ظهر محمد قحطان رئيس الدائرة السياسية الأسبق للتجمع اليمني للإصلاح مرتبكاً وعلى غير عادته وهو يتلو أول تصريح له بعد المؤتمر الرابع للإصلاح ،فالمعهود عنه أنه يتحدث بثقة لتبرير أخطاء حزبه السياسية أو لتحسين صورة حزبه الفكرية أو لمناكفة خصومه السياسيين في الحزب الحاكم. هذه المرة كان يجيب بتردد وتلكؤ على أسئلة قناة الحوار اللندنية عن الأسباب التي أدت لقيام الإصلاح بتجاوز اللائحة الداخلية للحزب والتمديد للأحمر بدورة غير قانونية ،وظل قحطان يقدم المبررات تلو الأخرى والتي على مايبدو لم تقنع المدير للحوار ومع إلحاحه نطق قحطان بعبارات مترددة ومرتبكة تكشف عمق الانقسام الإصلاحي حول الأحمر حيث قال فيما معناه: إن الإصلاح إذا لم يمدد للأحمر فإن من المحتمل ذهابه للضفة الأخرى يقصد المؤتمر. قحطان كان قد صرح قبيل المؤتمر العام الرابع أن هناك أنظمة والإصلاح حزب مؤسساتي ولن يكون هناك تجاوز للوائح ،وقد حدث العكس تماماً ،الإصلاح أثبت أنه حزب يدير أموره السياسية وغيرها عن طريق التوافق والمراضاة أوالتزكية أوانتخابات القائمة المسبقة ،فلاجديد في الاصلاح سوى أن الأحمر واليدومي والآنسي كانوا يديرون الاصلاح والآن الأحمر واليدومي والآنسي يديرون أيضاً الاصلاح ولذا أرثي للعزيز قحطان فلطالما احرجه حزبه وهو ينفي غالباً مايصرح به قحطان. يأتي الزنداني ولكن بشكل آخر وفي نفس الوتيرة فالزنداني يغرد خارج سرب الإصلاح، ولطالما أحرجه حزبه بالقول «إنها اجتهاداته الخاصة» ويجند قحطان في الغالب للرد على تصريحات الزنداني التي تخالف التوجه السياسي للاصلاح ودائماً مايبرر الزنداني «تمرده» على الاصلاح بالقول إن التزامه الاسلامي مقدم على التزامه «الإصلاحي» لكن من الثابت سياسياً أنه يقف ومن منطلق ديني ضد التحرر أوالتحديث الذي يقوده قحطان ،هذا التحرر الذي يرفضه الزنداني باعتباره أقرب للعلمانية منه إلى الاسلام وخصوصاً مايتعلق بالمرأة والتي انتصر المؤتمر الرابع لها ولوبشكل جزئي. المؤكد أن الزنداني وقحطان مثلا قطبين ثنائيين للإصلاح متضادين في الفكر وأضحى مع الأيام لهما مايشبه الأنصار في الحزب لكن قحطان عمق فكره داخل الحزب لالتزامه التنظيمي بينما ذهب الزنداني قريباً من الذلة في جامعته الخاصة. الزنداني وقحطان كان أشبه بضيفي الاتجاه المعاكس بحلقات اصلاحية يديرها اليدومي ومايجمع بينهما أن الاصلاح يخذل كثيراً من مواقفهما وينفي بعضاً من تصريحاتهما بل كانا يحرجان الاصلاح أحياناً ويحرجهما الاصلاح احايين أخرى .. وفي نهاية المطاف كان من الصعب إبعاد أحدهما وإبقاء الآخر ،لأن ذلك سيعد الراديكاليين في بقاء قحطان أوالليبراليين في حال بقاء الزنداني، وكان من العدل الاصلاحي إبعاد الاثنين عن الواجهة وانفاؤهما في «الهيئة العليا».