بعد وصول الإخوان للحكم خرج القيادي الإخواني عصام العريان بتصريح أن الأخوان ستحكم 5 دول في العالم. العريان كان يقصد مصر وتونس والسودان وتركيا وغزة "باعتبار أن للأخيرة حكومة يتم انتخابها". لم يمر عامان على هذا التصريح.. حتى بدأت أركان المبنى الإخواني في التهاوي والتشقق.. بدأت بخروج المصريين على حكم الإخوان بثورة 30 يونيو ليسقط حجر الزاوية في المخطط الإخواني "مصر". بعد ثورة 30 يونيو ورحيل الأخوان بدأت السودان في الاعتدال والميل عن طريق المشروع الإخواني وذلك بعدما ظهر التكاتف الخليجي مع مصر في ثورتها ضد الإخوان باستثناء "قطر".. "حماس" دخلت مؤخراً حربا مع إسرائيل تكبدت فيها خسائر في أرواح لا ذنب لهم كما تكبدت خسائر جسيمة في البنية التحتية للقطاع.. تحركت القيادة الفلسطينية بطلب للقاهرة لرعاية مؤتمر "مانحين لإعادة الإعمار". وقادت القاهرة المؤتمر لتحقيق الهدف منه حتى وإن كان قادة القطاع "إخوان" إلا أنه بعد موقف القاهرة لا تستطيع حماس أن تغرد خارج السرب "في العلن"!!!.. ولعل الموقف السعودي والإماراتي تجاه سياسة قطر في دعمها للإرهاب يقف حجر عثرة في عودة "حماس" فريسة للمخطط القطري مرة أخرى وأكرر "في العلن". +++ هزيمة مفجعة للنهضة وفي تونس.. تلقى حزب النهضة هزيمة مفجعة على يد حزب نداء التونسي في الانتخابات البرلمانية التي جرت مؤخراً واستطاع الأخير أن يطيح بحزب منصف المرزوقي وراشد الغنوشي.. في بزوغ فجر جديد يتحطم فيها الركن الرابع للمخطط الإخواني.. ويرجح بعض المراقبين والمحللين التونسيين ومن خارج تونس أن تراجع حركة النهضة في الانتخابات البرلمانية وتقدم حزب نداء تونس إلى "تصويت عقابي" على حكم الإسلاميين أكثر منه تأييداً لمنافسيها. من جهته اعتبر الباحث السياسي التونسي - بحري العرفاوي- نتائج انتخابات البرلمان التونسي بأنها كانت مفاجئة ، بفوز حزب "نداء تونس " و"صاعقة " لأبناء النهضة ولكثير من المراقبين . وأضاف في اتصال هاتفي مع قناة " سكاي نيوز" أن هذه التطورات يجب أن تدفع السياسيين ليعيدوا قراءة المشهد ، وطبيعة الشخصية التونسية ..ويدعوا النهضة وشركاءها إلى مراجعة خطواتهم السابقة . ورأى أن الانتخابات السابقة قد وقعت تحت عنوانين أساسيين هما: الثورة والهوية ، حيث صوت الشعب للثورة بحماس في تلك الفترة ، ثم صوت لعنوان الهوية انتصارا لهويته العربية الإسلامية ، خاصة أمام تصريحات بعض السياسيين من اليساريين . +++ حلقة في انحسار الإخوان ويأتي تراجع النهضة في تونس كأحدث حلقة في انحسار التأييد الشعبي لحكم الإسلاميين في دول شمال إفريقيا. ففي مصر، لم يتحمل الناس حكم جماعة الإخوان أكثر من عام حتى أطاحوا بهم في احتجاجات شعبية ساندها الجيش قبل نحو عام. وفي ليبيا، أطاح بهم الناخبون في الانتخابات الأخيرة فجاء البرلمان بدون أغلبية من الإسلاميين كما كان الحال في المجلس الذي سبقه. ولم يقبل الإخوان ومن والاهم من جماعات مسلحة نتيجة الانتخابات والرفض الشعبي لهم وحملوا السلاح ليسيطروا على العاصمة طرابلس بالإضافة إلى بنغازي ثاني أكبر مدن ليبيا. ويحاول البرلمان الشرعي والحكومة الشرعية في ليبيا، عبر قوات الجيش والمسلحين المنضوين تحت إمرة الجيش الوطني، استعادة البلاد من أيدي الميليشيات التي اعتبرها البرلمان قانون جماعات إرهابية. وكان لافتا في بنغازي في الآونة الأخيرة أن السكان كانوا خاصة من الشباب أكثر فاعلية في مواجهة الجماعات المسلحة في عملية تحرير بنغازي من قبضة الإرهاب. وفي المغرب يوجد الإسلاميون في الحكم لكنهم يواجهون سخطا شعبيا لأسباب تتعلق بالسياسات الاقتصادية والاجتماعية، ويمكن القول إنه تم "احتواؤهم" سياسيا بشكل أو بآخر. ويقول أحد المقربين من تيار الإسلام السياسي في مصر إن الناس ربما يفضلون الإسلاميين "على اعتبار أنهم أهل دين يتمتعون بالمصداقية"، لكن تجاربهم في الحكم كشفت أخطاءهم.