انقضت فترة شهر الولادة الحكومية ونحن في كل يوم نشاهد للقسمة شروطا جديدة؛ حتى وصلنا آخر المطاف إلى حل " القرعة" وخروج المغلوب! لكن أكثر ما أوجع خاطري كيمني ينتمي إلى خارطة تبدأ من صعدة وتنتهي في حضرموت هو تداول بعض المواقع الإخبارية للتشكيلة الحكومية وهي مذيلة بتعريفات تنتمي إلى عصر ما قبل الإنسان الراقي. وتوغلت المرارة في حلقي وأنا اقرأ في عدد من المواقع الإخبارية حصة التقاسم للحقائب الوزارية وشعرت من خلالها كيف أن البلاد أصبحت مجرد أجزاء متناثرة بين عديد خصوم تجمعهم مصالح امتلاك القرار. ويمكن لأي قلب وحدوي أن يشعر بالألم وهو يشاهد أمامه كشفا بأسماء مناصب حكومية موزعة على شوية أوغاد وتذيلت بتفاهات على نحو : فلان الفلاني وزيرا للحقيبة الفلانية "شمالي". وفلانه الفلانية وزيرا للحقيبة الفلانية "جنوبي". وفلان الفلاني وزيرا لكذا كذا " حوثي/ شمالي" وفلان الفلاني وزيرا للحقيبة الفلانية " حوثي/ جنوبي". وفلان الفلاني وزيرا للحقيبة الفلانية"مؤتمر ش". وفلانه بنت فلان وزيرة كذا كذا "مؤتمر ج". وفلان بن مدري من وزيرا للبقعة الفلانية"مشترك /شين".وعبده قاسم وزير الزوة الفلانية "مشترك جيم ". ناقص بس يزيدوا يعملوا فلان الفلاني وزيرا للبقعة الفلانية " شمالي / إيراني. "وفلان الفلاني" جنوبي بريطاني". وعبده بن عبده وزيرا للزوة الفلانية " شيعي / هادوي "وفلان بن فلان" سني وهابي" وكمل أبو الليم. وأما اللي يفطر القلب والمرارة معاً هو أن كل هذا التكسير لنسيج المجتمع اليمني حدث ويحدث دائما تحت مسمى " حكومة وحدة وطنية" لا يبدو أننا سنكون أمام حكومة يمنية صرفة وبوسعها أن تعبر عن تطلعات شعب منهك قدر ما ستعبر عن تطلعات جماعات صغيرة وجدت في هذا الوطن "المنخوع من كل شق" فرصتها لتنمو كطفيليات من شأنها أن تزيد من علة جسد هذه البلاد العليلة أصلا .