أُعلنت حالة استنفار في أجهزة الاستخبارات الغربية، بعد سيطرة ميليشيات إسلامية ليبية على نحو 12 طائرة مدنية في مطار طرابلس الدولي أخيراً، خشية استخدام هذه الطائرات الضخمة في تنفيذ هجمات إرهابية في شمال أفريقيا، تستوحي هجمات 11 سبتمبر 2001 على مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى البنتاغون في واشنطن. وتلقت إدارة أوباما تقارير استخباراتية عن الطائرات المسروقة، مع تحذير من إمكانية استخدام طائرة أو طائرتين كل مرة في هجمات تحيي ذكرى هجمات 11 سبتمبر، كما أفادت مصادر أميركية مطلعة على هذه التقارير. ونقلت صحيفة واشنطن تايمز عن أحد المصادر قوله: "إن هناك عدداً من الطائرات المدنية المفقودة في ليبيا، ونحن اكتشفنا في 11 سبتمبر ما يمكن أن يحدث باستخدام طائرات مخطوفة". لاحظ المصدر أن تحذيرات الاستخبارات للبيت الأبيض بشأن هذه الهجمات تأتي مع اقتراب الذكرى الثانية للهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي ومقتل السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز. ورفض مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأميركية التعليق على اختفاء الطائرات المدنية الليبية من مطار طرابلس. لكنّ مسؤولين آخرين أكدوا أن أجهزة الاستخبارات الأميركية تسعى إلى تحديد أماكن وجود جميع الطائرات التي تملكها شركتا طيران حكوميتان ليبيتان. يضم أسطول شركة الخطوط الجوية الليبية 14 طائرة ركاب وشحن، بينها 7 طائرات إيرباص 320، وطائرة إيرباص 330، فيما يضم أسطول شركة الخطوط الأفريقية 13 طائرة، كلها من طراز إيرباص. وكانت هذه الطائرات وقعت بأيدي ميليشيات إسلامية في ما يُسمى عملية "فجر ليبيا" في الشهر الماضي، رغم إصابة بعضها بأضرار خلال القتال. وقال الخبير في مكافحة الإرهاب سبستيان غوركا إن الطائرات المسروقة يمكن أن تُستخدم بطريقتين، الأولى، كما استُخدمت طائرات مدنية في 11 سبتمبر 2001، وبذلك "تحويل وسيلة بريئة لنقل المسافرين إلى صاروخ موجَّه يتسم بدقة عالية في إصابة الهدف وبفاعلية هائلة"، بحسب غوركا، الذي يعمل أستاذاً في جامعة مشاة البحرية الأميركية في ولاية فرجينيا. وأضاف غوركا "أن التكتيك الثاني هو استخدام هيكل الطائرة بعلاماته المدنية كأداة تمويه وخداع لنقل إرهابيين مسلحين إلى مكان مفتوح دائمًا للطائرات المدنية". من جانبه طالب جان ايف لودريان وزير الدفاع الفرنسي بقية دول أوروبا بدعم بلاده في تشكيل تحالف لوقف العنف واقتلاع من سماهم "الإرهابيين" من ليبيا. وسيطرت المليشيات الإسلامية قبل أيام على العاصمة الليبية طرابلس بشكل كامل بعدما دحروا قوات "الكرامة" التابعة للواء خليفة حفتر. وقال جان ايف لودريان في مقابلة نشرتها جريدة الفيغارو الفرنسية الثلاثاء "يجب أن نتدخل في ليبيا ونحرك المجتمع الدولي لذلك". وأكد لودريان أن فرنسا بإمكانها تحريك قواتها المنتشرة في عدد من دول الجوار إلى الحدود الليبية. وأضاف أنه طالب وزراء الدفاع في دول الاتحاد الأوروبي بدعم التدخل في ليبيا خلال اجتماعهم في مدينة ميلانو الايطالية الثلاثاء كما حبذ تحركا فرنسيا مماثلا في الأمم المتحدة.