مصدر مقرب من الوفد الرئاسي في صعدة أنه تم التوصل مع جماعة الحوثي في وقت متأخر من مساء أمس إلى اتفاق لحل الأزمة الراهنة سيتم التوقيع عليه اليوم الأحد ومن ثم إعلانها للرأي العام. ويتضمن الاتفاق بنوداً رئيسية، أبرزها الاتفاق على مبدأ الشراكة السياسية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية وتشكيل لجنة اقتصادية لدراسة ملف الجرعة ورفع مخيمات الاعتصام، ووضع آلية مزمنة لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، فيما تم الاتفاق على تأجيل ملف نزع السلاح إلى مرحلة لاحقة. وعن حصة الحوثيين في الحكومة، قال المصدر إن الجماعة لا تريد المشاركة في الحكومة بصفة مباشرة ولن يكون لديهم ممثلون رسميون في الحكومة، إلاّ أن لديهم الحق في تزكية من يرونهم لشغل حقائب وزارية ومناصب قيادية عسكرية وأمنية من خارج جماعتهم. وكان الناطق الرسمي لجماعة الحوثي محمد عبدالسلام، نفى مطالبة جماعته بحقائب وزارية. وقال في منشور على صفحته (بالفيس بوك) "نؤكد أنه لا صحة لما تناولته بعض وسائل الإعلام عن وجود مفاوضات مع اللجنة الحكومية حول مطالبتنا بعدد من الحقائب الوزارية، فقد أكدنا أننا لن نشارك في أي حكومة قادمة، وأن مطالبنا واضحة وهي إصلاح الوضع والانتقال إلى مراحل شراكة سياسية لا تتحكم فيها قوى النفوذ أو يتم فيها الاستهتار بحقوق الشعب الاقتصادية والسياسية، وأن مطالبنا ما زالت مطالب الشعب اليمني العزيز". وفي صنعاء واصلت اعتصامات الحوثيين تمددها في أحياء الجراف والحصبة، حيث وصلت أعداد المخيمات إلى قرابة العشرين، فضلاً عن مخيمات الاعتصام المحيطة بالعاصمة من مختلف الاتجاهات، ودعت اللجنة المنظمة إلى مسيرة عصر اليوم تتجمع في شارع المطار. وفي صنعاء أيضاً قتل شخصان وأصيب آخرون بتفجر المواجهات، أمس، بين مسلحي جماعتي الحوثي والإخوان وسط العاصمة صنعاء التي تتمدد فيها مخيمات الحوثيين. وقالت مصادر محلية مستقلة ل"اليمن اليوم" إن مواجهات اندلعت في محيط مقر جماعة الحوثي في مسيك، الأحياء الشرقية للعاصمة، مشيرة إلى أن قتيلين سقطا في تلك المواجهات وأصيب نحو 6 آخرين من الطرفين، فيما أعداد الضحايا مرشحة للزيادة. وأشارت المصادر إلى أن المواجهات لا تزال مستمرة، حتى لحظة كتابة الخبر، وأن مسلحي "الإخوان" يتوافدون على جامع النور في المنطقة فيما يتوافد الحوثيون على مقرهم. ويتبادل الطرفان، وفقا للمصادر، النار بصورة متقطعة. من جانبها اتهمت مصادر في جماعة الحوثي من وصفتهم ب"الدواعش والتكفيرين" مهاجمة مقرها في مسيك الكائن في منزل الشيخ، شرف الوادعي، مما أسفر عن مقتل نجل الوادعي، علي، وقائد المجموعة المسلحة التي هاجمت المقر ويدعى، فارس البراق. كما أشارت المصادر إلى إصابة زوجة شرف الوادعي ونقل آخرين إلى مستشفى في العاصمة. وقالت المصادر أن سكان المنطقة الموالين للحوثي يتعرضون منذ أسابيع للتهديد بالقتل والتصفية. من جهتها قالت مصادر في حزب الإصلاح إن الحوثيين حاولوا اقتحام جامع النور المحاذي لمقرهم في مسيك، مشيرة إلى اندلاع مواجهات بين حراسة الجامع والحوثيين. وتعتبر مسيك إحدى مناطق العاصمة التي تصنف أمنيا كبؤرة لتمركز عناصر القاعدة فيها.