تلقف عدد كبير من أعضاء حكومة الوفاق الأخبار التي تتداول هذه الأيام عن مباحثات لتشكيل حكومة كفاءات وخبراء فأعلنوا أنهم حصلوا على درجة الماجستير من جامعة صنعاء حتى يحجزوا لأنفسهم أماكن في الحكومة القادمة التي من المفترض أن تكون حكومة خبراء وكفاءات . وبعد أن حصلت الدفعة الأولى منهم على الماجستير أبدى بعضهم رغبته في مواصلة الدراسة لنيل الماجستير وربما الدكتوراه، وفي زحمة المنافسة والتنافس على ذلك تقدم أحد أعضاء الحكومة وهو وزير شاب للجامعة لدراسة الماجستير ناسياً أنه لم يحصل على البكالوريوس بعد فقد ترك الدراسة الجامعية في منتصفها ولم يكمل ونظراً لأن هذه الحكومة حكومة محاصصة ومقاسمة فقد حصل على حصة أحد أقاربه فيها وحين حصحص الحق وتم التأكيد أن الحكومة القادمة ستكون حكومة خبراء فقد اضطر إلى أن يدخل في زفة الماجستير ولأنه وزير ونافذ فقد تم تسجيله والتغاضي عن أي نقص في وثائقه وهذه من العجائب التي غالباً ما نسمعها في بلد الإيمان والحكمة . أما الدفعة الثالثة من أعضاء الحكومة فقد حصلوا على الدكتوراه من جامعات إحدى الدول العربية التي تمنح شهاداتها بتوصيات حزبية وهناك الكثير ممن حصلوا على شهادات الدكتوراه ويشغلون مواقع نواب وزراء ووكلاء وزارات ومدراء عموم وهذه الجامعات معروفة وأنا أنصح كل أعضاء حكومة الوفاق غير الحاصلين على الدكتوراه أن يتوجهوا إلى الحزب المعروف للحصول على تزكياته إلى تلك الجامعات لمنحهم درجة الدكتوراه بدلاً من كل هذا التعب وتقديمها إلى الأخ الرئيس للحفاظ على أماكنهم ومواقعهم في الحكومة القادمة. أعتقد أن كل أعضاء الحكومة الحالية دون استثناء لا يستحقون البقاء في الحكومة القادمة وفقاً للمعايير الدولية والوطنية والشعبية المطلوبة عند تشكيل أي حكومة خبراء وكفاءات فخلال السنوات الثلاث الماضية جعلتنا هذه الحكومة نعيش أسوأ أيام في تاريخ اليمن ويفترض أن يتم محاسبتهم ومحاكمتهم وإحالتهم إلى السجن المركزي الذي تم اقتحامه في عهد حكومتهم العاجزة، والتي تمت في عهدها أيضاً أكبر عملية تسريب لامتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية وأكثر عمليات اغتيالات لمواطنين وقادة وضباط وأكاديميين كما أن هذه الحكومة شهدت أكثر عمليات لتخريب أبراج الكهرباء وأنابيب النفط والمصالح العامة وبالتالي فيجب على الرئيس وكافة الأحزاب والأطراف التي ستشترك في الحكومة القادمة أن تحترم مشاعر الناس والشعب ولا تعيد أحداً من هؤلاء إلى الحكومة الجديدة التي نأمل أن تكون حكومة تمثل كافة الأطراف والقوى السياسية والاجتماعية وكل أبناء الوطن. وباعتباري أحد أبناء هذا الشعب المسكين المظلوم أطلب من الأخ الرئيس أن يراعي كافة أبناء الوطن اليمني من المهرة حتى صعدة ويختار أفضل الكفاءات والخبرات لهذه الحكومة الجديدة لمعالجة ما أفسدته الحكومة الحالية وإخراج اليمن من أوضاعها السيئة الاقتصادية والأمنية والاجتماعية، وتعمل من أجل لملمة الجراح ورأب الصدع وإعادة اللحمة اليمنية والوحدة الوطنية عن طريق معالجة الأسباب التي أدت إلى ما نشهده اليوم من انقسامات ودعوات مناطقية ومذهبية وطائفية وتكون فعلاً حكومة خبرات وكفاءات تخدم اليمن ولا تخدم نفسها وأعضاءها كما عملت حكومة الماجستير الحالية.