بن عبود أن اللواء الذي أطلق عليه اسم «الرئيس» مؤلف من خمس كتائب، ثلاث كتائب من محافظة الجوف وكتيبتان من محافظة مأرب، مؤكدا أن الكتائب الخمس «تحت قيادة واحدة تتبع اللجنة الأمنية بمحافظة الجوف التي تتلقى أوامرها من وزارة الدفاع». وقال ل"اليمن اليوم" مصدر مسئول في محلي الجوف إن جماعة الحوثي أخذت تصريحات المحافظ بن عبود على محمل الجد، سيما وأن الرئاسة لم تنف هذه التصريحات وكان ذلك سبباً في تجدد المواجهات في جبهة الصفراء.