رحَّب المؤتمر الشعبي العام برؤية الأشقاء في سلطنة عمان حول التطورات على الساحة اليمنية، وأهمية دور الأشقاء في دول الخليج في إطلاق مبادرة تكميلية للمبادرة الخليجية وتنفيذ مصالحة وطنية بين القوى السياسية في اليمن. وعبَّر الأستاذ الدكتور أبوبكر القربي، الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام، عن ترحيبه بالرؤية الواضحة التي عبَّر عنها معالي السيد الوزير علوي بن يوسف، وزير الدولة للشئون الخارجية لسلطنة عمان، حول التطورات على الساحة اليمنية وأهمية دور الأشقاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربي في هذه المرحلة من خلال مبادرة تكميلية للمبادرة الخليجية توفر مناخات تنفيذ مخرجات الحوار الوطني ومعالجة التباينات والخلافات من خلال مصالحة وطنية بين القوى السياسية. وقال الدكتور القربي: لا شك أن هذه الرؤية العمانية تعكس حرص جلالة السلطان قابوس والأشقاء في عمان على وحدة وأمن واستقرار اليمن، واستيعابهم للحقائق على الأرض اليمنية وأسلوب التعامل معها، وخطر التدخل الخارجي عليها. وكان وزير الشئون الخارجية العماني، يوسف بن علوي بن عبدالله، انتقد العقوبات التي فرضها مجلس الأمن، الجمعة، على الرئيس السابق الزعيم علي عبدالله صالح، رئيس المؤتمر الشعبي العام و2 من قيادات جماعة أنصار الله "الحوثيين". وقال إن الوضع في اليمن بحاجة إلى مبادرة خليجية ثانية، كون المبادرة الأولى انتهت بتسليم الرئيس صالح السلطة وعودة المحتجين إلى منازلهم، وظهور خلافات ومطالب بين القوى السياسية اليمنية بعد الحوار الوطني لم تكن ضمن المطالب والخلافات التي عالجتها المبادرة الأولى، الأمر الذي كان ينبغي على دول الخليج أن تسعى، حد قوله، إلى عمل مبادرة خليجية رقم 2 والسعي لجمع الأطراف المختلفة على منظور جديد. وقال الوزير العماني، يوسف بن علوي، في مقابلة له مع صحيفة الشرق الأوسط السعودية الصادرة من لندن، أمس، إن اليمنيين بحاجة إلى مبادرة ثانية من قبل مجلس التعاون الخليجي لما يتمتع المجلس من مصداقية واحترام وقبول من الأطراف اليمنية، لافتاً إلى أن هذا يحتاج إلى تعزيز شعور اليمنيين بالثقة في مستقبلهم، بدلاً من الاحتكام إلى قوة السلاح، أو إلى فرض العقوبات من قبل الأممالمتحدة. وأشار إلى أن مجلس التعاون الخليجي لم يقُم بالدور الذي ينبغي أن يقوم به في اليمن، وأنه كان من المفترض أن يكون للمجلس ممثل في اليمن لا يقلُّ أهمية عن مبعوث الأممالمتحدة، مبيناً أن دول الخليج اعتقدت أن الأمر هادئ وأن المبادرة الخليجية كافية، ولم ينظروا إلى الصراع بين الحوثيين والسلفيين، والذي قال إن الحكومة كانت تستفيد منه، لافتاً إلى تغليب طرف على طرف لا يساعد على حل الأمور بتلك الطريقة، رغم سيطرة الحوثيين إلى حد ما على المشهد، داعياً مجلس التعاون إلى الالتفات إلى التباينات والخلافات بين القوى السياسية في اليمن. وقال الوزير العماني: "الحوثيون ألبسهم الإعلام زياً غير زيهم، شمال الشمال اليمني كلهم زيدية كما هو معروف، والزيدية ليسوا من الشيعة أصلاً، وهم لا يستطيعون السيطرة على اليمن وحدهم.. وهذا شيء معروف، ولذلك قاموا بتحالفات مع آخرين في اليمن، بعد أن ضاقوا ذرعاً بالوضع، فهناك صراع بين السلفيين والحوثيين، والحكومة كانت تستفيد من هذا الصراع.. الآن المشهد تغير، وأصبح الحوثيون إلى حد ما يسيطرون على المشهد؛ لكن لم تُحلّ المشكلة، ولن تحلَّ بهذه الطريقة بتغلب طرف على طرف". وبخصوص الدور العماني لتقريب وجهات النظر بين الرياض وطهران، قال: "نسعى بترحيب من المملكة في هذا الاتجاه، لكن كل شيء في وقته"، مشيراً إلى وجود رغبة إيرانية أيضاً في هذا الاتجاه. وتابع: "هناك قناعات بأن مستقبل هذه المنطقة ينبغي أن يكون في حُسن الجوار، وحُسن الجوار يحتاج تنظيماً للمصالح". وأكد على أنه "ليس من المصلحة أن يجتمع العرب في الخليج على معاداة دولة مثل إيران، باعتبار أن "معاداتها خسائرها هائلة في ظل هذا الزمن".