أمين عام الإصلاح ناشد أنصار الله عدم المساس بممتلكاته الخاصة، وأخبار وسائل إعلام الحزب أكدت أن بعض مقراته في العاصمة صارت في قبضة حلفائه السابقين، وسقطت قلعته العسكرية المدرعة، كما سقط وكر الإرهاب الإيماني الزنداني، ورأيت القوم خائفين، مرتبكين، "مبلودين"، أعشى من فراخ الدجاج، من هول الصدمة.. والخلاصة أن المصائب التي تمنوها لغيرهم حاقت بهم، وكل الشرور التي كانوا يسعون لإلحاقها بالآخرين نزلت عليهم، ونعوذ بالرب من كآبة المنقلب.. على أنه ينبغي لأنصار الله أن يحذروا التمادي والانتقام، وأن يقدروا لحزب الإصلاح، أنه قد أبلغهم، عبر رئيس الهيئة العليا للحزب محمد اليدومي، وداعية غزو غرف النوم، محمد قحطان، أنهم في الإصلاح لن يحاربوا من أجل جامعة الزنداني، والفرقة المدرعة، وربما كان هذا الحياد اليدومي والقحطاني سبباً في اجتياح الفرقة بتلك السهولة.. هذا إذا كان بلاغ اليدومي وقحطان، ليس كذبة عذراء، إذ إن كثيراً من المتابعين يميلون إلى هذه الأخيرة، اعتقاداً منهم أن الإخوان في حزب الإصلاح لا يفرطون برؤوس أموالهم، ولا بحلفائهم، ولا يتركون ما أعدوا له في السنوات الأخيرة، والسنوات الخوالي، يذهب سدى.. ولكن أين ذهبت مخرجات معسكرات حزب الإصلاح، وأين ذهب مجندو الإصلاح، ومليشيات الإصلاح، وحلفاء الإصلاح من قاعدة ودواعش؟ لقد سقطت قلعتان مهمتان للإصلاح في العاصمة، في غياب رؤوس الأموال الإصلاحية وتلك، التي كانت ولا تزال نقاط ضعفه. صباح الأحد، اتصل صديق من عدن، يسألني عن المعارك الحربية في العاصمة، فقلت له: كانت معارك في الليلة الماضية، والآن أصبحنا على هدوء، وبعد قليل سيوقع الاتفاق في القصر الجمهوري، وربنا يصلح الأمور.. قال: لن يكون هناك توقيع، والمعارك ستستمر إلى أن تسقط الفرقة والجامعة، وبعد ذلك يكون توقيع، قلت: من أين أتيت بهذا الكلام؟ قال صدقني، الدنيا تشتي الأمور تمشي بهذا الاتجاه، وبعد ذلك ستصلح الأمور.. اتصلت بصديقي قبل مساء الأحد، وقلت له: يا جني،كلامك طلع صدق، فبعد ساعة من اتصالك اشتدت المعارك، وبعد الظهر سقطت الفرقة المدرعة وجامعة الزنداني، وفي المساء ترأس الرئيس اجتماعا لمستشاريه وقيادات الأحزاب، وأنصار الله، ووقع الاتفاق.. قال: أحسن شيء أن الإخوان في الإصلاح فهموا ما يجري حولهم، واستوعبوا موقف الجوار الإقليمي، والموقف الدولي من الجماعات الإرهابية، التي تعتبر سليلة الإخوان المسلمين، بمعرفة العالم أجمع، هذا العالم بات يظهر رغبته في محاربة الإرهاب، والتحالف العالمي العريض الذي نشأ مؤخرا لضرب الدواعش، تجلٍّ لتلك الرغبة.