أعلنت جماعة الحوثي، أمس، استكمال سيطرتها على معظم محافظة الجوف بعد اقتحام مسلحيها المعقل الرئيس لجماعة الإخوان، ونسف منزل رئيس شورى حزب الإصلاح وقائد مقاتليهم هناك الشيخ الحسن أبكر.. فيما وقعت قبائل همدان الجوف اتفاقاً لمنع اندلاع حرب في مدينة الحزم (عاصمة المحافظة) ومديرية الخلق الواقعتين على أراضي القبيلة. وقالت ل"اليمن اليوم" مصادر محلية وعسكرية متطابقة إن مسلحي الحوثيين معظمهم من أبناء قبائل دهم الجوف تمكنوا مع ساعات الفجر من اقتحام منزل أبكر في عزلة الرايسة مديرية الغيل، المعقل الرئيس للإخوان في المحافظة وآخر معاقلهم في الغيل. غير أن وسائل إعلام حزب الإصلاح نسبت ل(أبكر) تصريحاً يعزو فيه سقوط منزله إلى "انسحاب تكتيكي". ونشرت وسائل إعلام جماعة الحوثي، أمس، صوراً لمسلحيها داخل منزل أبكر، فيما أكد الأخير مقتل 5 من أفراد أسرته في هذه المعركة. وأضافت المصادر أن بقية مقاتلي الإخوان انسحبوا إلى نقطة عسكرية تابعة للجيش في عزلة السلمة على حدود مديرية الغيل والخلق، ولا يزالون محاصرين فيها حتى اللحظة "منتصف الليل". ووفقاً للمصدر العسكري فإن معظم المحاصرين في النقطة من البيضاء وشبوة، ويعتقد انتماؤهم لتنظيم القاعدة. وأوقف مشايخ من قبائل همدان الجوف موالون للمؤتمر الشعبي العام، إطلاق النار لمدة 24 ساعة لانتشال الجثث وإسعاف الجرحى وتأمين انسحاب مقاتلي جماعة الإخوان (الإصلاح) من النقطة التي لجؤوا إليها أمس إلى معسكر اللواء 115 مشاه في عاصمة المحافظة تمهيداً لمغادرتهم إلى مناطقهم. كما عقد مشايخ همدان الجوف اجتماعاً موسعاً في منزل رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام في المحافظة الشيخ منصور عبدالله العراقي، وخرجوا بوثيقة تقضي بتأمين مناطق القبيلة الواقعة ضمنها عاصمة المحافظة ومديرية الخلق من أية حروب. وقال ل"اليمن اليوم" الشيخ منصور العراقي إنهم تواصلوا مع طرفي الصراع –الإصلاح والحوثيين- وأبلغوهما بالوثيقة التي من شأنها تأمين مناطق همدان من الحروب، وتؤمّن الآخرين أيضاً من أية شرور.. مشيراً إلى أن الوثيقة تضمن لجميع الأطراف العمل السلمي والمرور الآمن من الخط الأسود (الأسفلت)، ومن يخترق ذلك فإن كامل أبناء القبيلة ستقف ضده. وذكر العراقي أنهم تواصلوا مع رئيس المكتب التنفيذي لحزب الإصلاح في الجوف (عبدالحميد عامر)، وكذلك ممثل الحوثيين في المحافظة (حميد المكرمي) وطالبهم الحضور صباح اليوم الأربعاء للتوقيع. وقال العراقي وهو أبرز مشايخ همدان الجوف إن الوثيقة لا تشمل المنشآت والمرافق الحكومية مثل المجمع الحكومي ومعسكر الجوف الذي يتنقل المحافظ محمد سالم بن عبود.. متوقعاً اندلاع مواجهات للسيطرة عليهما مالم تتدخل القيادة السياسية في صنعاء، وتمنع تكرار ما حصل في مدينة عمران واللواء 310 مدرع. وعن منطقة (الجر) في الأحياء الشرقية لعاصمة المحافظة والتي يقع فيها منزل القيادي في حزب الإصلاح الشيخ أمين العكيمي ويتواجد بداخله إلى جانبه الشيخ الحسن أبكر، قال الشيخ منصور العراقي "إن هذه المنطقة ليست ضمن مناطق القبيلة –همدان- وبالتالي فهي غير مشمولة بالاتفاق". وبخصوص دار القرآن (المعهد العلمي سابقاً) التابع لحزب الإصلاح، قال العراقي في سياق تصريحه ل"اليمن اليوم" إن الأمر يتعلق بموقف الإصلاح من المقاتلين الموجودين داخل الدار، فإن غادروها إلى مناطقهم فستشملها الوثيقة. وكان الإصلاح سيطر مطلع الأزمة 2011م على معسكر اللواء 115 مشاه ومعسكر الأمن المركزي في عاصمة المحافظة، وتم تجنيد المئات من مليشياته في المعسكرين بضغوط من قيادة الإصلاح في صنعاء.. فيما نقلت وزارة الدفاع جميع منتسبي اللواء 115 مشاه إلى عدن ثم إلى أبين للمشاركة في الحرب ضد القاعدة وتم تعيين (العقيد محمد عبدالله شمبا) قائدا جديدا للواء. اللواء المستنسخ في الجوف والذي كان وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد قد رفض الاعتراف به وأنه متمرد على وزارة الدفاع، شارك خلال الثلاثة الأيام الماضية وتحديداً أمس في الدفاع عن عزلة الرايسة في الغيل، من خلال قصف مكثف بالمدفعية وراجمات الصواريخ. المعركة في الغيل بدأت نهاية يونيو الفائت وسيطر الحوثيون على مركز المديرية ومعظم المناطق والعزل، وبقيت عزلة الرايسة حيث منزل أبكر.. واستغرقت الرايسة شهرا كاملا للسيطرة عليها بعد انهيار قوات الإخوان المسنودين بقوات من الجيش (الفرقة المنحلة) ومقاتلي تنظيم القاعدة القادمين من البيضاء وشبوة ومأرب والتي اعترفت القاعدة بمشاركتهم. انهيار قوات الإخوان بدا بشكل لافت أمس الأول بسبب إحجام الطيران الحربي عن تنفيذ غارات جوية كانت تستهدف التقدم الميداني للحوثيين.. وامتناع الطيران الحربي بعد قصفه بالخطأ منزل قيادي مؤتمري في مديرية الخلق البعيدة عن مسرح المواجهات ما أسفر عن مقتل وإصابة 17 شخصاً بينهم أطفال ونساء. وأمس عاد الطيران الحربي ونفذ قرابة 25 طلعة جوية لمنع سقوط الرايسة ولكن دون جدوى. وفي جبهة مأرب تواصلت المعارك أمس على أشدها وسط تقدم ميداني وصف بالكبير لمقاتلي جماعة الحوثي التي كانت قد استكملت السيطرة أمس الأول على وادي الخانق وصولاً إلى حريب نهم محافظة صنعاء. وقالت مصادر محلية متطابقة ل"اليمن اليوم" إن الحوثيين بعد أن أمّنوا مناطق سيطرتهم في الخانق عادوا للقتال في مناطق الجفرة القريبة من مفرق الجوفمأرب، على خط مأرب وتمكنوا من السيطرة على مواقع تابعة للإخوان هناك وتوقفوا قرب الخط الإسفلتي تمهيداً لمعركة (القراقير) وهذه الأخيرة منطقة ضمن وادي الحريشا بين مديرية مجزر ومدغل الجدعان. وأكدت المصادر سقوط قتلى وجرحى بالعشرات من الطرفين في معركة أمس..