إعلان عدن التاريخي.. بذرة العمل السياسي ونقطة التحول من إطار الثورة    الدوري الاوروبي .. ليفركوزن يواصل تحقيق الفوز    دوري المؤتمر الاوروبي ...اوليمبياكوس يسقط استون فيلا الانجليزي برباعية    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    "القصاص" ينهي فاجعة قتل مواطن بإعدام قاتله رمياً بالرصاص    "قلوب تنبض بالأمل: جمعية "البلسم السعودية" تُنير دروب اليمن ب 113 عملية جراحية قلب مفتوح وقسطرة."    غضب واسع من إعلان الحوثيين إحباط محاولة انقلاب بصنعاء واتهام شخصية وطنية بذلك!    لملس يفاجئ الجميع: الانتقالي سيعيدنا إلى أحضان صنعاء    طقم ليفربول الجديد لموسم 2024-2025.. محمد صلاح باق مع النادي    لماذا يُدمّر الحوثيون المقابر الأثرية في إب؟    "مشرف حوثي يطرد المرضى من مستشفى ذمار ويفرض جباية لإعادة فتحه"    بعد إثارة الجدل.. بالفيديو: داعية يرد على عالم الآثار زاهي حواس بشأن عدم وجود دليل لوجود الأنبياء في مصر    أيهما أفضل: يوم الجمعة الصلاة على النبي أم قيام الليل؟    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    دربي مدينة سيئون ينتهي بالتعادل في بطولة كأس حضرموت الثامنة    تضامن حضرموت يحلق بجاره الشعب إلى نهائي البطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت بفوزه على سيئون    مجلس وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل يناقش عدداً من القضايا المدرجة في جدول أعماله    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    رعاية حوثية للغش في الامتحانات الثانوية لتجهيل المجتمع ومحاربة التعليم    "مسام" ينتزع 797 لغماً خلال الأسبوع الرابع من شهر أبريل زرعتها المليشيات الحوثية    تشيلسي يسعى لتحقيق رقم مميز امام توتنهام    استشهاد أسيرين من غزة بسجون الاحتلال نتيجة التعذيب أحدهما الطبيب عدنان البرش    الصين تبدأ بافتتاح كليات لتعليم اللغة الصينية في اليمن    المنخفض الجوي في اليمن يلحق الضرر ب5 آلاف أسرة نازحة جراء المنخفض الجوي باليمن    إعتراف أمريكا.. انفجار حرب يمنية جديدة "واقع يتبلور وسيطرق الأبواب"    شاب سعودي يقتل أخته لعدم رضاه عن قيادتها السيارة    تعز.. حملة أمنية تزيل 43 من المباني والاستحداثات المخالفة للقانون    الهلال يلتقي النصر بنهائي كأس ملك السعودية    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    توضيح من أمن عدن بشأن مطاردة ناشط موالٍ للانتقالي    أهالي اللحوم الشرقية يناشدون مدير كهرباء المنطقة الثانية    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    صدام ودهس وارتطام.. مقتل وإصابة نحو 400 شخص في حوادث سير في عدد من المحافظات اليمنية خلال شهر    الخميني والتصوف    نجل القاضي قطران: والدي يتعرض لضغوط للاعتراف بالتخطيط لانقلاب وحالته الصحية تتدهور ونقل الى المستشفى قبل ايام    قيادي حوثي يخاطب الشرعية: لو كنتم ورقة رابحة لكان ذلك مجدياً في 9 سنوات    إنريكي: ليس لدينا ما نخسره في باريس    انهيار كارثي.. الريال اليمني يتراجع إلى أدنى مستوى منذ أشهر (أسعار الصرف)    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    جريدة أمريكية: على امريكا دعم استقلال اليمن الجنوبي    محلل سياسي: لقاء الأحزاب اليمنية في عدن خبث ودهاء أمريكي    الرئيس الزُبيدي يُعزَّي الشيخ محمد بن زايد بوفاة عمه الشيخ طحنون آل نهيان    أولاد "الزنداني وربعه" لهم الدنيا والآخرة وأولاد العامة لهم الآخرة فقط    15 دقيقة قبل النوم تنجيك من عذاب القبر.. داوم عليها ولا تتركها    سفاح يثير الرعب في عدن: جرائم مروعة ودعوات للقبض عليه    خطوة قوية للبنك المركزي في عدن.. بتعاون مع دولة عربية شقيقة    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و568 منذ 7 أكتوبر    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحليل: سيطرة الحوثيين على صنعاء قد تدفع مئات الالاف من سكان الشمال الى النزوح صوب الجنوب
نشر في عدن الغد يوم 10 - 09 - 2014


الصراعات في اليمن الشمالي
كتب: صالح أبو عوذل
تنبأت تقارير صحفية بعودة اليمن او ما كان يعرف بالجمهورية العربية اليمنية الى (الملكية) في ظل تقدم تحرزه جماعة الحوثيين التي باتت تحظى بتأييد قبلي من قبائل حاشد كبرى القبائل في الشمال اليمني, هذه الجماعة تحمل طابعا عقائديا ودينيا (زيدي شيعي), تسعى بحسب اتهامات لعودة الحكم الملكي الذي كان يحكم ما عرف بالمملكة المتوكلية اليمنية, واطيح به في ثورة مسلحة تمكنت بمساندة الجيش المصري من تحويل النظام في البلاد من ملكي الى جمهوري.
تقرير: إدارته حكومات انقلابية.. اليمن الشمالي بين الانفصال الطائفي والعرقي والعودة إلى الملكية
خمسون عاما على التحول في اليمن من نظام ملكي الى جمهوري, لكن هذا التحول شابته الكثير من الخروقات , حيث حكمت النظام الجمهوري قيادات ورؤساء اتوا على اشلاء وجثث من سبقوهم بدءا من السلال وانتهاء بعلي عبدالله صالح الذي لم يمت في حادث تفجير دار الرئاسة اليمنية.

اليوم الوضع في شمال اليمن يختلف جذريا , حيث يقول سياسيون يمنيون ان الملكيين يهددون الجمهورية اليمنية بفعل ما يدور في بعض المدن والبلدات المتاخمة للعاصمة اليمنية صنعاء.

الحوثيون ومن يناصرهم من (الزيود) الشيعة يقولون انهم يواجهون تيارات دينية تكفيرية ويقاتلونهم من اجل بقاء نفوذهم على مقدرات البلاد والتحكم بها وترك شعب اليمن الشمالي يتضور جوعا.

الحوثيون وفق تصريحات زعماء في الجماعة , يسعون لتمكين الشعب اليمني من ادارة بلاده , لكن هذا التصريحات يقول مسئولون في السلطات ومن الموالين للتيار الديني (الاخوان المسلمين) انها غير حقيقية ويعتبرون الحوثي ملكيا ويسعى لعودة الملكية, متهمين النظام السابق بدعم الحوثيين للانقلاب على حكم الاخوان على الرغم من المشاركة السياسية في الحكم لأحزاب اخرى.

وعلى الرغم من قيام ثورة سلمية على حكم علي عبدالله صالح في مطلع العام 2011م إلا ان الغالبية العظمى في الشمال لا يرضون بهذا التغيير الحاصل.

محمد العنسي شاب في الثلاثينات من عمره يرابط منذ العام 2011م في خيمة نصبها وسط حي الجامعة بالعاصمة اليمنية صنعاء، بألم وحسرة يتحدث محمد على ايام الثورة الأولى التي يقول انهم خرجوا فيها من اجل الحصول على دولة مدنية تساوي بين الجميع.

يأخذ محمد المحرر الى وسط الخيمة التي تمتلئ جنباتها برسوماته الممجدة لشهداء سقطوا برصاص الجيش والأمن اليمني وانصار الرئيس السابق.

وعلى باب الخيمة ينصب محمد لافتة كبيرة تحتوي على عبارات تلعن علي عبدالله صالح وعلي محسن الأحمر.

وعن اللافتة يقول محمد ان علي محسن الأحمر (وهو زعيم عسكري وقائد للفرقة الأولى مدرع) "هو من تآمر على ثورتنا وقد وضعنا كثوار في معسكر مغلق ومنعنا من خروج مسيرات لإسقاط نظام علي عبدالله صالح".
يذكر محمد الخلافات والتباينات التي كانت تحصل في الساحة وتصل الى ان "يتدخل جنود الفرقة الى جانب نشطاء الاخوان المسلمين ضدنا (نحن المستقلين)".

ما حصل (يقول محمد العنسي) انها "كانت مؤامرة على الثورة كما حصل في ثورة 26 سبتمبر التي يقول انها لم تحقق تطلعات الشعب في الشمال".

يرفض محمد مطالبات ابناء اليمن الجنوبي ويقول "الجنوبيون وحدويون اكثر منا نحن الشماليين".. طرح محمد لاقى ترحيبا من الزامكي وهو شاب من اليمن الجنوبي ومناصر لثورة التغيير الشمالية, لكن الزامكي يقول ان وحدوية الجنوب قتلت في العام 1994م.
العنسي والزامكي وغيرهما المئات من المستقلين يحتلون ساحة التغيير في صنعاء ويصرون على مواصلة ما يسمونها بالثورة اليمنية السلمية, لكن سلمية تلك الثورة تعرضت للقمع وقتل العشرات بينهم صحافيون في ما عرف بجمعة الكرامة.

بالقرب من ساحة التغيير تقع جولة شهداء الكرامة , اربعة من رجال شرطة المرور يتمركزون في التقاطعات، وعلى عمود للكهرباء نصبت لوحة ضخمة عليها صور شهداء الكرامة.

وعن الحادثة يتحدث سائق التاكسي وهو من ابناء تعز اليمنية "هؤلاء هم شهداء الكرامة سقطوا برصاص مسلحين يقال انهم استهدفوا الثوار من هذا المنزل" (يشير بيده ناحية عمارة تقع يسار الجولة على مدخل الساحة).

يقول عمار ان عملية قتل الثوار لم تثبت على طرف بعينه, هناك من يتهم النظام السابق, بينما النظام السابق يتهم الإخوان المسلمين بقتل المتظاهرين. (يضحك) "كل واحد يتهم الآخر وهكذا!".

في ال18 من مارس 2011م قتل نحو (45) من المتظاهرين ، معظمهم من طلاب الجامعات، وجرح 200 آخرون في ثلاث ساعات فقط، وفقا للأرقام التي جمعتها منظمة هيومن رايتس ووتش.

وفي ال18 من مارس الحالي تجمع المئات وسط الساحة التي كانوا يتظاهرون فيها ضد نظام صالح وهم يرددون هتافات تطالب بإسقاط الحصانة عن صالح باعتباره المتهم في قتل متظاهري جمعة الكرامة.

واصطف المئات في طوابير وهم يرتدون اكفانا تعبيرا عن تضامنهم مع رفاقهم الذين لقوا حتفهم في العام 2011م.

يقول عمار وهو سائق تاكسي ان الكثير من اليمنيين الشماليين باتوا يشعرون بالندم على الاوضاع التي كانت افضل بكثير من الوقت الراهن.. يشير الى ان غالبية الشعب وصل الى قناعة ان نظام صالح كان أفضل من الوضع الراهن.. والسبب كما يقول ان "الاخوان المسلمين يريدون حكمنا كيمنيين بالحديد والنار في الوقت الذي فشل فيه (صالح) على مدى عقود ثلاثة".

وعن الحل يقول ان "اليمنيين لديهم حكمة وسوف يخرجون من كل هذه المشاكل والازمات".

"الحوثيون يعدون رقما صعبا في المعادلة السياسية في الشمال".. يقول عبدالله صالح، مشرف على (خيمة) لعرض صور انتهاكات الطائرات الأمريكية للسيادة في اليمن وقتل العشرات من المدنيين "ان انصار الله ليسوا مختزلين في صعدة وعمران بل انهم ينتشرون في معظم المحافظات اليمنية الشمالية من صعدة شمالا الى تعز جنوبا ولديهم قواعد وانصار كثر".

وفي المعرض الذي يقول انهم افتتحوه قبل شهرين عشرات الصور لانتهاكات جنود امريكيين لما يقول انهم مسلمون في اليمن والعراق والشيشان.

وعلى جنبات الخيمة الداخلية توجد ملصقات فيها فتاوى لرجال دين يمنيين بينهم الزعيم الحوثي عبدالملك الحوثي وشيوخ دين.

وعن الفتاوى يقول "هذه فتوى للسيد (في اشارة الى عبد الملك الحوثي) الذي يلقبونه ب"السيد".

يتحدث محمد المطري وهو من بلدة بني مطر الى الغرب من صنعاء العاصمة "الكثير من اليمنيين يعتقدون ان الحوثي او انصار الله في صعدة فقط, وهذا ليس صحيحا، انصار الله في كل مكان.
يطلع القائمون الكاتب على المعرض, وفيه صور لضحايا غارة جوية, يشير صلاح بيده ناحية الصورة, هذه الصورة لضحايا طائرة بدون طيار, قتلوا اثناء مشاركتهم في عرس".
صور كثيرة لجنود أمريكيين قالوا انهم يسكنون في مقر يقع بجانب ثانوية للبنات وسط العاصمة.
الخيمة التي يقولون ان وسائل الاعلام اليمنية زارتها لم تحتو على صور ضحايا الغارات الجوية في الجنوب اليمني لأسباب، يقول صلاح ان الجنوبيين لم يزودونا بأي صور وإلا كنا عرضناها".
ساحة الجامعة تحولت الى منازل من صفيح, بوسطها يجتمع شبان يتناولون اوراق القات المحبب لدى الغالبية العظمى من اليمنيين.
يحيى شاب دون العشرينات من العمر يمتلئ فمه بأوراق القات يتحدث عن ثورة تم الانقلاب عليها من قبل جماعة الإخوان, يقول يحيى "الاصلاح رفعوا خيمهم قبل بدء مؤتمر الحوار الوطني في مارس من العام المنصرم, دعتهم توكل كرمان ولحقوا بها".
وعمن بقي في الساحة يقول "من بقي في الساحة هم الاحرار الذين رفضوا ما انتجته المبادرة الخليجية.. الناس هنا لا يسعون الى تسليم دولتهم الى يد جماعة ارهابية". بحسب التصنيف في اليمن لجماعة الاخوان.
يتقسم المئات من النشطاء في الساحة بين انصار الله والمستقلين, حيث اطلق المستقلون على ساحتهم (حارة دبش) على عكس الحوثيين الذين يأخذون الطابع الديني والمذهبي في تسمياتهم للمخيمات".

ساحة الجامعة تقع على بعد عدة كيلو مترات من خط المواجهة المسلحة بين الحوثيين وجماعة الإخوان المسلمين, حيث يقول ناشطون في جماعة انصار الله ان لديهم القدرة في احتلال صنعاء, ولكن هناك موانع كثير من بينها الحفاظ على ارواح الناس في العاصمة, خشية وقوع مواجهات مع مناوئيهم في المدينة المكتظة بالسكان.

وخلال الاشهر الماضية تمكنت تلك الجماعات الشيعية من التوغل في بلدة خمر وقبل ايام في وادي ظهر وهمدان, حيث سبق وقامت جماعة الحوثي بتفجير منزل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر, في الخمري لتعلن سيطرتها على معقل زعماء حزب الاصلاح جناح الإخوان المسلمين في اليمن, ليتمكن اولاده من الفرار الى العاصمة اليمنية صنعاء وفيها يستقرون ويتركون منزل والدهم اطلالا, قبل ان تبث وسائل اعلام يمنية صورا للحوثيين وهم يتجمعون وسط باحته, قبل ان يعلنوا عثورهم على اموال واسلحة.
وخلال الايام القلية الماضية انتقلت المواجهات المسلحة التي تأتي على وقع طائفي عرقي بين جماعة الحوثي الشيعية والاخوان المسلمين ذات المذهب السلفي إلى محافظة عمران التي كانت مسرحا للكثير من المعارك المسلحة التي اودت بحياة العشرات من الجانبين.

وسائل اعلام يمنية تحدثت عن نية الحوثي اسقاط صنعاء قبل ان يظهر قيادي في الجماعة لينفي ما قال انها مزاعم اسقاط العاصمة.

وقال السيد عبدالملك الحوثي في تصريحات انه " لا يريد اسقاط صنعاء فهو موجود وانصاره منتشرون في كل مكان".
ومنذ حكم الامامة يعد الشمال اليمني بلد الانقلابات العسكرية المسلحة حيث عرف عنها أنها بلد الانقلابات العسكرية والطائفية والعرقية منذ القدم, بدءا من انقلاب الامام على الوجود العثماني والتركي وانتهاء بمحاولة الانقلاب على الرئيس التوافقي هادي اثر استهدافه في مستشفى العرضي بصنعاء اواخر العام الماضي, قبل ان تسبقها محاولة اغتيال فاشلة فضلا عن الانقلاب على سلفيي دماج وترحيلهم من صعدة الشيعية ناحية الجنوب السني.

الإمامة في الشمال
تأسست (المملكة المتوكلية اليمنية في العام 1918) على الأرض والمساحة الجبلية والساحلية التي عرفت لاحقا بالجمهورية العربية اليمنية, واستمرت حتى انهيارها عام 1962 اثر انقلاب عسكري اسند من جمهورية مصر العربية.
وبحسب كتب التاريخ والموسوعات الحرة فقد أعلن الإمام يحيى حميد الدين إمامته، عام 1904م وخاض صراعاً ضد العثمانيين انتهى بتوقيع اتفاقية دعان عام 1911م، وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى تسلم مقاليد السلطة من الأتراك المنسحبين، وأعلن قيام المملكة المتوكلية اليمنية.

ولكن تلك المملكة انهارت بفعل الانقلاب العسكري الذي قاده شيوخ قبائل يتزعمهم محمد محمود الزبيري وهو شاعر وثائر تربى في جنوب اليمن او ما كان يعرف باتحاد الجنوب العربي.

وتقول كتب التاريخ والمؤلفات ان قوات الطائفة الشيعية الزيدية المسلمة قامت بطرد القوات العثمانية من شمال اليمن في منتصف القرن السابع عشر.

وتمكن الامام حميد الدين من السيطرة على مدن يمنية اصبحت فيما بعد تابعة للأراضي السعودية حيث يقول مؤرخون ان الامام يحيى وسع مملكته إلى جنوب تهامة وجنوب عسير, غير أنه اصطدم بالتأثير المتصاعد لملك نجد والحجاز عبد العزيز آل سعود.

الانقلاب على الإمام بمساندة جيش مصر العربية
قاد مجموعة من المشايخ القبليين ورجال الدين والسياسة انقلابا عسكريا على مملكة حميد الدين في ال26 من ديسمبر 1962م، هذا الانقلاب الجمهوري كما وصف حينها كان مسنودا بنحو سبعين الف جندي وضابط مصري, في حين كانت المملكة العربية السعودية قد قدمت كل الدعم المالي والعسكري للملكيين للصمود ودحر الجمهوريين وقوات الجيش المصري, لكن تلك المساعي السعودية قوبلت بالخسارة وانتصر الجمهوريون قبل ان يفرض الملكيون حصارا على صنعاء لأكثر من شهرين وهو الحصار الذي عرف فيما بعد بحصار ال70 يوما.

بعد انتصار الجمهوريين على الملكيين تعرض من تبقى من جنود الجيش المصري للتصفيات الجسدية (طعنا بالخناجر) من اجل الاستيلاء على اسلحتهم وتعزيز الجمهورية العربية اليمنية وحكم رئيسها عبدالله السلال.

وتقول السيرة الذاتية لأول رئيس للجمهورية العربية اليمنية عبدالله السلال انه من مواليد 1917 في قرية شعسان مديرية سنحان محافظة صنعاء.

التحق بمدرسة الأيتام بصنعاء عاصمة اليمن آنذاك عام 1929، وبعد اتمامه للمرحلة الثانوية قبل ان يرسله حاكم اليمن الإمام يحيى حميد الدين إلى العراق عام 1936 في بعثة عسكرية التحق بالكلية العسكرية العراقية وتخرج فيها برتبة ملازم ثان عام 1939.

الإرياني ينقلب على السلال
تمت الإطاحة بالسلال في انقلاب قام به ضباط الصاعقة والمظلات في 5 نوفمبر 1967 أثناء زيارته للعراق حيث كانت الحرب الأهلية بين الجانب الملكي والجانب الجمهوري لا تزال قائمة ، وتشكل مجلس رئاسي من ثلاثة أمناء هم عبد الرحمن الإرياني ومحمد علي عثمان وأحمد محمد نعمان وتشكلت حكومة برئاسة محسن العيني.

وتوفي المشير السلال اول رئيس للعربية اليمنية (الشمال) في 5 مارس 1994 (عن 77 عاما).
وعقب الاطاحة بالسلال والانقلاب عليه تم تعيين القاضي عبد الرحمن بن يحيى الإرياني (المولود في اليمن الاسفل "إب" لأسرة شافعية, وهو زعيم ديني وسياسي، شارك في الانقلاب الاول ضد الامام), رئيسا للمجلس الجمهوري 1967 إلى 1974 أي ثاني رئيس للجمهورية العربية اليمنية التي اتت بفعل الانقلاب على حكم الامامة.

ويقول مؤرخون انه وبعد انقلاب 5 نوفمبر 1967 على الرئيس عبد الله السلال وصعود الرئيس عبد الرحمن الإرياني، غلب الطابع المدني مع سمات النظام البرلماني على الطابع العسكري وتراجع نسبياً دور الجيش في الحياة السياسية، وأجريت العديد من التعديلات والاستحداثات في الجيش حينها.

الحمدي يقود انقلابا (أبيض) على القاضي الإرياني

أطاح الرئيس ابراهيم الحمدي في انقلاب أبيض يوم 13 يونيو 1974م بالقاضي الارياني, ويقول مؤرخون ان الإعلان عن تسلم ابراهيم الحمدي مقاليد الحكم بالانقلاب على الارياني كان بمثابة إجهاض لأول تجربة لأول وآخر رئيس مدني يحكم العربية اليمنية (الجمهورية).
وتوفي القاضي الارياني في المنفى بسوريا في مارس من العام 1998م.
وتسلم إبراهيم بن محمد الحمدي السريحي مقاليد الحكم كرئيس للجمهورية العربية اليمنية في 13 يونيو 1974 وظل حتى 11 أكتوبر 1977 عام اغتياله هو وأخيه عبدالله على يد انقلابيين اخرين.

وتقول السيرة الذاتية للرئيس الحمدي الذي ولد في 1943 بمحافظة إب وأصوله من منطقة ريدة في محافظة عمران فهو سريحي من خولان.

ويقول المؤرخون ان الحمدي ينحدر من أسرة معروفة في الأوساط الدينية الزيدية، فقد كان والده محمد بن صالح بن مُسلَّم الحمدي قاضيا في (ثلا) و(ذمار).

تعلم في كلية الطيران، ولم يكمل دراسته وعمل مع والده القاضي في محكمة ذمار في عهد الإمام أحمد يحيى حميد الدين، وأصبح في عهد الرئيس عبدالله السلال قائداً لقوات الصاعقة، ثم مسؤولاً عن المقاطعات الغربية والشرقية والوسطى.

وفي عام 1972 أصبح نائب رئيس الوزراء للشؤون الداخلية، ثم عين في منصب نائب القائد العام للقوات المسلحة.

قاد إبراهيم محمد الحمدي انقلابا أبيض سمي (حركة 13 يونيو التصحيحية) لينهي حكم الرئيس عبد الرحمن الإرياني والذي كان الرئيس المدني الوحيد من حكام اليمن, وصعد المقدم إبراهيم الحمدي للحكم برئاسة مجلس قيادة البلاد.
وبحسب المؤرخين فقد اتسع الدور الذي يلعبه الجيش في النظام السياسي والحياة العامة ، وعاد تدخل الجيش في الحياة السياسية بل وكان الحكم العسكري هو سمة النظام السياسي بحكم أن الغشمي كان أحد مدبري الانقلاب ومن المقربين من إبراهيم الحمدي حينها، عُين الغشمي مشيرا في القوات المسلحة فقام هو بدوره بتعيين علي عبدالله صالح حاكماً عسكرياً على تعز برتبة رائد.

بدأ الحمدي بالتقليل من دور مشايخ القبائل في الجيش والدولة وألغى وزارة شئون القبائل باعتبارها معوقاً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتحولت إلى إدارة خاصة تحت مسمى (الإدارة المحلية) تقدم الاستشارة.
وقام بتجميد العمل بالدستور وحل مجلس الشورى، وفي 27 يوليو 1975 الذي أطلق عليه "يوم الجيش" أصدر قرارات بإبعاد العديد من شيوخ القبائل من قيادة المؤسسة العسكرية وأجرى إعادة تنظيم واسعة للقوات المسلحة، فاستبدل الحمدي العديد من القادة العسكريين خاصة ممن يحملون صفة (شيخ قبلي)، بقادة موالين لتوجه الحركة التصحيحية التي يقودها الرئيس الجديد الحمدي، وأعاد بناء القوات المسلحة بشكل جديد حيث تم دمج العديد من الوحدات لتتشكل القوات المسلحة من أربع قوى رئيسة على النحو التالي:

قوات العمالقة: تشكلت من دمج لواء العمالقة والوحدات النظامية، كقوة عسكرية ضاربة في محافظة ذمار مهمتها تأمين حماية النظام وجعل على رأسها شقيقه عبدالله الحمدي.
قوات الاحتياط العام: تشكلت من دمج لواء العاصفة ولواء الاحتياط.
قوات المظلات: تشكلت من سلاح الصاعقة وسلاح المظلات ولواء المغاوير.
قوات الشرطة العسكرية: تشكلت من سلاح الشرطة العسكرية وأمن القيادة.
ووفق ما ذكره المؤرخون فقد تقارب الحمدي مع النظام الاشتراكي في اليمن الجنوبي، وفي خطوات السير نحو الوحدة، عقدت (اتفاقية قعطبة) في فبراير 1977 نصت على تشكيل مجلس من الرئيسين إبراهيم الحمدي وسالم ربيع علي لبحث ومتابعة كافّة القضايا الحدودية بين الدولتين الجارتين.

نشبت الخلافات بين إبراهيم والشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، شيخ مشايخ حاشد وقتها وكان كثير من مشايخ القبائل والمسؤولين (المعارضين) للحمدي في السعودية، وجاء في وثيقة بعثها هؤلاء المعارضون لسنان أبو لحوم: "الأخ النقيب (النقيب هو لقب مشايخ بكيل) سنان أبو لحوم.. حفظكم الله.

كان قد تم الاتفاق على خروج أكثرنا وحصل التأخير انتظارا لوصول الأخ عبدالله (يقصد عبدالله الأحمر) من أجل تبادل الرأي عند وصوله هنا.

الموقف هنا مازال على الصورة التي سبق شرحها لكم، فالقناعة لدى المسؤولين جيدة. وحقيقة الحمدي تظهر يوما بعد يوم ولديه أساليب ووسائل كثيرة للمغالطة ولا شك أنه في زيارته سيطرح لهم مؤامرات سنان أبو لحوم وارتباطاته بفلان وفلان والجهة الفلانية، ومؤامرات وتخريب مجاهد أبو شوارب (أحد زعماء حاشد) والتحقيق في ما حصل من تفجير أو محاولة تفجير.

وكعادته لا بد أن يكذب ويلوح بالقوة بالأساليب المتعددة مادامت السلطة بيده وحكم البلاد بيده بحسب الظاهر فكلمته لها وزنها واعتبارها ويحسب لها حساب.
ولكن كيفما كان الأمر فلا يعني ذلك أن تتخلى المملكة السعودية عن القبائل لأنهم مرتبطون بها ارتباطا مصيريا وهي تقدر هذا كل التقدير وتعرف الصدق والوفاء في مواقفهم".
(عبد الملك الطيب أحد أقطاب المعارضة ضد إبراهيم الحمدي من المملكة العربية السعودية لسنان أبو لحوم - وثيقة رقم 24 من مذكرات سنان بتاريخ الاثنين 25 يوليو 1977) يقول فيها انه "كان ينبغي أن نقنع الآخرين بقناعتنا أننا شيء واحد وعلى رأي واحد يرتبط بمصلحة المملكة وسياستها ومصلحة اليمن وسياسته ولا ينبغي أن نستسلم لأي دس أو تشويش ومع الأيام لابد أن تتحسن الأمور مادام موقفك على خط واضح لا يتعارض مع أهداف المملكة أو يسئ إليها".

وبحسب مذكرات ابو لحوم فقد أطاح الرئيس إبراهيم الحمدي بالقاضي عبد الرحمن الإرياني وذلك عن طريق إقناع القيادات القبلية واستخدامها طعما مرحلياً لإدراكه أنهم أصحاب القوة الحقيقية على أرض الواقع, فقام باستمالة سنان أبو لحوم بتعيين قريبه محسن العيني رئيسا للحكومة وأبقى على أقارب أبو لحوم في الجيش وهؤلاء فصيل قبلي لا ترضى عنه السعودية ولكن سرعان ما تخلص منهم عام 1975 خلال ما سماه الحمدي ب(عيد الجيش). تحرك الحمدي أغضب عبد الله بن حسين الأحمر رغم أنه منافس لأبو لحوم ولكنه أدرك نوايا الحمدي للتخلص من تأثير القوى القبلية السلبي في الغالب حاول الأحمر حشد أنصاره في أرياف صنعاء للإطاحة بالرئيس الحمدي ولكن السعودية، الوصي على القوى القبلية في اليمن عن طريق الأموال التي تدفعها من خلال ما يسمى (اللجنة الخاصة) رفضت دعم الأحمر لأن الحمدي نجح في إيهامهم أنه حليف لهم بتخلصه من آل أبو لحوم.

شهد عهد إبراهيم الحمدي إصلاحات سياسية واقتصادية كبيرة وراهن على شعبيته في الأوساط اليمنية ليخرج بلاده من العباءة السعودية بقصقصة أظفار اللاعبين القبليين الأقوياء ولكن بدأت نواياه تتكشف للسعودية وأظهر الحمدي عدة مظاهر (استقلال خطيرة) مثل عقد قمة رباعية لدول حوض البحر الأحمر وبدأ بالتواصل مع رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سالم رُبيَّع علي بشأن الوحدة اليمنية وعقد صفقات سلاح مع فرنسا وكلها (خطوط حمراء) بالنسبة لآل سعود.

اغتيال الرئيس الحمدي
لم يكمل الحمدي ما بدأه واغتيل مع شقيقه عبدالله الحمدي قائد قوات العمالقة في 11 أكتوبر1977 قبل يوم واحد من توجهه الى العاصمة الجنوبية (عدن) لبحث الوحدة اليمنية مع الرئيس سالم ربيع علي.
بقي ملف الحمدي معلقاً لسنوات, لكن بعد توقيع اتفاقية الوحدة اليمنية بين الشمال والجنوب وبعد التصفيات التي تمت لقيادات الجنوب في صنعاء على يد اتباع علي عبدالله صالح, حيث يقول سياسيون ان صالح اعدم نحو مائتين من قيادات وكوادر دولة الجنوب الشريك في الوحدة.
ويؤكد مطلعون ان صحيفة (الثوري) الناطقة بلسان الحزب الاشتراكي نشرت معلومات عن اغتيال الحمدي, حيث قالت الصحيفة ابان تدشين صالح لعمليات التصفية "إن علي عبدالله صالح القائد العسكري لتعز أطلق الرصاص على الحمدي بمعونة عبدالله بن حسين الأحمر ومشاركة أحمد الغشمي والسعوديين".
وهُناك تكهنات أخرى كلها تشير إلى ضلوع صالح في مؤامرة الاغتيال بحكم منصبه وصفاته الشخصية دون أن يكون ممكناً التثبت من أي منها، والثابت أن نفوذه ودوره في الدولة ارتفع ارتفاعاً هائلاً بعد عملية الاغتيال حتى أصبح المتنفذ الأول فيها".
وبحسب ما ذكر فان بعض يتهم نائبه والجيش مع بعض شيوخ القبائل التي حد من نفوذها، والبعض يتهم المملكة العربية السعودية بدعم العملية بسبب تمرد الحمدي عليها ومحاولته اتباع سياسة مستقله عن النفوذ والمضي نحو الوحدة اليمنية وأحد أهم دوافع السعودية و(لجنتها الخاصة) التي تدفع المرتبات الشهرية لمشايخ القبائل من اجل عرقلة الوحدة اليمنية".
وخلف أحمد الغشمي الحمدي في رئاسة الجمهورية العربية اليمنية لأقل من سنة واحدة، ومن ثُم قُتل هو بدوره في مؤامرة غير واضحة الأبعاد بتفجير حقيبة مفخخة أوصلها له مبعوث الرئيس الجنوبي سالم ربيع علي، ليعدم سالم ربيع بعد يومين بتهمة اغتياله رغم تعهده بالانتقام من قتلته، وبعد أقل شهر من مقتل الغشمي، أصبح علي عبدالله صالح عضو مجلس الرئاسة رئيس الجمهورية العربية اليمنية بعد أن انتخبه مجلس الرئاسة بالإجماع ليكون الرئيس والقائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية.

زعيم الانقلاب على الحمدي رئيسا!
ترأس المقدم أحمد حسين الغشمي الجمهورية العربية اليمنية في الفترة من 1977 – 1978.
والغشمي ولد في ضلاع همدان، إحدى ضواحي العاصمة اليمنية صنعاء عام 1941، التحق بالقوات المسلحة بعد قيام ثورة 26 سبتمبر، وتولى مهام ومسئوليات قيادية عسكرية كرئيس لأركان حرب فوج، وقائدا للمحور الغربي ثم الشرقي، واللواء الأول مدرع".
واطلق انقلاب الغشمي على الحمدي بحركة التصحيح, وتولى منصب رئيس الأركان ثم نائبا لرئيس مجلس القيادة (رئاسة الدولة) استمر حكمه أقل من سنة واحدة.

كيف تم الانقلاب على الغشمي؟
اغتيل الغشمي في مكتبه في القيادة العامة للجيش في 24 يونيو 1978؛ إثر انفجار حقيبة ملغومة - حملها إليه من عدن (مهدي أحمد صالح تفاريش), مبعوث رئاسي من سلطات الحكم في عدن - في ظروف غامضة؛ وجّهت فيها أصابع الاتهام لأكثر من طرف في قيادة الحزب (الاشتراكي) في عدن، وإثر ذلك عقدت جامعة الدول العربية اجتماعا طارئا - على مستوى وزراء الخارجية العرب - هدف إلى اتخاذ موقف عربي ضد نظام الحكم في عدن؛ لضلوعه في عملية الاغتيال، وقد أعلنت خمس عشرة دولة عربية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع حكومة عدن إثر ذلك الحادث. ليعقبه سالم ربيع في القتل بعد أشهر بتهمة اغتياله رغم تعهده بالانتقام من قتلته.

ما بعد اغتياله
شُكّل مجلسٌ رئاسي برئاسة (عبد الكريم عبدالله العرشي) رئيس مجلس الشعب التأسيسي، وعضوية كلٍّ من: (علي الشيبة)، و(عبد العزيز عبد الغني)، و(علي عبدالله صالح)، وفي ال17/7/1978م انتخب مجلس الشعب التأسيسي بأغلبية الأصوات (علي عبدالله صالح) رئيسا للجمهورية، وقائدا عاما للقوات المسلحة، وتعيين القاضي (عبدالكريم عبدالله العرشي) نائبا لرئيس الجمهورية العربية اليمنية.

علي عبدالله صالح يحكم اليمن لأكثر من ثلاثة عقود
علي عبد الله صالح (ولد في 21 مارس 1942)، وكان الرئيس السادس للجمهورية العربية اليمنية من 1978 حتى 1990 ليصبح بعد ذلك التاريخ أول رئيس للجمهورية اليمنية.

وتعد فترة حكمه أطول فترة حكم لرئيس في اليمن منذ العام 1978 وحتى تسليمه للسلطة في 25 فبراير 2012، يحمل رتبة المشير العسكرية، وهو صاحب ثاني أطول فترة حكم من بين الحكام العرب - الذين هم على قيد الحياة حاليا.

وصل صالح إلى رأس السلطة في البلاد عقب اغتيال الرئيس أحمد الغشمي بفترة قصيرة إذ تنحى عبد الكريم العرشي واستلم صالح رئاسة البلاد في فترة صعبة تم وصف نظامه بانه (كليبتوقراطية) وتذيلت البلاد قائمة منظمة الشفافية الدولية المعنية بالفساد.

وعرف عن علي عبدالله صالح بأنه كان صاحب شخصية دموية, حيث ارتكب طوال حكمه مجازر وحشية, يؤكد المؤرخون ان اول قرار اتخذه صالح في 10 أغسطس 1978 وقضى بإعدام ثلاثين شخصا متهمين بالانقلاب على حكمه.
وتسبب سقوط الاتحاد السوفييتي في اضعاف موقف جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ليتفق مع علي سالم البيض وهو رئيس اليمن الديمقراطي بعد مفاوضات على الاتحاد واعتبار علي عبد الله صالح رئيساً للجمهورية اليمنية وعلي سالم البيض نائباً للرئيس.

وعقب توقيع الوحدة بأقل من عام, نفذ صالح حملة تصفيات كبيرة بحق قيادات ورموز دولة الجنوب, ليضطر بعدها علي سالم البيض النائب لصالح للاحتجاج في منزله بصنعاء, وحينما كان البيض يحتج على التصفيات ولزم منزله كان صالح قد تحرك ليحشد رجال دين شماليين في مدينة تعز القريبة من عدن.

وفي ال27 من ابريل 1994م كان صالح يحشد الآلاف من انصاره وسط ميدان السبعين في الوقت الذي كان وزير العدل عبدالوهاب الديلمي منهمك في اعداد فتوى دينية تجيز للشماليين قتال الجنوبيين.

وفي ساعة الظهيرة كان صالح يصور لأنصاره ان الوحدة في خطر وانه يجب الدفاع عنها بكل ما يملكون, اطلق صالح طلقة واحدة من مسدسه الشخصي في الهواء ليعلن بدء الانقلاب على شركاء الوحدة الجنوبيين, وهي الطلقة التي وصفها سياسيون جنوبيون بأنها الطلقة التي قلت الوحدة السلمية, وبينما عاد الرئيس اليمني الى منزله كانا اثنان من الالوية العسكرية في بلدة عمران الشمالية قد دشنا القتال المتبادل لتعقبها الوية اخرى جنوبية وشمالية في ذمار ومأرب, حين ذلك كان الديلمي ورجال الدين قد انتهوا من اصدار فتوى دينية اوجبت قتال الجنوبيين وقتلهم باعتبارهم كما يقول نص الفتوى "خارجين عن الدين الاسلامي".

ويقول نص الفتوى الصادرة عن وزير العدل اليمني في منتصف تسعينات القرن الماضي, «إننا نعلم جميعاً أن الحزب أو البغاة في الحزب الاشتراكي اليمني المتمردين المرتدين هؤلاء لو احصينا عددهم لوجدنا أن اعدادهم بسيطة ومحدودة, ولو لم يكن لهم من الأنصار والاعوان من يقف إلى جانبهم ما استطاعوا ان يفعلوا ما فعلوه في تاريخهم الأسود طيال خمسة وعشرين عاماً، وكل الناس يعرفون في داخل المحافظات الجنوبية وغيرها أنهم اعلنوا الردة والالحاد والبغي والفساد والظلم بكل أنواعه وصنوفه، ولو كان هؤلاء الذين هم راس الفتنة لم يكن لهم من الاعوان والانصار ما استطاعوا أن يفرضوا الإلحاد على أحد ولا أن ينتهكوا الاعراض ولا أن يؤمموا الاموال ويعلنوا الفساد ولا أن يستبيحوا المحرمات، لكن فعلوا ما فعلوه بأدوات, هذه الادوات هم هؤلاء الذين نسميهم اليوم المسلمين هؤلاء هم الذي اعطى الجيش ولاءه لهذه الفئة، فاخذ ينفذ كل ما يريد أو ما تريد هذه الفئة ويشرد وينتهك الاعراض ويعلن الفساد ويفعل كل هذه الأفاعيل وهنا لابد من البيان والإيضاح لحكم الشرع في هذا الأمر:

أجمع العلماء أنه عند القتال بل إذا تقاتل المسلمون وغير المسلمين فإنه أذا تترس اعداء الإسلام بطائفة من المسلمين المستضعفين فإنه يجوز للمسلمين قتل هؤلاء المُتترس بهم مع أنهم مغلوبون على أمرهم وهم مستضعفون من النساء والضعفاء والشيوخ والاطفال، ولكن إذا لم نقتلهم فسيتمكن العدو من اقتحام ديارنا وقتل أكثر منهم من المسلمين ويستبيح دولة الإسلام وينتهك الاعراض.

إذا ففي قتلهم مفسدة اصغر من المفسدة التي تترتب على تغلب العدو علينا، فإذا كان إجماع المسلمين يجيز قتل هؤلاء المستضعفين الذين لا يقاتلون فكيف بمن يقف ويقاتل ويحمل السلاح.

هذا اولاً، الامر الثاني: الذين يقاتلون في صف هؤلاء المرتدين يريدون أن تعلو شوكة الكفر وأن تنخفض شوكة الإسلام، وعلى هذا فإنه يقول العلماء من كان يفرح في نفسه في علو شوكة الكفر وانخفاض شوكة الإسلام فهو منافق، أما إذا اعلن ذلك وأظهره فهو مرتد أيضاً».

وشنت القوات العسكرية الشمالية حربا على الجنوب مسنودة بمليشيات دينية وقبلية ومن العائدين من افغانستان, حيث تمكنت تلك القوات بعد حرب استمرت زهاء 100 يوم من احتلال مدينة عدن, وقتل جرح عشرات الآلاف من الجنوبيين جراء ما امطرت به القوات الشمالية مدينة عدن بصواريخ الكاتيوشا التي نسبت فيما بعد الى الجنرال اليمني علي محسن الأحمر الاخ غير الشقيق للرئيس صالح والذي اطلق عليه في الجنوب لقب (علي كاتيوشا).
وادت الحرب الى نزوح للسكان مدينة عدن الى الجبال, في حين هربت القيادات الجنوبية بما فيها الرئيس علي البيض الى دولة دول خليجية واوروبية.

وفي عام 2011 قامت على نظام صالح ما اسميت ب(ثورة الشباب اليمنية) وسلم صالح السلطة بعد سنة كاملة من الاحتجاجات بموجب (المبادرة الخليجية) الموقعة بين المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك والتي أقرت ضمن بنودها تسليم صالح للسلطة بعد إجراء انتخابات عامة كما أقرت لصالح حصانة من الملاحقة القانونية وتم إقرار قانون الحصانة في مجلس النواب اليمني واعتباره قانونا سياديا لا يجوز الطعن فيه، وهو ما يعتبر مخالفة صريحة لدستور البلاد، تولى نائبه عبدربه منصور هادي رئاسة المرحلة الانتقالية.

وفي ال3 من يونيو العام 2011، تعرض صالح لمحاولة اغتيال اثر استهدافه وهو يؤدي صلاة الجمعة في دار الرئاسة او ما يسمى بجامع النهدين, وقصف الجامع بصواريخ ادت الى اصابة صالح بجروح بليغة بينما قتل واصيب عدد من معاونيه وقيادات بارزة في نظامه.

اضطر صالح بعدها الى التنحي بموجب المبادرة الخليجية وتسليم مقاليد السلطة لنائبه عبدربه منصور هادي الذي خاض لاحقا انتخابات بمفرده كرئيس لدولة اليمن, ليترأس لاحقا مؤتمر حوار وطني وسط مقاطعة لأبناء محافظات جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي اعلنوا خلال تظاهرة حاشدة نظمت بهدف اعلان رفضهم للحوار اليمني على اعتبار انه خاص باليمن الشمالي, قبل ان ينظموا تظاهرات لاحقة لاتزال مستمرة يجددون فيها رفضهم وباستمرار لمخرجات الحوار اليمني.

آخر رئيس لليمن ما بعد عام 1994م, عبدربه منصور هادي الفضلي، من مواليد الأول من سبتمبر 1945, في قرية ذكين، مديرية الوضيع في محافظة أبين الجنوبية.

وتخرج في بريطانيا عام 1966 بعد حصوله على منحة دراسية عسكرية للدراسة في بريطانيا، لتعلم اللغة الإنجليزية. ثم في عام 1970 حصل على منحة دراسية أخرى لدراسة سلاح الدبابات في مصر لمدة ست سنوات.
أمضى هادي السنوات الأربع التالية في دراسة القيادة العسكرية في الاتحاد السوفيتي.

وشغل عدة مناصب عسكرية في جيش اليمن الجنوبي، عمل قائدا لفصيلة المدرعات، وبعد الاستقلال (30 نوفمبر 1967) عين قائدا لسرية مدرعات في قاعدة العند في المحور الغربي لجنوب اليمن، ثم مديرا لمدرسة المدرعات، ثم أركان حرب سلاح المدرعات، ثم أركان حرب الكلية الحربية، ثم مديرا لدائرة تدريب القوات المسلحة.

وفي سنة 1972 انتقل إلى محور الضالع، وعين نائبا ثم قائدا لمحور كرش، وكان عضو لجنة وقف إطلاق النار، ورئيس اللجنة العسكرية في المباحثات الثنائية التالية للحرب مع الشمال.

استقر في مدينة عدن مديرا لإدارة التدريب في الجيش، مع مساعدته لرئيس الأركان العامة إداريا، ثم رئيسا لدائرة الإمداد والتموين العسكري بعد سقوط حكم الرئيس سالم ربيع علي، وتولي عبد الفتاح إسماعيل الرئاسة. رقي إلى درجة نائب لرئيس الأركان لشؤون الإمداد والإدارة معنيا بالتنظيم وبناء الإدارة في الجيش بداية من سنة 1983، وكان رئيس لجنة التفاوض في صفقات التسليح مع الجانب السوفياتي، وتكوين الألوية العسكرية الحديثة. كان من ضمن القوى التي نزحت إلى صنعاء عقب حرب 1986 الأهلية في جنوب اليمن.

عمل مع زملائه على لملمة شمل الألوية العسكرية التي نزحت معهم إلى الشمال، وإعادة تجميعها في سبعة ألوية، والتنسيق مع السلطات في الشمال لترتيب أوضاعها ماليا وإداريا، وأطلق عليها اسم ألوية الوحدة اليمنية، وظل في شمال اليمن حتى يوم 22 مايو 1990، تاريخ الوحدة اليمنية.

عين قائدا لمحور البيضاء، وشارك في حرب 1994 الى جانب القوات الشمالية, قبل ان يتم تعيينه في مايو 1994 وزيرا للدفاع، ثم عين نائبا للرئيس في 3 أكتوبر من نفس السنة.

وانتخب هادي رئيسا للجمهورية اليمنية كصفة رئيس انتقالي في ال25 من فبراير 2012، وكان قبلها نائبا للرئيس (صالح) منذ 1994 - 2011.

وعمل كقائم بأعمال الرئيس علي عبدالله صالح حين كان يخضع للعلاج في السعودية في اعقاب هجوم على القصر الرئاسي أثناء ثورة الشباب اليمنية 2011.

وفي 23 نوفمبر أصبح رئيسا بالإنابة مرة أخرى قبل الانتخابات الرئاسية اليمنية 2012 التي خاضها هادي كمرشح للتوافق الوطني والذي اجمع عليه حزب المؤتمر الشعبي العام واحزاب تكتل اللقاء المشترك.

منذ توليه رئاسة البلاد من 21 فبراير 2012، يقول سياسيون ان هادي يفتقر لدعم القوى القبلية المؤثرة في البلاد الذي يحظى به منافسوه وأبرزهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح وابنه أحمد بالإضافة لطبيعته الشخصية فهو يفتقد للجرأة السياسية والحزم وسمته البطء والتردد وفقا ل(نيويورك تايمز) الامريكية.

وتعرض هادي منذ تعيينه لعمليات اغتيال كان ابرزها استهداف مجمع العرضي في وزارة الدفاع اليمنية التي كان هادي ينوي خلالها زيارة نجل شقيقه الذي يرقد في مستشفى العرضي, والذي قتل في الحادث.
وتسعى قوى يمنية نافذة الى الانقلاب على هادي بشتى الوسائل في الوقت الذي تصر فيه قوى اخرى على التمديد له فترة اضافية.

ورغم التأييد الذي يحظى به الرئيس اليمني الانتقالي في صنعاء الا ان الاخوان المسلمين احد ابرز الاجنحة المعارضة لسياسة الرئيس الجنوبي, حيث عمدت تلك القوى الى الدفع بشخصيات سياسية تطالب هادي بتسليم السلطة لعدة اعتبارات من بينها انه جنوبي ويسعى لتفتيت الشمال اليمني.

ويشهد الشمال اليمني ذو النزعة القبلية والدينية معارك طاحنة بين فصائل يمنية متناحرة رغم ان مجلس الأمن وضع البلاد تحت البند السابع من ميثاق الامم المتحدة والذي اقر وضع اليمن تحت الوصاية الدولية وهدد بمعاقبة اي معرقل لما اسماها بالتسوية السياسية في اليمن المضطرب امنيا, حيث يخوض طرفا الصراع الاخوان المسلمون من طرف والحوثيون الشيعة من الطرف الآخر معارك دامية, وسط اتهامات لنظام الرئيس السابق بدعم الحوثيين لاستعادة عرش الملكية, حيث كشفت وسائل إعلام يمنية مقربة من الرئيس صالح عما قالت إنها مساع يبذلها محمد بن عبد الله بن الحسين بن حميد الدين، العائد إلى اليمن منذ نحو شهر لترتيب عودة أفراد أسرته.. مؤكدة ان "قرارات جمهورية ستصدر بإعادة أملاك أسرة حميد الدين التي كانت تحكم اليمن قبل الإطاحة بها في مطلع ستينات القرن الماضي".

وقال علي بن الحسين علي حميد الدين "إن الأمير يسعى في زيارته الاجتماعية بالدرجة الأولى إلى لقاء الرئيس عبدربه منصور للسماح بعودة بقية العائلة الذين يقدر عددهم بألفي شخص".
وبحسب الصحيفة فإن قرارات جمهورية ستصدر تقضي بإعادة أملاكهم المصادر بعضها من الدولة ومنهوب بعضها من قبل الأفراد.

وأضاف علي حميد الدين "لقد سعينا حثيثاً لحصول العائلة على مقعد في مؤتمر الحوار الوطني لطرح قضية العائلة ووضع صيغة وطنية لإغلاق هذا الملف المفتوح منذ خمسة عقود، ووقف علي محسن وطابوره من ناهبي أملاك الأسرة في وجه هذا المطلب، فلم نتمكن من المشاركة في الحوار الوطني".

وأتت عودة احد احفاد حميد الدين في الوقت الذي تقترب فيه جماعة الحوثي الزيدية والمقربة من اسرة حميد الدين من العاصمة اليمنية صنعاء, وباتت على مشارف صنعاء.

ووسط حالة التجاذبات السياسية والعنف المسلح الذي يأتي على وقع طائفي (سني زيدي) فإن الكثير من المراقبين لا يستبعدون عودة العربية اليمنية او اليمن الشمالي الى النظام الملكي السابق في ظل القوة العسكرية التي يتمتع بها الحوثيون السادة, والمقربون من الطائفة الملكية السابقة.

المزيد
تواصل حركة جماعة الحوثي منذ عدة اسابيع جهود محاولة السيطرة على مفاصل الامور في العاصمة اليمنية صنعاء حيث تقع جميع المراكز الحكومية الرئيسية ومباني الحكومة وشركات الاقتصاد وغيرها من المراكز الهامة.
دشنت الحركة الحوثية منذ اشهر تحركاتها في أقصى شمال اليمن وتمكنت بعد معارك شرسة من السيطرة على مدينة عمران شمال قبل ان تقول انها سلمتها للحكومة اليمنية .
تحول الصراع لاحقا من مدينة عمران الى وسط العاصمة اليمنية صنعاء حيث بتوزع مئات الالاف من السكان في المدينة التي باتت ومنذ العلم 1990 عاصمة لليمن الموحد.
حينما اطلقت حركة الحوثيين احتجاجاتها في صنعاء قالت ان الاحتجاجات موجهة ضد الحكومة اليمنية وللمطالبة باقالتها وللمطالبة بإلغاء قرار حكومي يقضي برفع اسعار المشتقات النفطية.
رغم اتفاق قطاع واسع من اليمنيين على عدالة المطالب التي ترفعها جماعة الحوثي الا ان حركة الاحتجاجات التي قادتها الجماعة منذ أسابيع لم تجد استجابة في صفوف قطاعات سكانية واسعة في شمال اليمن.
يرفض حتى اليوم قطاع واسع من اليمنيين الذين يدينون بالمذهب الشافعي الاستجابة لحركة الاحتجاجات التي تنظمها حركة الحوثي وعلى خلاف ذلك يتجهون لتأييد حركة احتجاجات مناوئة لحركة الحوثي.
قال مراسلون غطوا حركة احتجاجات مناوئة لجماعة الحوثي وشهدتها مدينة صنعاء يوم الجمعة الماضية ان الالاف من الاشخاص الذين شاركوا في الاحتجاجات هذه لم يشاركوا قط في اي احتجاجات سابقة.
كانت السماء تنتصب في اعالي السماء حينما قاد محمد السامعي سيارته برفقة عدد من اخوته للمشاركة في احتجاجات مناوئة لجماعة الحوثي وسط صنعاء.
يقطن السامعي وهو رجل يملك محلات لبيع الالكترونيات في مدينة صنعاء التي قدم لها قبل 30 عام .
قال الرجل لعدن الغد انه لم يشارك قط في اي احتجاجات سياسية لكنه وجد نفسه اخيرا مجبرا على المشاركة تحت ضغط المخاوف من سيطرة حوثية على المدينةالامر الذي يرى السامعي انه يهدد وجودهم في المدينة التي باتوا جزء منها.
لعقود طويلة ظل الصراع العرقي بين سكان ينتمون الى الطائفة الزيدية وبين سكان ينتمون للمذهب الشافعي كالجمر تحت الرماد لكنه لم يطفو الى السطح قط.
ينظر قطاع واسع من سكان اقصى الشمال الى سكان وسط الشمال بازدراء بالغ ويرون فيهم طائفة اقل مكانة من الزيود.
حكم الزيود اليمن طوال قرون الا ان ثورة شعبية اندلعت في 1962 انهت هذه السيطرة ومنحت قطاعات سكانية متعددة من محافظات اخرى مثل اب وتعز والحديدة وريمة فرصة المشاركة في الحكم السياسي.
بعد سنوات قليلة من نجاح ثورة 26 سبتمبر تمكن الرئيس ابراهيم الحمدي من تولي مقاليد الحكم بشمال اليمن كاول رئيس من السكان الشوافع لكن فترة حكم هذا الرجل لم تمتد طويلا حيث تم قتله لاحقا على يد قوى سياسيةغالبيتها كانت زيدية.
بعد 50 عام على قيام ثورة 26 سبتمبر بات الهاجس الاكبر المثير لمئات الالاف من سكان العاصمة اليمنية صنعاء من الشوافع هو سيطرة جماعة الحوثي الزيدية المتشددة على مجريات الامور في المدينة.
السيطرة المطلقة لجماعة الحوثي على المدينة قد يدفع مئات الالاف من السكان المحليين لمراجعة قضية بقائهم في المدينة .
ستدفع السيطرة الحوثية على العاصمة اليمنية او تواجدها بقوة وتحكمها في مجريات الامور بهذه المدينة بتغيير تركيبتها الديموغرافية على المدى القريب.
سيعيد عشرات الالاف من السكان من ابناء محافظات كتعز واب والحديدة ومناطق وسط الشمال النظر بقضية بقائهم في المدينة التي قد تتحول الى مدينة تسودها حالة صراع طويلة الامد في اليمن.
في المقابل ستكون الوجهة الاكثر امانا لعشرات الالاف من سكان مناطق وسط الشمال هي مدن الجنوب حيث تنعدم جزئية اي صراع مذهبي.
قد تدفع حالة نزوح رؤس الاموال لرجال اعمال من وسط اليمن والالاف من سكان العاصمة اليمنية صوب مدن كعدن بتغيير واسع النطاق للتركيبة الدميغرافية للمدينة التي كانت عاصمة للجنوبيين حتى العام 1990م.
من شأن هذا النزوح لعشرات الالاف من الناس الى مدن الجنوب ان يعزز من حالة الاحتقان السياسية التي يعاني منها الجنوب منذ سنوات لكنه ربما يتمكن في المقابل من توسيع حركة النشاط الاقتصادية في مدن كعدن.
تعليقات القراء
121786
[1] تتهابلو ياعدن الغد
الأربعاء 10 سبتمبر 2014
جنوبي ابن جنوبي | عدن
نحن نشتي نكردهم وانتو تشتوهم يتوافدوا مالكم ياعدن الغد الجماعة بايعجبهم الصوت
121786
[2] جهل الكاتب
الأربعاء 10 سبتمبر 2014
Abuabdullah Liban | عدن
الكاتب يقول ان الحمدي كان شافعيا الحمدي زيدي من المحويت ولكنه ولد في قعطبة حيث كان ابوه عاملا للامام هناك الشي الثاني هو ان المستثمرين ورؤس الاموال الشمالية ستتجه الى الحديدة وتعز وليس الى الجنوب وهذا ما حدث بالفعل بعد الغليان في الجنوب حيث اتجهت روؤس الاموال والسياحة الى الحديدة وارتفعت اسعار الفنادق اغلى من صنعاء . لان بعض تشيكلات الحراك لازالت في المراهقة السياسية حيث لايميزون بين العسكري الذي يؤمن هيمنت الساسه التسلطية والمنتهبة للاموال والتحكم بشعب الجنوب وتكريس مفاهيمهم العفنة وبين رأس المال الذي يمكن ان ييستفيد منه ابناء عدن من حيث العمل والوظائف فتم محاربت الكل فاشتلت عدن الان اقتصاديا .
121786
[3] الجنوب ليس وكالة من غير بواب
الخميس 11 سبتمبر 2014
السيباني | حضرموت
لامكان لأهل اليمن في الجنوب العربي خصوصاً بعد كل مااقترفوه من جرائم في حقه وفي حق شعبه فلن نتركهم يهنئوا بالعيش معنا, فأسطورة الوحدة و الشعب الواحد قد تحطمت ولن تعود أبداً .
121786
[4] المطلقة
الخميس 11 سبتمبر 2014
المهرى | قشن
المطلقة ترجع بيت ابوهاء وانتو ياعدن الغد تريدوهاءتجى عندكم يبدو انكم حنيتو لسحاوق الوزف
121786
[5] الى الاخ المعلق جنوبي ابن جنوبي/عدن العاصمه الجنوبيه العربيه
الخميس 11 سبتمبر 2014
الشبواني الجنوبي العربي الحر | عتق محافظة شبوه الجنوبيه العربيه
ياالاخ الجنوبي ابن الجنوبي لاتستغرب من هداالموقع اي شي ينشره لصالح بلده العربيه اليمنيه يااخونا مصيبتنا في الجنوب ا لعربي هي ان بيننا عايشين طابور خامس من اليمنيين وبالتحديد من ابناء اليمن الاسفل حسب تعريف ابناء اليمن الاعلى والمهم هدا الطابور يعيث فسادا بيننا من اوائل القرن الماضي وهل نسيت انهم هم السبب الاساسي فيما نحن فيه من مئاسي والمهم صاحب هداالموقع لم يكدب احد المعلقين عندمادكره باصوله الدحباشيه البرغليه وانهم من تعز فلا تستغرب اي شي ينشره لصالح بلده العربيه اليمنيه ومشايخهم سكان اليمن الاعلى والم تلاحظ دائما يصر في اي موضوع يتعلق بالجنوب العربي او اليمن دائما يكرر الشمال الشمال لاتستغربو منهم اي شي المهم كونو واعيين ياجنوبيين منهم والله يعيننا ويعجل بخلاصنا من هده الوحله التي ورطونا الاغبياء القاده المهابيل الجنوبين فيها
121786
[6] الموت لامريكا الموت لاسرائيل
الخميس 11 سبتمبر 2014
د.كريم هاشم الحسيني القرىشي | (عدن_ابين)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "إن أصل كل فتنة وبلية هم الشيعة ومن انضوى إليهم وكثيرٌ من السيوف التي سُلت في الإسلام إنما كانت من جهتهم وبهم تسترت الزنادقة". وقال -رحمه الله-: "والقوم من أضل الناس في المنقول والمعقول في المذاهب والتقرير وهم من أشبه الناس بمن قال الله فيهم: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [الملك: 10]. ومنهم من أدخل على الدين من الفساد مالا يحصيه إلا رب العباد؛ فملاحدة الإسماعيلية والنصيرية وغيرهم من الباطنية المنافقين من بابهم دخلوا، وأعداء الإسلام من المشركين وأهل الكتاب بطريقهم وصلوا واستولوا بهم على بلاد الإسلام وسبوا الحريم وأخذوا الأموال وسفكوا الدم الحرام، وجرى على الأمة بمعاونتهم من فساد الدين والدنيا مالا يعلمه إلا رب العالمين"، انتهى كلامه -رحمه الله- من منهاج السنة. وقال في موضع آخر منه: "ولهذا كان الرفض أعظم بابٍ ودهليزٍ إلى الكفر والإلحاد". بل إن أخطر ما يواجهه العالم الإسلامي اليوم هو المد الرافضي الذي يزحف في أرض الإسلام ويطوي السنة بلدة بلدة، وقد اُبتلي أهل اليمن بهذا العدو الذي يتبنى منهجه ويرفع لواءه الحوثيون، والذين فرضوا سيطرتهم على مناطق عدة من اليمن بالقوة وبالسلاح. وفي هذه الأيام؛ ينشط هؤلاء الضلال لنشر ضلالهم والدعوة إلى أفكارهم في مناطق عديدة لم يكن لهم فيها أثر، لاسيما أن دولتهم في إيران متكالبةٌ على ذلك، وتغدق الأموال الكثيرة في هذه السبيل، وإنما كانوا أشد خطرا على الأمة الإسلامية من غيرهم لوجوه كثيرة منها: ما تقوم عليه هذه الدعوة من العقائد الكفرية؛ والتي تناقض دين الإسلام المناقضة التامة، وتؤصل الحقد والبغض للإسلام وأهله. ومن أوجه الخطر: إنهم يطبقون ما في كتبهم من التعاليم والعقائد المشتملة على الحقد الشديد والتي تعد بالقضاء على جميع أهل السنة كبيرهم وصغيرهم. ومن أوجه الخطر: جهل أكثر أهل السنة بحقيقة مذهبهم؛ فمنهم من تشيّع ظانًا أن الخلاف بين السنة والشيعة ما هو إلا خلاف في الأحكام الفرعية كالخلاف الموجود بين المذاهب الفقهية كالمالكي والشافعي والحنفي والحنبلي والظاهري وغيره. ومن أوجه الخطر: أن يكون لهذه الطائفة المارقة الحاقدة: القوة والشوكة والدولة التي تركن إليها وترعاها وتعمل على نشر باطلها وشركها. ومنها محاولتهم اصطناع البطولة وادعاء الجدية في تحمل المسؤولية عن قضايا الأمة الكبرى بالتصريحات الطنانة والشعارات الرنانة التي يطلقها قادتهم السياسيون بين الحين والآخر، فعل سيدهم وإمامهم الخميني عندما أطلق على حركته وصف "الثورة الإسلامية"؛ ثورة المستضعفين، ثم لم تكن إلا ثورة على الإسلام والدين وعلى المستضعفين من المسلمين، وهاهم يرفعون: "الله أكبر؛ الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام" كيدًا ومكرًا بالمسلمين، وإلا فلا قضية للرافضة مع اليهود والأمريكان إنما قضيتهم على مر الدهور والعصور هي مع المسلمين من أهل السنة والتاريخ خير شاهدٍ على هذا. وقد وقع كثيرٌ من أبناء المسلمين في هذه المكيدة فأحسنوا الظن فيهم وأحبوهم لأنهم يعادون أمريكا واليهود ويحاربونهم، وجهلوا أن مصلحة اليهود والأمريكان تلتقيان مع مصالح الشيعة ألا وهي تدمير الإسلام والمسلمين، رحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية إذ يقول عن الرافضة كما في منهاج السنة: "والرافضة ليس لهم سعيٌ إلا في هدم الإسلام ونقض عراة وإفساد قواعده". وهنا أسئلةٌ مهمة نطرحها لكل من اغتر بهذه الدعوة الماكرة: السؤال الأول: كم معركة خاضها الحوثي وأتباعه مع اليهود والأمريكان؟ السؤال الثاني: لماذا لم تصنف أمريكا جماعة الحوثي ضمن الجماعات الإرهابية رغم تظاهره بعداء أمريكا وتحريضه المستمر عليها؟ السؤال الثالث: لماذا لا يستهدف الطيران الامريكي جماعة الحوثي قيادات أو أفرادًا أو تجمعات كما تصنعه أمريكا مع تنظيم القاعدة؟ السؤال الرابع: لماذا لا تُعتقل قيادات الحوثي المقيمين بين اليهود؟ ومن العجائب أن يحيى الحوثي يلعن اليهود ويصرخ بالشعار آمنًا بين اليهود يتمتع بكافة الحقوق وكامل الرعاية والحماية كل من عاش يرى مالم يره. هكذا الأسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابات صريحة، فالحذر الحذر يا أهل السنة؛ فإن الرافضة الحوثيين قد أحدثوا حيلاً جديدة لاصطياد من لا علم عنده من أهل السنة، والتأثير عليه بعقيدتهم الفاسدة الكاسدة، فمن ذلك: ما يرددونه في خطبهم ومنشوراتهم من التحذير من الطائفية، والدعوة إلى تناسي الخلافات بين السنة والشيعة، وما هذه الدعوة إلا حيلة من حيلهم الجديدة للدعوة للرفض والتشيع ونشر هذه العقيدة الفاسدة بين صفوف أهل السنة، وإلا فالشيعة لا يقبلون التنازل عن شيء من عقيدتهم، وحقدهم على من خالفهم لا يستره شيء، وتعصبهم لباطلهم لا يدانيه أو يقاربه تعصب، ولكن هذا طريقهم الوحيد للدعوة والترويج لزيغهم وضلالهم. ومنها استثارة عواطف الناس بذكر فضائل أهل البيت والدعوة إلى حبهم وذكر مزاياهم سواء صحت أو لم تصح، مستغلين حب المسلمين لآل بيت النبوة دون أي ذكر للصحابة في البداية لا بالثلب ولا بالمدح، ثم يبدؤون باختلاق أن أهل البيت قد تعرضوا للظلم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولحقهم من الأذى والعدوان من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما لا يجوز السكوت عليه أو الرضا به، وهنا يصبح مستمعهم الساذج مؤهلاً لتقبل طعنهم وإفكهم في الصحابة الكرام -رضي الله عنهم أجمعين- وعلى رأسهم أبو بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان -رضي الله تعالى عنهم جميعًا- مستغلين الخلافات والحروب التي حصلت أيام الصحابة. ومن أساليبهم العملية الناجعة؛ الاتصال بمشايخ القبائل ووجهاء الناس وأبناء الأسر الكبيرة الغنية ذات المكانة في المجتمع وأكثر تركيزهم على القبائل التي تدعي أن لها نسبًا إلى آل البيت. ومن حيلهم الجديدة أنهم ربما ادعوا أن الأسرة الفلانية ذات القوة والمكانة يرجع نسبها إلى آل البيت ليقع أبناء القبائل في شراكهم الخبيثة، وقد وقع كثير من المسلمين في هذه المصيدة في بلدان كثيرة وهكذا يصبح نسب النبي صلى الله عليه وآله وسلم سلعةً تُهدى وتُباع بيدي الحوثي، فإذا كنت ذا عشيرة قوية ولديك الرجال والأتباع وأردت أن تكون من آل البيت فما عليك إلا أن تعلن بين الملأ ولاءك للحوثي، والحوثي بدوره يستخرج نسبك من قواميس الأنساب ومعاجم القبائل ويسلمك من يومك سلسلة النسب إلى آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم. ومن حيلهم الخطيرة في اصطياد المغفلين من المسلمين: أنهم يطرحون للناس أنهم يريدون إرجاع الأمة إلى الدين الحق والمنبع الصافي للإسلام، وهذه واحدةٌ من أعاجيبهم وما أكثر عجائب الرافضة! الاصدار الممتع على اليوتوب عن مقتل اكبيرهم الدي علمهم الكفر والضلال بدر الدين الحوثي تحت عنوان (نصرة أهل السنة والجماعة في اليمن 2/2 )
121786
[7] الى المدعو كريم هاشم الحسيني القرشي اوالقردشي الله على علما ء يمنك ومافعلوه في الجنوبيين وينكم ياهدا
الخميس 11 سبتمبر 2014
الحضرمي الاحقافي ابو يدع ايل بين | الجنوب العربي حضرموت الكبرى الاحقافيه
الى المدعو كريم الحسيني ياهدا اقسم بالله العظيم انني لاادافع عن الحوثي اوالشيعه ياهدا اتضح من كلامك انك اما من جماعة حزب الااصلاح المجرم التكفيري او من السلفيين الجهاديين وكلاكم وجهين لعمله واحده يارجل كفرتوشعب بكامله وارتكبت ولاتزال مليشياتكم القتل والاعتقالات في الجنوبيين ياهدا بطلو مزاودات كلكم ابويمن ماشفنا منكم الاكل القتل الاضطهاد والعنصريه والاقصاء وسلب ونهب اموالنا وتشريدنا من وظائفنا وينكم يا هدا والله اصبحنا معاد عندنا ثقه فيكم خلينا بعيدين عنكم وبطلو المتاجره بالدين الاسلامي الحنيف ياهدا الى حد انكم ياابويمن حرفتو بعض سور القران الكريم واوجدتو ركن ساد س للاسلام باسم وحد ه ماتت ماتت والله انتم لاحبا في الوحده وانما تمسككم بها لمجرد النهب والسلب لثروات الجنوب روحو عنا ولعنة الله على من ورطونا معكم سفهائنا وصدق من سماهم منتجات بدرة الشيطان الخبيثه حزبكم اليمني حوشي وكل دعاة اليمننه المرفوضه من غالبية شعبنا مره اخرى هؤلازعماءالجنوب السابقين المغفلين واخيرا طال الزمان اوقصربادن الله فك الاتباط وتقريرالمصيرعنكم اتي اتي ولن يضيع حق وراه مطالبين ولاوحده بالاكراه وهده مشيئة الله وصدق العرب عندما قالو داء اليمانين ان لم يغدرو خانو نرجوالنشر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.