مسز أميركا: السلام على من اتبع الهدى وبعد، بينما كنت أفكر كيف أبدأ هذه الرسالة، شاهدت صورة للمغنية (بريتني سبيرز)، وذهلت حين قرأت التعليق الذي يقول إنها باعت ملايين النسخ من ألبومها الجديد. تساءلت: كيف استطاعت تلك المخلوقة أن تخاطب القلوب بالكلمات والألحان، بعد كل فضائحها التي خرجت للعلن، من إدمان على الكحول إلى إدمان للمخدرات، والكثير من الغرائب والحماقات، والعديد من العلاقات العاطفية التي أنهتها بخياناتها المتكررة، إلى أفلام البورنو. كانت نجمة محبوبة، لكنها حولت حب الملايين إلى كراهية واحتقار. وأوصلت نفسها إلى المصحة والسجن. ومع هذا، فحين عوقبت وأعيد تأهيلها، سارع الجمهور لمساعدتها على تخطي المحنة التي أوقعت نفسها فيها، ومنحها دعما معنويا وماديا للاستمرار في الطريق الصحيح. لحظتها، وجدت الصورة وصاحبتها مدخلا مناسبا للتحدث إليك – مسز أميركا؛ فوجوه الشبه بينكما كثيرة. أنت مثلها، تخالفين كل القوانين المكتوبة، وتقترفين كل الأفعال المشينة، ثم تتسولين حب ضحاياك، وتحرصين على ألا يتحول ولاؤهم عنك. لكنك، تذهبين إلى ما هو أبعد، فتستخدمين الأموال وأبواق الإعلام. تستأجرين المرتزقة، باعة الضمائر والأوطان، وتلجئين للقوة حين تعوزك السبل وتعييك الحيل. تلك الشابة غريبة الأطوار تبدو أفضل منك بكثير؛ لأنها لم تقتل أحدا غير موهبتها، ولم تؤذ أحدا غير نفسها. ثم إنها أدركت مقدار ما اقترفته من ذنوب، فعملت على أن تعود إلى قلوب الناس. مسز أميركا: أنت بحاجة لإعادة تأهيل نفسي؛ لأنك مصابة بالعديد من الأمراض والعُقد.. سجلي عندك: (جنون العظمة – الشيزوفرينيا- السادية- الشراهة الزائدة- اللصوصية- الخواء الروحي) وأمراض أخرى تجعلك بشعة وتستحقين الموت فعلا. أنت مهووسة بحب السيطرة، وصداقتك مع الدولة الصهيونية دليل آخر على خطورة أمراضك، وبعدك عن كل معاني الإنسانية التي تتشدقين بها، أو التي تبدعها (هوليوود). أنت وإسرائيل دولتان خارجتان عن القانون، متعطشتان للقتل، راعيتان للإرهاب، ولاعجب في ذلك؛ فهي ربيبتك وأنت صنيعتها. ألا ترين كم تخسرين من البشر كل يوم؛ بسبب أقنعتك التي تتساقط وسقطاتك التي يصعب إخفاؤها وتحويرها؟ ألا تدرين أن تعيُّشك على مآسي الآخرين أصبح سلوكا مكشوفاً؟! لم ننس أنك دمرتِ العراق، وسلمتِ أنقاضه للطوائف المتحاربة. لم ننس أنك ممعنة في تدمير سورية، وأنك موَّلتِ (موجة الفوضى الخلاقة) وأيقظتِ كل دواعي الحقد الكامنة في النفوس الضعيفة. ولهذا، يجب أن تعرفي بأن معاداة (علي عبدالله صالح) ستضيف إلى رصيده أضعاف ما خسره عام 2011؛ فثمة سبب مبدئي لذلك، هو أن السواد الأعظم من اليمنيين سينسون خلافاتهم معه، وتستيقظ فيهم الروح العربية التي تأبى أن تهان، تلك الروح التي جعلت هذه الأرض على مر التاريخ مقبرة للغزاة، مهما كانت قوتهم، وأيا كانت نواياهم! ربما ضللكِ بعض المأجورين، وأوهمك بعض الحاقدين بأن اغتيال صالح أو إخراجه من بلده أمر سهل. لا، بالعكس فهذا سيجعل معاداتك عقيدة في نفس كل يمني حر،(مع العلم أن معاداة الظالم من صميم عقيدتنا؛ فما بالك حين تكونين أنت ذلك الظالم الذي يعيش على نفط العرب ودمائهم)!! هل وصلت رسالة الشارع اليمني يوم الجمعة كما ينبغي أن تصل؟! هل يكفي هذا لتفهمي مسز أميركا؟!