دخلت حرب الحوثيين والإخوان في محافظة الجوف –أمس- منعطفاً خطيراً بدخول قوات اللواء 115 مشاه، بشكل كامل ومعلن، خط القتال في صفوف الإخوان، تزامناً مع إعلان الإخوان (الإصلاح) عن تشكيل جيش أطلق عليه اسم (جيش إقليم سبأ). وقال مصدر مسؤول في محلي الجوف ل"اليمن اليوم" إن الحرب في المحافظة باتت تسير على خطى حرب عمران، مؤكداً أن مشاركة اللواء 115 مشاه بشكل كامل؛ من شأنه أن يعقد الأوضاع، ويقضي على كل الفرص الممكنة لإيقاف الحرب.
وكان مسلحو حزب الإصلاح (الإخوان) اقتحموا أثناء الأزمة مقر اللواء 115 مشاه المتمركز في عاصمة المحافظة، وسيطروا عليه، ولا يزال تحت سيطرتهم بكامل آلياته، فيما نقلت وزارة الدفاع –حينها- أفراد اللواء للمشاركة في الحرب ضد الإرهاب في أبين.
كما اقتحم الإصلاح في ذلك الحين معسكر الأمن المركزي في الجوف، وسيطروا على كامل آلياته التي لا تزال بيده أيضاً حتى اللحظة.
وتمكن الإصلاح من خلال الضغوط التي مارسها على رئيس الجمهورية، خلال العامين 2012-2013م من تجنيد 1000 من مليشياته؛ ليحلوا محل أفراد من اللواء 115، وتم إقالة قائده السابق (عبدربه الإسرائيلي) وتعيين آخر من قبل اللواء علي محسن الأحمر، ويدعى (عادل القميري).
وأوضح المصدر أن قيادة اللواء (115) نقلت أمس آليات عسكرية بينها (دبابتان بي52 وأطقم مسلحة، ومدافع هاون، وكميات كبيرة من الذخائر) ضمن التعزيزات التي وصلت أمس لمقاتلي الإخوان المتمركزين شرق مدينة الغيل، وتحديداً في العزلة التي انسحب إليها مقاتلو الإخوان أمس الأول.
وأشار إلى أن الدبابتين تم نقلهما من مقر كبير تابع لحزب الإصلاح يسمى (دار القرآن) ويقع شرق مقر اللواء 115. وقال إن العشرات من المجندين باسم هذا اللواء وصلوا أيضاً للمشاركة في القتال، كما وصل العشرات معظمهم يلبس زي الجيش، على متن 50 طقما مسلحا أطلق عليهم الإصلاح اسم (جيش إقليم سبأ).
وذكر المصدر في سياق تصريحه ل"اليمن اليوم" أن خلافاً كان قد وقع بين محافظ الجوف القيادي في حزب الإصلاح- محمد سالم بن عبود، ووزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد، قبل فترة أمام رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي.
وأوضح المصدر أن المحافظ اتهم الوزير بعرقلة صرف مخصصات اللواء 115 مشاه ورواتب الجنود الجدد، إلاّ أن الوزير رد غاضباً: "أنا لا أعترف بهذا اللواء، هذا متمرد ولا يتبع وزارة الدفاع."
وعنونت، أمس، وسائل إعلام حزب الإصلاح خبر الجوف ب(هروب جماعي للحوثيين، بعد وصول طلائع قبائل إقليم سبأ).
وورد في الخبر، أن" عشرات السيارات وصلت إلى مديرية الغيل، محملة بالرجال والعتاد من أبناء محافظات إقليم سبأ؛ لمساندة الجيش واللجان الشعبية؛ الذين يواجهون غطرسة الحوثي على أبناء المديرية".
وتوقعت مصادر محلية تواصلت معها "اليمن اليوم"، في وقت متأخر من مساء أمس، أن تشهد مديرية الغيل مواجهات عنيفة، بدءاً من الساعات الأولى لفجر اليوم، حيث يحاول مسلحو الإخوان استعادة معاقلهم في مدينة الغيل –مركز المديرية- التي سيطر عليها الحوثيون أمس الأول، فيما يسعى الحوثيون لاقتحام عزلة الراسية التي انسحب إليها مقاتلو الإخوان، وتقع شرق المدينة، وهي مسقط رأس رئيس شورى حزب الإصلاح، قائد مقاتليهم هناك الشيخ الحسن أبكر.
وكان قد سقط العشرات بين قتيل وجريح من الطرفين في مواجهات أمس الأول، فيما نزح المئات من أهالي المدينة إلى مناطق متفرقة.
وفي سياق متصل، ناشد رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام في محافظة الجوف الشيخ منصور العراقي الحكومة، ومنظمات الإغاثة الإنسانية وكل الجهات المختصة، سرعة إغاثة النازحين.
وقال العراقي ل"اليمن اليوم" إن قرابة 700 أسرة من سكان مدينة الغيل نزحوا خلال اليومين الماضيين إلى مناطق متفرقة وسط أوضاع مأساوية.