العربية نت- ميدل ايست اونلاين اجتمع زعماء دول الخليج في الرياض، مساء أمس، في قمة طارئة لبحث الخلافات الداخلية قبل أسابيع على انعقاد القمة المقررة في الدوحة. وقال المدير الإقليمي لقناة "العربية"، خالد المطرفي، إن القمة ليست سنوية، وليس لها جدول أعمال، وإنما رأى قادة الخليج عقدها للتشاور، وبحث آلية تنفيذ اتفاق الرياض الخاص بخلاف الدول الثلاث مع قطر، وتم الاتفاق عليه في فترة سابقة، وأيضاً بحث مكان انعقاد القمة الخليجية المقبلة". وتأتي القمة الخليجية الاستثنائية غير المعلنة وسط دعوات إلى استمرار دولة الكويت رئيساً للدورة الخليجية لعام آخر، بسبب عدم اكتمال حل الخلافات بين السعودية والإمارات والبحرين من جهة، وقطر من جهة أخرى. وقال مراقبون إن عقد قمة خليجية استثنائية يأتي بعد التلكؤ الكبير الذي أبدته الدوحة وعدم استجابتها لمطالب الدول الخليجية والإيفاء بالتزاماتها بعدم التدخل في الشأن الداخلي الخليجي. وأكدوا أنه بالإمكان نقل أشغال القمة إلى دولة خليجية ثانية أو تأجيلها في نهاية المطاف، بسبب رفض بعض الدول الخليجية القطعي لحضور أشغالها ما دامت الدوحة لم ثبت حسن نيتها ولم تبذل الجهد اللازم لتحسين العلاقات مع جيرانها الغاضبين من دعمها اللامحدود للإخوان المسلمين، ومن سياساتها الإقليمية المثيرة للريبة. وكان أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد، أنهى مؤخراً جولة خليجية شملت المملكة والإمارات وقطروالبحرين، في محاولة لإذابة الخلافات الخليجية قبل القمة التي من المقرر عقدها في الدوحة في ديسمبر/كانون الأول، إلا أن الجهود "لم تسفر عن نتيجة". ويرى المتابعون للشأن السياسي في المنطقة أن محادثات أمير الكويت مع قادة قطر والإمارات والبحرين لم تحل المشكلة، وأن الاتصالات الخلفية مع السعودية دلَّت على تمسك الرياض بمطالبها المتمثلة في التزام قطر السياسة العامة لمجلس التعاون، والمقصود أن تبتعد قطر عن علاقاتها المنفردة مع الولايات المتحدة وأوروبا، وأن تقطع علاقاتها مع تركيا ومع تنظيم الإخوان المسلمين، وأن تقوم بخطوات إعلامية وسياسية ومالية تؤكد هذا الخيار. وأعلنت الدوحة، الأسبوع الماضي، تأجيل "اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الذي كان مقرراً الأسبوع الماضي، وكذلك تأجيل اجتماع الهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون "الهيئة الاستشارية للقادة"، في مؤشر واضح على عمق الخلافات". وسارعت قطر إلى تبديد أية معلومات تُشير إلى إلغاء القمة المرتقبة، وذلك بالترحيب بقادة دول مجلس التعاون في قمتهم في ديسمبر/كانون الثاني، وتأكيد أن الاجتماعات التحضيرية للقمة "تأجلت ولم تُلغَ". وقالت مصادر خليجية مطلعة إن أمير قطر يأخذ بجدية بالغة احتمال سحب تنظيم القمة من بلاده، لأن ذلك سيزيد من عزلتها الإقليمية والدولية، كما أن سحب التنظيم قد يكون مؤشراً واضحاً لطبيعة ردود الفعل الخليجية المستقبلية ضد سلوك الدوحة غير القويم في علاقتها بجيرانها، وهي ردود لن يكون لها سقف في قوتها ونسق تصاعدها بشكل سوف يعجز القطريون على الصمود أمامه. وكان الديوان الملكي البحريني قد أعلن أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة غادر، أمس، متوجهاً إلى المملكة العربية السعودية ليترأس وفد مملكة البحرين إلى قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي ستعقد في الرياض.