دخلت، أمس، الحرب في العاصمة، مرحلة الحسم بسيطرة الحوثيين على أحياء بكاملها في المدخلين الشمالي الغربي والشمالي الشرقي للعاصمة، بالإضافة إلى السيطرة على مبنى التلفزيون الحكومي، ومواقع للواء الرابع حماية رئاسية وكتائبه وتبة ومنزل اللواء علي محسن الأحمر في الستين.. وأحياء أخرى وتضييق الخناق على مقر قيادة الفرقة الأولى مدرع (المنحلة) وجامعة الإيمان وقصفهما قصفاً مكثفاً طوال ساعات النهار، فيما أعلن المبعوث الأممي جمال بنعمر التوصل إلى حل ويجري الترتيب لتوقيعه بناءً على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني. ووفق مصادر "اليمن اليوم" بدأت المعارك أمس بمحاولة الحوثيين، صباحاً، اقتحام جامعة الإيمان من البوابة الغربية حيث سيطروا على حارة السلام وكلية الطب في مذبح التابعة لجامعة صنعاء، والتحموا مع مسلحيهم القادمين من شارع الثلاثين إلاّ أن قوات الفرقة تصدت للمحاولة. وفي المساء وبعد السيطرة على حي النهضة عاود الحوثيون الهجوم على جامعة الإيمان محاولين اقتحامها من الجهة الشرقية، ولا تزال المعارك حتى اللحظة منتصف الليل وسط أنباء متضاربة حول اقتحام الحوثيين لها. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر قبلي مقرب من عبدالمجيد الزنداني إن قائد حراسة رئيس جامعة الإيمان قُتل في مواجهات أمس. وأضاف: إن الضابط خلدون اليماني، قائد حراسة الشيخ عبدالمجيد الزنداني وهو من أبناء محافظة لحج قتل صباحاً بالقرب من البوابة الجنوبية لجامعة الإيمان. وتزامن الهجوم على جامعة الإيمان التابعة للقيادي في حزب الإصلاح عبدالمجيد الزنداني، بمحاولة اقتحام مقر الفرقة الأولى مدرع (المنحلة) من البوابة الشرقية، صباحاً.. وكرروا المحاولة في العصر بعد أن سيطروا على الأحياء المجاورة للبوابة الشرقية. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر في الفرقة إن الحوثيين لم يتمكنوا بعد من اقتحام الفرقة لكنه أشار إلى أن الحوثيين قد نجحوا في فرض حصار عليها من جميع الاتجاهات وأنهم قصفوا، أمس، بكثافة إلى داخل الفرقة ما أدى إلى إعطاب الكثير من العتاد العسكري. وقال القيادي في جماعة الحوثي علي البخيتي إن اللجان الشعبية ستتجه خلال الساعات القادمة لتحرير الفرقة الأولى مدرع. وقال مصدر من داخل الفرقة ل"اليمن اليوم" إن اللواء علي محسن الأحمر الذي يقود المواجهات من مكتبه السابق في الفرقة أمر -في العصر- بإخراج عدد من الدبابات والمدرعات (بي.إم.بي) و(بي.آر) وهو ما تم، مشيراً إلى أن عدداً من العتاد العسكري تم إخراجه من البوابة الجنوبية وأخرى من البوابة الشرقية قبل أن يفرض الحوثيون حصارهم على البوابتين للفرقة وكذلك جامعة الإيمان. وأوضح أن هذا الإجراء الذي لا يعرف الجنود دوافعه تسبب بانهيار كبير في المعنويات.. حيث تولد إحساس لدى الجنود بأن الغرض من ذلك تهريب السلاح الثقيل حتى لا يقع في يد الحوثيين ما يعني أن السقوط واقتحام الحوثيين للفرقة بات وشيكاً. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر محلي قريب من البوابة الغربية للفرقة، إن 4 دبابات وعربات مدرعة خرجت من الفرقة عصراً ودخلت جامعة الإيمان. وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد بكثافة طوال ساعات النهار من الفرقة وجامعة الإيمان وتبة علي محسن الأحمر. معركة التلفزيون المعركة الأهم كانت في حي النهضة ومحيط التلفزيون حيث تمكن الحوثيون -في العصر والساعات الأولى من المساء- من فرض سيطرتهم على حي النهضة واقتحام مبنى التلفزيون والمواقع التابعة للواء الرابع المكلف بحماية التلفزيون، كما تم اقتحام المدينة السكنية التابعة لحميد الأحمر في حي النهضة في الستين. وأعلنت جماعة الحوثي في وسائل إعلامها سيطرتها الكاملة على التلفزيون والمواقع العسكرية المحيطة به وحي النهضة، كما انقطع بث الفضائية اليمنية لساعات قبل أن يعاود البث التاسعة مساءً من مقر دائرة التوجيه المعنوي التابعة لوزارة الدفاع بصنعاء، وفق ما أفاد به "اليمن اليوم" مصدر في التوجيه، وفي وقت متأخر أعلن عن تسليم التلفزيون لحماية من الشرطة العسكرية. وقال ضابط في اللواء الرابع اتصلت به "اليمن اليوم" دون الكشف عن اسمه إنه وزملاؤه الآن –العاشرة مساءً- في ساحة الاعتصام في حي الجراف.. مشيراً إلى أن عدداً من زملائه انضموا إلى "أنصار الله" طواعية.. والبقية تحت الأمر الواقع.. وآخرين تم إطلاق سراحهم بعد أن رفضوا الانضمام إلى الساحة. وقال ل"اليمن اليوم" شهود عيان إن عدداً من سيارات الإسعاف خرجت من مبنى التلفزيون. وسيطر الحوثيون على نقطة الصيانة القريبة جداً من الفرقة الأولى جهة الشرق كما سيطروا على مدينة الثورة الرياضية وتمركزوا فيها، وكذلك تمت السيطرة على المدينة الليبية والمدينة الخضراء.. وشملت سيطرة الحوثيين على معظم حارات حي صوفان، وتضاربت الأنباء حول اقتحام الحوثيين لمنزل نائب رئيس مجلس النواب حمير الأحمر في صوفان إلاّ أن المعلومات المؤكدة أن المنزل تعرض للقصف. وأعلن الناطق الرسمي باسم جماعة الحوثي، محمد عبدالسلام، في العاشرة مساءً، انتهاء المواجهات وأن جماعته سوف تسلم مبنى التلفزيون والمواقع الحكومية التي سيطروا عليها لقوات من الشرطة العسكرية لتتولى حمايتها وتأمينها. ومن جهتها أعلنت اللجنة الأمنية العليا حظر التجوال في الأحياء المشار إليها. سياسياً وفي سياق المفاوضات أعلن المبعوث الأممي جمال بنعمر التوصل إلى اتفاق لإنهاء الأزمة بناءً على مخرجات الحوار الوطني.. وقال في بيان صادر عنه أمس إن الترتيبات جارية للتوقيع. وأضاف: إنه وبعد مشاورات مكثفة مع جميع الأطراف السياسية، بما فيها أنصار الله، تم التوصل إلى اتفاق لحل الأزمة الحالية في اليمن بناء على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني. وتابع أن التحضير جارٍ لترتيبات التوقيع، مشيراً إلى أن الاتفاق سيشكل وثيقة وطنية تدفع بمسيرة التغيير السلمي، وترسّخ مبدأ الشراكة الوطنية والأمن والاستقرار في البلاد. ولفت بنعمر إلى أن اليمنيين عانوا طويلاً من العنف والاقتتال، مبدياً أسفه لاستمرار إراقة الدماء، خصوصاً بعد التوافق على مخرجات تاريخية في مؤتمر الحوار الوطني. وأكد بنعمر أن الوقت حان الآن لتجاوز المصالح الضيقة، وتغليب المصلحة العليا، والعمل بمسؤولية على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وبناء الدولة الجديدة التي توافق عليها اليمنيون.