دعا رئيس الجمهورية الجيشَ إلى رفع الجاهزية القتالية في مواجهة جماعة الحوثي داخل العاصمة، فيما أعلن زعيم الجماعة، في خطاب ليلة أمس، استمرار الاحتجاج حتى يتم إقالة الحكومة وإلغاء الجرعة السعرية. غير أن التصعيد الإعلامي المتبادل لا يعكس حقيقة ما يدور وراء الكواليس من نقاشات. وعلمت "اليمن اليوم" أن اللجنة الرئاسية إلى محافظة صعدة توصلت مع زعيم الجماعة إلى الاتفاق على إقالة الحكومة، فيما يجري النقاش حول إلغاء الجرعة السعرية. وقالت مصادر "اليمن اليوم" إن هناك اتفاقاً مبدئياً بإقالة الحكومة وتشكيل حكومة شراكة وطنية، وأن الخلافات في هذا الجانب محصورة فقط في مسألة النسبة التي ستكون من حصة الحوثيين. وعن الجرعة، قالت المصادر إنه سيتم تشكيل لجنة من الطرفين، الحكومة والحوثيين، لدراسة الملف الاقتصادي وسبل إمكانية وضع حلول تضمن إلغاء الجرعة. كما تم الاتفاق على بقاء اعتصامات الحوثيين في صنعاء حتى يتم تنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه.. ويضم الوفد الرئاسي الدكتور أحمد عبيد بن دغر، رئيساً، يحيى منصور أبو أصبع- محمد قحطان- سلطان البركاني- حسن زيد- جلال الرويشان- عبدالعزيز جباري- عبدالملك المخلافي- عبدالحميد حريز- مبارك البحار. وقد انضم للوفد نبيلة الزبير، رئيسة فريق صعدة بمؤتمر الحوار، كما رافق الوفد القيادي الحوثي علي البخيتي. وأظهر تسجيل الفيديو لحظة وصول الطائرة العسكرية إلى المطار ونزول الوفد الرئاسي المكون من عشرة أشخاص، برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور أحمد عبيد بن دغر، واستقبالهم من قبل مناع، وقائد محور صعدة، وقائد اللواء 103 ومدير الأمن السياسي بصعدة، ومسئولين آخرين لم يكشف عنهم المرشد المرافق للوفد خلال تعريفه بالقيادات التي استقبلت الوفد على أرضية المطار. ودعا رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي قوات الجيش والأمن إلى رفع درجة الاستعداد واليقظة العالية بكل أجهزتها لمواجهة كافة الاحتمالات، مع إعلان جماعة الحوثي بدء المرحلة الثانية من التصعيد لإسقاط الحكومة. وقال هادي خلال ترؤسه، أمس، اجتماعاً استثنائياً وطارئاً للجنة الأمنية العليا ومجلس الدفاع الوطني، إن الدولة لن تبقى مكتوفة الأيدي، واصفاً التصعيد من قبل الحوثيين ب"التهديد الخطير". وأعلن زعيم جماعة الحوثي، عبدالملك، بدء المرحلة الثانية من التصعيد، مؤكداً الاستمرارية حتى تنفيذ المطالب المعلنة من قبل جماعته (إسقاط الحكومة، إلغاء الجرعة، تنفيذ مخرجات الحوار الوطني)، فيما مددت اللجنة الرئاسية التي وصلت صعدة للقائه، مهامها إلى اليوم، وسط أنباء عن التوصل إلى بعض التفاهمات، وعلى وجه الخصوص إقالة الحكومة وتشكيل حكومة شراكة وطنية. وإذ دعا عبدالملك الحوثي أنصاره المشاركين في اعتصامات تطوِّق العاصمة صنعاء، منذ الاثنين، إلى أداء صلاة الجمعة في شارع المطار لتكون تتويجاً للمرحلة الأولى من الاحتجاج. وقال إن التصعيد سيستمر سلمياً وبالتوازي مع المفاوضات الجارية، مشيراً إلى أن الاستجابة من قبل السلطات لمطالب جماعته ليست بالحد الكافي حتى اللحظة وغير موثوق بها. وأضاف أن جماعته وأنصارها سيستمرون في التصعيد حتى تبرهن السلطات استجابتها للمطالب عملياً. وقال الحوثي إن معظم المشاركين في الاعتصامات جماعته هم من أبناء العاصمة ومحافظة صنعاء، ومحافظات أخرى، وبالتالي فإن ما تروِّج له بعض القوى من أن الهدف هو إسقاط صنعاء هي (ادعاءات زائفة)، حد تعبيره. موضحاً (الأهداف واضحة ومحددة، إسقاط الحكومة إلغاء الجرعة تنفيذ مخرجات الحوار).. وقال إن الذين يتهمون جماعته بمحاولة إسقاط صنعاء إنما يتهربون من الفضيحة، كونهم يتبنون ويدافعون عن الجرعة. ولفت زعيم جماعة الحوثي، عبدالملك، إلى وجود خلافات بين سفراء الدول العشر رعاة المبادرة الخليجية، وأن رسالتهم التي وصلته محمَّلة تحذيراً شديد اللهجة كانت غير موقعة، مشيراً إلى أن هناك من بين سفارات تلك الدول غير موافقة على ما ورد في الرسالة التي قال إنها تعبِّر أكثر عن مواقف بريطانيا وأمريكا. شهود عيان قالوا إن مسلحي القبائل الموالين لجماعة الحوثي استمروا، أمس، في التوافد إلى مخيمات الاعتصام على مداخل العاصمة. وقال ناشطون حوثيون في صفحاتهم على الفيسبوك إن الوافدين أمس قدموا من مأرب وشبوة وإب ومن قبائل آنس والحدا وخولان الطيال، وأنهم أعلنوا تأييدهم لخطوات التصعيد واستعدادهم الكامل للتحرك بكل الوسائل. من جهته قال عبدالملك المخلافي، المتحدث باسم اللجنة الرئاسية، إن اللجنة وصلت صعدة بكامل أعضائها والتقت عبدالملك الحوثي وقيادة (أنصار الله). وأضاف في تصريح لموقع وزارة الدفاع أنه جرى نقاش مستفيض ومعمق حول مختلف القضايا، سادته روح الصراحة والوضوح، وكانت نتائج النقاش إيجابية ومطمئنة، وتم الاتفاق على مواصلة النقاش، يومنا هذا الجمعة، بهدف التوصل إلى اتفاق يحقق مصلحة الشعب والوطن. مظاهرات إخوانية مؤيدة للجرعة إلى ذلك شهدت محافظتا تعز وإب (إقليم الجند)، أمس، مظاهرات وُصفت بالحاشدة، دعا إليها حزب الإصلاح (الإخوان) تأييداً للحكومة والتنديد باعتصامات الحوثيين.